فى محاولة جديدة لتحريك الجانب السياسى فى الملف اليمنى، وصل وفد الحكومة الشرعية اليمنية إلى السويد استعدادا لانطلاق مشاورات السلام مع الحوثيين، وسط توقعات بانطلاق الجولة الأولى من المباحثات غداً أو بعد غد الجمعة على أقصى تقدير.
ويعلق الكثير من الأطراف المحلية والإقليمية وثيقة الصلة بالأزمة اليمنية آمالاً كبرى على تحرك ملف المفاوضات بشكل إيجابى، فى محاولة للتوصل إلى حلول لوقف موجات العنف التى تقودها مليشيات الحوثيين فى عديد من المحافظات والمدن اليمنية، وعودة الحكومة الشرعية للممارسة صلاحياتها بشكل طبيعى على كامل التراب اليمنى.
وفد الشرعية المشارك فى السويد
وقال الدكتور عبد الله العليمى، مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، وعضو الوفد المفاوض، فى تصريحات على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إن وفد الحكومة اليمنية يتوجه إلى السويد اليوم، محملًا بآمال الشعب اليمنى فى تحقيق السلام المستدام على أساس المرجعيات الثلاث الثابتة، السلام القائم على إنهاء الانقلاب وإزالة كل الأسباب التى أدت إليه.
وأضاف العليمى: "تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد ربه سيضع وفد الحكومة هموم الشعب اليمنى وتطلعاته على رأس أولوياته، وسيبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التى نعتبرها فرصة حقيقية للسلام، نحرص كل الحرص على استغلالها لتجنيب شعبنا المزيد من الدمار الذى تسببت به المليشيات الانقلابية".
عبدالله العليمى
بدوره، كشف مصدر بوزارة الخارجية اليمنية، أن الوفد التابع للحكومة الشرعية يترأسه الدكتور خالد اليمانى وزير الخارجية، ويضم بخلاف الدكتور عبد الله العليمى مدير مكتب رئاسة الجمهورية، كلاً من عبد العزيز جبارى مستشار الرئيس، وياسين مكاوى مستشار رئيس الجمهورية وقيادى بالحراك الجنوبى، والدكتور محمد العامرى وزير دولة، والرشاد على عشال عضو مجلس النواب قيادى بحزب الإصلاح، عثمان مجلى وزير الزراعة قيادى فى المؤتمر الشعبى العام، ومروان دماج وزير الثقافة قيادى بالحزب الاشتراكى، هادى هيج عضو مجلس الشورى قيادى فى مقاومة تهامة، وأحمد غالب عضو اللجنة الاقتصادية.
وأعرب وزير الخارجية اليمنى خالد اليمانى عن أمله فى أن يتمكن المبعوث الأممى من إحراز نجاح بمهمته، التى ستعطى أملا فى أن مفاوضات السويد وتحقق شيئا إيجابيا، وأكد أن الصورة باتت واضحة أمام الشعب اليمنى، وهى أن هذا الانقلاب يجب أن ينتهى وأن نستعيد شرعيتنا ودولتنا، حتى نعيش بسلام وأمان، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن انحسار قوة الحوثى بالجبهات أخضعهم للتفاوض، مضيفا: "وخلال مفاوضات السويد سنبحث كيف يمكن تبادل قوائم المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا".
جريفيث
من جانبه، قال وزير الإعلام الدكتور معمر الأريانى، أن الحكومة اليمنية قدمت كل ما يمكن تقديمه من أجل الدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة اليمنية، ملوحا بأنه لن يتبقى سوى خيار الحل العسكرى إذا ما أفشل الحوثى هذه المفاوضات.
وفيما توقع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، ألا تكون المحادثات سهلة أو سريعة، أبدت الولايات المتحدة ترحيبا بمحادثات السلام اليمنية المرتقبة واصفةً إياها بأنها "خطوة أولى ضروريّة وحيويّة"، داعيةً جميع الأطراف إلى الانخراط فيها بالكامل.
وزير الخارجية
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت: "ليست لدينا أوهام، ونحن نعلم أن هذه العملية لن تكون سهلة، لكننا نرحب بهذه الخطوة الأولى الضرورية والحيوية"، حسبما أوردت "العربية".
فى المقابل، أكد السفير السعودى باليمن محمد آل جابر أن إيران وحليفها الحوثى قد هزموا فى اليمن، ولم يتمكنوا من السيطرة على باب المندب وستسلم الحديدة للحكومة الشرعية قريبا، وأضاف على حسابه بـ"تويتر" إن التواجد الإيرانى انتهى ليعود اليمن دولة عربية خالصة.
وشدد على أن المصالحة الوطنية مرهونة بالتزام الطرف الانقلابى بالتوقف عن الإجراءات التى اتخذها، ومن ضمنها الانقلاب على مؤسسات الدولة، والإقرار بأن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو الامتثال للقرار 2216.
وزير الاعلام
فيما اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية فى الإمارات، المحادثات اليمنية المرتقبة فى السويد تشكل "فرصة حاسمة" للسلام.
وكتب فى تغريده على حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "إن إجلاء المقاتلين الحوثيين الجرحى من صنعاء يبرهن مرة أخرى على دعم الحكومة اليمنية، ودعم التحالف العربى للسلام". وأضاف: "نعتقد أن السويد توفر فرصة حاسمة للنجاح فى حل سياسى لليمن".
قرقاش
كما أكد الوزير الإماراتى أن "حلاً سياسياً مستداماً بقيادة يمنية يوفر أفضل فرصة لإنهاء الأزمة الحالية". وأضاف "لا يمكن أن تتعايش دولة مستقرة وهامة للمنطقة مع ميليشيات غير قانونية. قرار مجلس الأمن الدولى 2216 يقدم خارطة طريق قابلة للتطبيق".
يذكر أن القرار 2216 صدر فى أبريل 2015، ونص على انسحاب الميليشيات الحوثية من المدن التى سيطروا عليها منذ العام 2014، وأبرزها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة.
وكان رئيس وفد الميليشيات الحوثية محمد عبدالسلام شكك فى قدرة المبعوث الأممى على عقد المشاورات، فيما أعلنت الحكومة اليمنية أن وفدها لن يذهب للسويد قبل وصول وفد الحوثيين.