كتبت فى نفس هذا المكان يوم الأربعاء الماضى منتقداً قيام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب بدراسة إرسال وفد منها إلى الخارج لتحفيز المواطنين على المشاركة فى العملية الانتخابية، وذكرت الأسباب التفصيلية لذلك.
واليوم أجدنى مضطراً للكتابة مجدداً عن نفس هذا الموضوع ولكن هذه المرة بسبب خبر قيام السيدة وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج ببدء جولة خارجية تشمل عدة دول بدأتها من فرنسا لحث الجاليات المصرية على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكذا عرض إنجازات الدولة فى مختلف المجالات.
وبالطبع «ما أشبه هذه بتلك»، فما زلت عند رأيى أنه ينبغى على الدولة أن تكون قدوة ومثلاً يحتذى فى سياسة الترشيد، فالهدفان المعلنان لهذه الجولة هما من صميم عمل بعثاتنا الدبلوماسية الضخمة فى الخارج، فلماذا نحن مصرون على إهدار أموال فى سفريات فى غير موضعها الصحيح؟.
أرجو من السيد رئيس مجلس الوزراء التدقيق الشديد مستقبلاً فيما يخص السفريات الخارجية، خاصة ونحن نمر بظروف اقتصادية معقدة نحتاج فيها بشدة إلى الترشيد فى إنفاق العملة الصعبة، إن وضوح الهدف والرؤية يجب أن يكونا على رأس أولوياتنا عند دراسة وتقييم جدوى مهام السفر للخارج.. والله من وراء القصد.