..واِمْرَأةٌ سَبِىٌّ يعنى مَأسُورَةٌ، لا تستغرب من حديث «سبى النساء» فليس لنا يد فيه، مفروض علينا من أعلى جهة فتوية، لانفتى والمفتى شوقى علام فى المدينة، هناك على بوابة دار الإفتاء المصرية طلب فتوى تحمل رقم مسلسل 3232 من رئيس اتحاد علماء الدين الإسلامى فى كردستان العراق، يختص بحكم الشرع فى «سبى النساء»، وسطوره الموجهة إلى فضيلة مفتى الديار المصرية محزنة وتشى بالكثير.
فتوى «سبى النساء» تعود بنا القهقرى إلى عصور الجاهلية الأولى، نموذج ومثال لما يعتمل فى العالم الإسلامى من فتاوى شاذة حضاريا وإنسانيا وأخلاقيا، ما هذا الذى نتترى فيه بعد رقى وسمو بلغ بنا سقف الحضارة الإنسانية.
غيض من فيض، ما كشف عنه المؤشر العالمى للفتوى فى دار الإفتاء المصرية يجاوز سبى النساء، فتاوى المرأة تستحوذ على نسبة %12 من جملة الفتاوى التى صدرت عن الدار، فى العام الأخير فقط صدر 500 ألف فتوى، بمعدل 1369 فتوى يوميا، 57 فتوى فى الساعة، مصر بلد مصدر للفتاوى، خط إنتاج الفتاوى فى دار الإفتاء المصرية يعمل بمعدلات عالمية لسد الفجوة الفتوية، هناك مجاعة فتوية، لو توفر العلماء المسلمون على إنتاج الغذاء كما يتوفرون على إنتاج الفتاوى لم جاع مسلم فى بلاد تنتج الفتوى بمعدلات أعلى من إنتاج الفول المدمس.
أرقام المؤشر العالمى للفتوى تستوجب توقفا وتبينا، توقفا أمام 60 ألف فتوى من إجمالى نصف مليون فتوى سنويا تخص النساء، المرأة هدف ومستهدفة بالفتوى، علماء الإسلام متوفرون على فقه النساء، يعوضون نقصا حادا فى فقه المرأة، الفتاوى تتنزل من دار الإفتاء على رؤوس النساء، وتصدر عن مراجع ذكورية خلت من المشاعر النسوية التى تسويها فسيولوجيا خاصة، هم أبعد ما يكونون عنها ويفتون فيها، رجال يفتون فى دم الحيض.
ويستوجب تبينا لمقاصد هذه الفتاوى، تحليل مضمون الفتاوى يؤشر على شغل فقهى بالمرأة عمن سواها، الذكور فى العالم الإسلامى مشغولون بالمرأة تمامًا، والأخطر نوعية الفتاوى فى نهاية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين، المؤشر العالمى يشير إلى أن نوعية من فتاوى الحرب، ويبرر هذا الذى يحدث، بأن الأحداث الأخيرة التى يمر بها العالم بصفة عامة والمجتمعات الإسلامية بصفة خاصة أفرزت مجموعة جديدة من القضايا التى تخص المرأة، مما ساهم فى زيادة نسبة الفتاوى التى كان منها جهاد المرأة والأخرى المتعلقة بالسبى والأسر، ومشاركتها فى العمليات الإرهابية وغيرها، كل ذلك بجانب الفتاوى الخاصة بأحكام العبادات والمعاملات والطهارة.. إلخ.
المؤشر يكشف عن العجب العجاب، مصر تصدرت قائمة أكثر 10 دول اهتمامًا بإصدار فتاوى المرأة بنسبة %44 من الإجمالى العام، ويرجع ذلك إلى غزارة إنتاجها الإفتائى مقارنةً بالدول الأخرى، فضلاً عن اهتمام الجهات الإفتائية الرسمية بمتابعة قضايا المرأة والأحكام المتعلقة بعبادتها من صلاة وصيام ووضوء، لا سيما خلال المواسم الدينية.
نوعية فتاوى المرأة فى مصر تحمل جديدًا، يبرز جليًّا فى اهتمام الجهات الإفتائية الرسمية بمصر بالتفاعل مع عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة، لا سيما دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، حيث أصدرت الدار عددًا من الفتاوى التى حرمت فيها التحرش، والتى كان آخرها فتوى فضيلة المفتى شوقى علام فى سبتمبر 2018 والتى أكد خلالها أن التحرش من «الكبائر وحرام شرعًا»، فضلًا عن الحملات المكثفة التى نظمها الأزهر الشريف للدفاع عن المرأة وتجريم التحرش.
المؤشر يوصى بضرورة وجود مرجع شامل يشمل الفتاوى المنضبطة الخاصة بالمرأة، حتى لا يقع البعض فريسة لتيارات العنف والتشدد تحرف الكلم عن موضعه، كما أوصى المؤشر بضرورة وجود مفتيات رسميات يفتين النساء فى كل القضايا والفتاوى النسوية، وهنا بيت القصيد، هل هناك مفتيات فى زمن الحرائر!.