كل مشهد تكرر فيه إقحام السياسة فى المجالات الأخرى، تحولت فيه السياسة إلى «الدبة التى قتلت صاحبها»، ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث قبل وبعد ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بنظام الإخوانى محمد مرسى، الذى جاء رئيساً لمصر عقب ركوب جماعته ثورة يناير واختطافها من الشعب، لكنه على مدى عام حكم قبل خلعه من منصبه، فشل فشلاً ذريعاً، بعد أن قرر مع جماعته إقحام السياسة فى الدين والرياضة والاقتصاد والأمن وغيرها من المجالات الأخرى، لتنفيذ مخططهم الشيطانى بأخونة الجميع، إلا أنه تعامل بغباء سياسى، بعد أن استخدم ومعه أهله وعشيرته «مكتب الإرشاد» الشعارات الدينية وتفسيرها فى مصلحتهم، لدرجة خروج العديد من المشايخ يفتون وقتها بأن قتل المعارضين حلال، لأنهم ضد الإسلام، رغم أن الأزمة ليس لها أى علاقة بالدين، إنما هى بالأساس أزمة سياسية باعتراض متظاهرين على سياسة حاكم فشل فى تلبية رغباتهم الحياتية التى خرجوا ونادوا بها فى ثورة يناير.
فيما كان خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، هو رأس الحربة لفكرة أخونة الاقتصاد، ومعه رجال الأعمال التابعون لفكرهم على رأسهم حسن مالك، لاحتكار المجال الاقتصادى، وتناسوا مراعاة احتياجات الشعب من توفير العيش والعدالة الاجتماعية، واتضح أن مشروع النهضة الذى جذبوا به الناس لانتخابهم كان مجرد مشروع وهمى «ضحك على الدقون»، كما يقولون، «طلع فنكوش».
كما حاول مرسى استغلال المجال الرياضى عن طريق المنتمين لأفكار الجماعة مثل محمد أبوتريكة، وغيره من الرياضيين الآخرين، فضلاً عن محاولات الشاطر لاستقطاب ألتراس أهلاوى وزملكاوى بتمويلهم مادياً حتى يضمن ولاءهم، أضف إلى ذلك الدخول فى صدامات عديدة مع السلطة القضائية والإعلام والشرطة والجيش ومعظم قطاعات الحكومة وحتى الشعب، فقد تصوروا بغبائهم أنهم يسيرون فى طريق تحقيق أهدافهم وراهنوا على محاولات اغتصاب عقول المصريين باسم الدين فكان الرد قاسياً من أبناء الشعب الواعى.
المشهد الذى يؤكد أن «معشر الإخوان» الأكثر غباءً على مر الزمان، هو رهانهم بأن إرهابهم وقتل الأبرياء من أبناء الشعب واستهداف رجال الجيش والشرطة سيحقق آمالهم ويعودون إلى مناصبهم، والأدهى حاليًا أن ذيول الجماعة مازالوا يراهنون على نفس الأمور عبر قنواتهم الفضائية ويحاولون تزييف الحقائق وآخرها السعى بشتى الطرق للتشويش على العمليات البطولية لقوات الجيش ضد الإرهاب فى «سيناء 2018».
التاريخ يقول: «الجماعة تفعل نفس الأشياء منذ بدء تاريخهم القذر أيام الملكية مروراً بثورة 23 يوليو 1952، ورغم الفشل كل مرة يعودون إلى الأمر ذاته فى التاريخ القديم والتاريخ المعاصر.. والمسلسل مازال مستمراً».
الرسائل السابقة لن تصل إلى عقول المنتمين إلى الجماعة الإرهابية، لأن ذكاءهم محدود فهم لا يريدون الاعتراف أنهم أصبحوا جماعة منبوذة من كل فئات المجتمع.. وأقول لهؤلاء ومعهم بعض القوى السياسية التى مازالت تلعب فى الخفاء بحثًا عن مصالح شخصية: «مهما فعلتم فلن تصلوا إلى أهدافكم، لأننا شعب يعشق جيشه ويموت من الجوع ولا يخون دينه أو وطنه مثلكم».
ختاماً.. ندعو الله جميعاً أن يحمى أبطال قواتنا المسلحة والشرطة وينصرهم فى حربهم ضد الإرهاب فى سيناء وأن يعودوا سالمين إلى أهاليهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة