- الشرطة تشكل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وأسرة الطفلة الضحية تناشدهم سرعة التوصل للقاتل
لم يمض على اكتمال عامها الثانى إلا أيام قليلة، بدأت خطواتها الصغيرة تملاء الدنيا بالحياة، فبعدما كانت تحبو على يديها أصبحت تقف على قدميها تسير عدة أمتار وتسقط وتعود مرة أخرى وتحاول من جديد، كلماتها الأولى أصبحت عالقة فى الأذهان خاصة" بابا ماما" مما زاد من تعلق والديها بها خاصة وأنها كانت فرحتهم الأولى ورباطا جديدا يقوى العلاقة بينهما وأمتداد لهما فى الحياة.
هى الطفلة رزان أحمد شاكر أبوهنتش البالغة من العمر عامين وتقيم بناحية قرية الصوامعة غرب دائرة مركز طهطا شمال محافظة سوهاج لا تعرف أى شيء عما يدور حولها لا تكاد حتى تستطيع أن تفرق بين الأشخاص كل من يداعبها تنطلق إليه لتبادله الدعابة وأحيانا القبلات وتقلده فى بعض الحركات كانت طفلة حالمة يحبها الجميع خاصة لما تقوم به من حركات بريئة بدون قصد.
اعتادت رزان الخروج واللعب أمام المنزل كل يوم مثل أى طفلا بالقرية ألعابها بسيطة أشياء صغيرة تصطحبها معها للخارج وتعود بها إلى داخل المنزل عندما تشعر بالملل أو الجوع لتسكن بأحضان والدتها بحثا ما عن الطعام أو بحثا عن الحنان.
لم تكن رزان تعلم ولا والديها أن يوم الثلاثاء هو أخر يوما لها فى الحياة خرجت تلهو كعادتها أمام المنزل بعد أذان العصر والجميع يعلم أنها بأمان خاصة أن المحيطين بها هم أهلها عندما تأخرت الطفلة عن موعد دخولها للمنزل خرجت والدتها لإحضارها ولكن لم تجدها ظنت فى البداية أنها هنا بمنزل الجيران أو هناك بمنزل أحد الأقارب أو أنها عادت للمنزل دون أن تراها أو أن أحد أقاربها أصطحبها لشراء بعض الحلوى لكن سرعان ما خفق قلب الأم بسرعة معلنا أن رزان حدث لها مكروه جابت الأم كل الأماكن فلم تجدها طلبت المساعدة من الجميع فما كان منهم إلا التحرك الفورى فى كل مكان تحسبا أن يكون اختفائها مقصود.
فتشوا الزراعات أغلقوا مداخل ومخارج القرية فتشوا فى مياه الترعة التى تبعد عن منزلهم حوالى 100 متر تقريبا سألوا المارة أعطوا أوصافها للجميع لكن لم تأتى الإجابة التى تطمئن الأم وتعيد قلبها للخفقان بشكله الطبيعى من جديد.
وهنا تحول الأمر إلى رجال الشرطة وتم عمل بلاغ بمركز شرطة طهطا عن إختفائه وتم الإدلاء بكافة أوصاف الطفلة وموعد خروجها والأماكن التى من الممكن أن تتواجد بها وتم تحرير محضرا بذلك وتم إخطار اللواء هشام الشافعى مدير أمن سوهاج بالواقعة والذى قرر سرعة تشكيل فريق بحث من إدارة المباحث الجنائية بالإشتراك وفرع الأمن العام لكشف حقيقة الواقعة.
وعلى الفور وعقب تقنين الإجراءات تم تشكيل فريق بحث أشرف عليها العميد عبدالحميد أبوموسى مدير إدارة المباحث الجنائية والعميد طارق يحى رئيس مباحث المديرية وتم تكليف العقيد ياسر صلاح رئيس فرع بحث الشمال بقيادته وتم إسناد أعمال التحريات للرائد أحمد العزازى رئيس مباحث مركز شرطة طهطا والرائد عمر أبوعقرب معاون أول مباحث المركز والنقيب محمد كمال معاون المباحث وتبين من التحريات الأولية أن مقدم البلاغ احمد شاكر أبوهنتش يقيم بناحية قرية نجوع الصوامعة غرب دائرة المركز حيث أفاد فى بلاغه بإتفاء نجلته الطفلة رزان البالغة من العمر عامين عقب خروجها للهو أمام المنزل إلا أنها لم تعود ولم يتهم أحد بأنه وراء اختفائها.
ونظرا لما يشكله الحادث من مردود سلبى على الأمن العام تم وضع خطة بحث هادفه تضمنت بنودها فحص أهلية الطفلة والمترددين عليهم وكذلك فحص معاملاتهم وأقاربهم والخلافات مع الآخرين وأخر شاهد رؤية للطفلة وتنشيط المصادر والمرشدين بالمنطقة وتم نشر فريق من أفراد مباحث المركز بكافة أنحاء القرية.
وأثناء عملية التفتيش بمعرفتهم بمساعدة الأهالى كانت المفاجئة تم العثور على الطفلة ولكن لم تكن أمام المنزل بل بالمنطقة الخلفية له بذات القرية ولم تكن تسير قدميها وصوتها يملاء الدنيا بل عثر عليها جثة هامدة داخل جوال وعلى حد قول شهود العيان وجدت مربوطة بحفل من الخلف ويوجد آثار خنق على الرقبة تم إخطار النيابة العامة التى أنتقلت إلى مكان العثور على الجثة وقامت بالمعاينة وقررت نقلها إلى مشرحة مستشفى طهطا العام تحت تصرفها وإنتداب الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة وتكليف إدارة المباحث الجنائية بالتحرى فى الواقعة وضبط مرتكبها وتم تحرير محضرا ملحقا بالمحضر الأصلى ومازال رجال المباحث بمركز شرطة طهطا يكثفون جهودهم من أجل كشف غموض الحادث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة