ما زال الإهمال مسلسلا مستمرا داخل مستشفى منيا القمح المركزى بالشرقية، فوقع العديد من المرضى الأبرياء ضحية إهمال طبيب لينطبق عليهم المقولة الشهيرة "الداخل مفقود والخارج مولد"، والذى يطرح التساؤل هنا إلى متى سيظل هذا الإهمال مستمر؟، وفى التقرير يرصد اليوم السابع أربعة وقائع إهمال حدثت خلال ثلاثين يوما فقد، أودت بحياة مريضين وهددت حياة آخرين.
فشهد المستشفى فجر الخميس، وفاه سيدة شابة إثر انفجار فى الرحم خلال عملية ولادة قيصرية، وقال عم السيدة المتوفاة وتدعى خديجة محمد 30 عاما، لـ"اليوم السابع"، جاءها ألم الولادة ظهر الأربعاء ونقلت للمستشفى، وأفاد الطبيب أنه مازال هناك وقت على الولادة، ظلت تعانى وتتألم طوال اليوم، وعادت مرة أخرى للمستشفى دون اهتمام الطبيب "أحمد. ع" والذى رفض النزول من الاستراحة لمتابعة حالتها، حتى الفجر بعد تدهور الحالة طلبوا منا إحضار حقن وسرينجات من الصيدلية، ثم علمنا إنها تنزف فهرعنا لبنك الدم بالزقازيق لشرائه، وظلت تنزف حتى توفيت هى والجنين نتيجة انفجار فى الرحم.
.jpeg "2018-11-26 at 12.51.10 PM(1)")
وفى مطلع ديسمبر، توفى الشاب محمد مدنى، داخل العناية المركزة بمستشفى جامعة الزقازيق بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبى بمستشفى منيا القمح، ذلك بعدما التقط أحد المارة مقطع فيديو للمريض فى ليلة ممطرة محبوس داخل غرفة يرقد على الارض يستغيث طالبا للعلاج، الأمر الذى أثار موجه من الغضب نتيجة الإهمال، مما دفع أحد الشابات وعدد من الأهالى للتدخل والتواصل مع الجهات المسئولة لنقلة إلى المستشفى الجامعى، إلا أن الحالة كانت تأخرت وفى توفى داخل العناية المركزة.
فى منتصف نوفمبر، شهدت وحدة الغسيل الكلوى أزمة، وتجمهر المرضى فى حالة غضب تعرضا عدد منهم لإغماءات وأزمات صحية، ذلك بعد إغلاق الأبواب عليهم وحبسهم بقرار من مدير المستشفى لاعتراضهم على نقل عدد من التمريض، الأمر الذى استدعى للتدخل الشرطة، وتحرير المرضى المحتجزين، كما انتقل اللواء مصطفى عيبة رئيس المدينة والذى أجبر المدير على التراجع عن القرار واستأنف الجلسات بانتظام حفاظا على حياة المرضى.
كما استقبل المستشفى الطفلة رودينا والتى كانت تعانى كسور نتيجة حادث، وتعامل طاقم النوبجتية باستهتار مع الحالة، حيث لم يوفر لها ترولى للحمل عليه، أو سرير تلقى محاليل والإسعافات الأولية، ظلت المريضة فى حديقة المستشفى يحملها أسرتها على ترولى بدون عجل وأحدهم يعمل زجاجة المحلول فى يده. وشاهدت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة الواقعة عبر موقع الفيس بوك وأمرت بإحالة المدير اثنين من الاستشاريين وعدد من طاقم نوبجتية الاستقبال للتحقيق، وتم مجازاتهم على خليفة الحادث.
كما رصدت لجان الرقابية العديد من السلبيات، أبرزها غياب الأطباء وفى عدد من الأقسام منها الاستقبال منها نقص عدد الأسرة بغرفة العمليات الصغرى بالاستقبال ورفع باقى الرواكد بالمستشفى فى أسرع وقت ممكن، وكذلك تدنى مستوى "غرفة الإنعاش القلبى الرئوىC.P.R – غرفة الغرز الجراحية – غرفة الجبس ".
من جانبه قرر الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة، إيقاف 3 أطباء بمستشفى عن العمل، بينهم مدير المستشفى ثلاثة أشهر لحين انتهاء التحقيقات، وتحويل واقعة وفاة سيدة أثناء الولادة للنيابة العامة.
بينما أفاد أن واقعة الشاب محمد مدنى كانت هو الذى يرفض النوم على السرير وتم نقله للمستشفى الجامعى لتلقى العلاج، إلا أنه توفى بعد يومين، وفى حالة الطفلة رودينا نقلت على الفور إلى مستشفى آخر حتى أتمت الشفاء.
