محمد البرادعى، شخص مصاب بمرض البارانويا، وهو مرض يصور اعتقادًا باطلًا وراسخًا يتشبث به المريض، بالرغم من سخافته وقيام الأدلة الموضوعية على عدم صوابه، مع الوضع فى الاعتبار أن تصورات واعتقادات المريض تتسم بالمنطق، لكنه منطق زائف لا يقوم على أساس صحيح.
البارانويا، اضطراب ذهنى ينمو بشكل تدريجى حتى يصير مزمنًا ويتميز بنظام معقد يبدو داخليًا منطقيًا، ويتضمن هذاءات الاضطهاد والشك والريبة فيسىء المريض فهم كل ملاحظة أو إشارة أو عمل يصدر عن الآخرين، ويفسره على أنه ازدراء به، مما يدفعه إلى البحث عن أسلوب لتعويض ذلك فيتخيل أنه عظيم وأنه عليم بكل بواطن الأمور، وقادر على سد خرم الأوزون بكف يده..!!
وهناك قواعد حاكمة، للمرض، أولها، الظن، فمريض البارانويا يظن أن المسؤولية تقع على الآخرين، وهو بعيد وفى خندق الصواب.
وثانيها، الاعتقاد، فمريض البارانويا، يؤمن وبشكل مبالغ فيه، أن اعتقاده وأفكاره مبنية على أسس واقعية، ومن ثم صحيحة بنسبة 100٪ ولا يتخللها أو يقترب منها الباطل، ومن ثم يجب على الجميع الانصياع والعمل بهذا المعتقد..!!
وإذا أسقطنا هذه المفاهيم العلمية لمرض البارانويا، على الدكتور محمد البرادعى، وكل اتحاد ملاك أورام سرطان يناير، تجدها تنطبق عليهم تمامًا.
وكعادتى مع حضراتكم، القرّاء الأعزاء، إننى لا ألجأ لقوة التنظير الخيالى البعيد عن المنطق، ولكن ألجأ إلى الحقائق والأسانيد الداعمة لكل ما أطرحه فى هذه المساحة.
وأمس، نشرت صحيفة وموقع العربى، الذى يصدر بجانب فضائية تحمل نفس الاسم من لندن، كبوق إخوانى، يديره عزمى بشارة، وبتمويل قطرى، شهادة مهمة فى حق الدكتور محمد البرادعى، وكيف أن الرجل كان «مرتمى» فى أحضان جماعة الإخوان الإرهابية، حيث قالت نصًا: «يعد المدير السابق لوكالة الأمم المتحدة للطاقة النووية، والفائز بجائزة نوبل للسلام، محمد البرادعى، أحد أبرز الوجوه السياسية المعارضة على الساحة المصرية فى العقد الأخير، وخصوصًا منذ تقاعده وعودته إلى مصر، ووقوفه ضد نظام حسنى مبارك قبل ثورة يناير 2011.. وقد جمعت القوى السياسية، فى مقدمتها الإخوان المسلمون، مئات آلاف التوقيعات لدعم حملة البرادعى للترشح للرئاسة فى مواجهة مبارك.. كما دافع البرادعى عن «الإخوان» وحقهم فى المشاركة السياسية».
هنا تظهر الصفقة، بين البرادعى وجماعة الإخوان قبل يناير 2011 لإزاحة حسنى مبارك ونظامه من الحكم، على أن يعيد الجماعة للساحة السياسية ويقتسم معها السلطة، وهنا اعتراف واضح وجلى لا يحتاج لقريحة العباقرة المحللين للتأكيد عليها..!!
وقالت الصحيفة الإخوانية: «بعد الثورة قاد البرادعى الحراك الثورى لمواجهة المجلس العسكرى، ودشن حركة رفض خريطة الطريق لإنقاذ البلاد حينها، وهنا المرحلة الثانية من تاريخ البرادعى الواضح فى زعزعة الأمن والاستقرار فى مصر، بدأت بصفقة مع الإخوان قبل يناير لإزاحة مبارك، ثم الوقوف لتشويه المجلس العسكرى بعد الثورة.
أما المرحلة الثالثة والتى أكدت عليها الصحيفة الإخوانية، الممولة من قطر، وكل العاملين فيها يتقاضون وفق مستندات رسمية مرتباتهم من الدوحة، من مراحل مواجهة البرادعى للدولة المصرية ومؤسساتها، وإصراره على تنفيذ مشروعه الواضح والجلى فى إسقاط مصر فى وحل الفوضى، محاولًا تكرار صنيعته فى العراق، عندما رفض فض معسكر رابعة الإرهابى المسلح، وهرب هروب الفئران المذعورة خارج مصر..!!
ثم تتطرق الصحيفة الإخوانية، إلى نقطة جوهرية، عندما لفتت الأنظار بشدة إلى نشاط البرادعى على «تويتر»، إلا أنه نادرًا ما يدلى بتصريحات إعلامية، كما تخلو لقاءاته الإعلامية من النقد الجاد لذاته.
إلى هنا انتهت شهادة البوق الإخوانى فى البرادعى، لكن تبقى الشهادة الأخطر والأهم فى مسيرة البرادعى، دشنها مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى القاهرة ديفيد كيركباتريك، فى كتاب له صدر مؤخرًا، كونه كان قريب الصلة من البرادعى.
وأخطر ما جاء فى شهادة مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، علاقات البرادعى بالخارج، وكيف أن منزله كان مزارًا لكبار المسؤولين الغربيين، والأمريكيين مثل وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، وأيضًا القطريين والأتراك، لافتًا إلى أمر غاية فى الأهمية، يتمثل فى ضعف شعبية البرادعىين المصريين، مقارنة بشعبيته بين الصحفيين الأجانب و«نخب القاهرة» حسب وصفه.. جازمًا بأن كل الاستطلاعات المتوفرة أكدت أنه أكثر شهرة بين الصحفيين الأجانب مقارنة بالمصريين...!!
هذه الشهادات المهمة، وعلى لسان أعداء الدولة المصرية، سواء أبواق الإخوان، أو بوق النيويورك تايمز الأمريكية، تكتسب أهمية بالغة، وتشريحًا حقيقيًا للبرادعى، وأزلامه من نشطاء وأدعياء ثورية وفوضويين، وتؤكد أن الرجل يجلس فى فيينا، ويستقبل كل أعداء مصر، متخذًا من تويتر منصة لإطلاق تغريدات مغلفة بمصطلحات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع..!!
كما أن هذه الشهادات، تؤكد ما كنّا نطرحه منذ اللحظة الأولى لظهور البرادعى على الساحة المصرية، وقلنا إن الرجل يريد حكم مصر، من غرفة نوم منزله فى فيينا، وعلى استعداد للتحالف مع الشيطان فى سبيل الجلوس على مقعد رئاسة مصر، بشرط لا يخضع للوسائل والأدوات والقوانين التى تتيح الجلوس على مقعد رئاسة مصر، مثل خوض الانتخابات الرئاسية، وإنما يريد أن يحكم مصر، بالتزكية، أو من فوق دبابة أمريكية مثل العراقى «أحمد الجبلى» الذى دخل بغداد فوق سطح الدبابة الأمريكية عقب إسقاط نظام صدام حسين..!!
البرادعى، وكما قال صديقه والمقرب منه، مراسل نيويورك تايمز، لا يتمتع بأية شعبية فى مصر، على كل المستويات، ومن ثم فإن عليه، الاستمتاع بالجلوس، والحوارات مع القطريين والأتراك فى منزله، وينسى مصر، الوطن الباحث عن أمن واستقرار وحياة أفضل لأبنائه..!!
ولَك الله.. ثم جيش قوى.. وشعب صبور يا مصر..!!