يوسف أيوب

حكايات ما بين القاهرة وسيول وطوكيو «2»

الثلاثاء، 13 فبراير 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كوريا الجنوبية من الدول التى لا تفرض تأشيرة دخول مسبقة على المصريين، ويمكن السفر إليها بدون تأشيرة مسبقة، وعند الوصول إلى أحد مطاراتها يتم منح المواطن المصرى تأشيرة دخول لمدة 30 يوماً، لكن مؤخراً بدأت السلطات الكورية الجنوبية فى تشديد الإجراءات ضد المصريين الذاهبين إليها، بعدما لاحظت أن المصريين بدأوا يفدون إليها كمهاجرين غير شرعيين، ولا توجد إحصائية لعدد المصريين الموجودين فى كوريا الجنوبية، لكن من الواضح أن عددهم ليس بالقليل، خاصة أن الفترة الماضية، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية المصرية قبل بضعة أشهر قد أشار إلى وجود من يمكن وصفهم بشبكات الاحتيال التى تعرض خدماتها على الراغبين فى السفر من خلال وعود توفير فرص عمل بكوريا الجنوبية.
 
ورغم أن المصريين العاملين بشكل شرعى فى كوريا الجنوبية يشتكون من صورة مصر بسبب المهاجرين غير الشرعيين هناك، إلا أن السلطات الكورية الجنوبية تفرق دوماً بين هذه المشكلة وعلاقتها الممتازة مع مصر، سواء اقتصاديا أو سياسيا أو عسكرياً، من خلال التنسيق المستمر والبناء بين البلدين فى العديد من مجالات التعاون المتعددة، فكوريا الجنوبية تقدر مصر جيداً، وقد سمعت الكثير من مسؤولين هناك عن علاقاتهم الممتازة بمصر، ومن هؤلاء سو تشو سوك، نائب وزير دفاع كوريا الجنوبية لسياسات الدفاع، الذى قال «إن الشعب الكورى معجب بالسجلات التاريخية وأبو الهول والأهرامات ولا يوجد شخص كورى لا يعرفهما»، مؤكدا قوة التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية، وهناك زيارات متبادلة بين وزارات الدفاع فى البلدين، وفى العام الماضى زار وفد كورى جنوبى مصر ونحن نعمل على تقوية هذه العلاقات حاليا، وفى المستقبل نريد تعزيز العلاقات بشكل أكبر، مشيرا إلى أن التعاون مع مصر يقوم على أساس تعاون اقتصادى وليس عسكريا، خاصة أن كل الصادرات والواردات الخاصة بكوريا الجنوبية تتم عن طريق قناة السويس، ولذلك لابد أن تكون العلاقات بين القاهرة وسيول مبنية على الأمان والتفاهم المشترك.
 
وخلال تواجدى فى سيول ضمن وفد صحفى مصرى، مدعو من المركز الدولى للصحفيين بواشنطن ICFJ، التقيت أحد الدبلوماسيين الكوريين الجنوبيين المهتمين بالعلاقات الثنائية مع مصر، ووجدت أن لديه انطباعا جيدا عما يحدث حالياً فى مصر، وأنهم يسعون لتعزيز العلاقات التى شهدت تطورا مهما من خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكوريا فى عام 2016.
 
وفى إطار حديثه عن تقدير بلاده لمصر، قال إن المركز الثقافى الكورى بالقاهرة هو الأول فى منطقة الشرق الأوسط، كما أشار أيضاً إلى أن هناك اهتماما مشتركا حالياً يقوم على أساس التعاون فى تنمية الموارد البشرية خاصة فى مسألة التعليم، وهو الموضوع الذى تحدث عنه الرئيس السيسى خلال تواجده فى سيول، وقال الدبلوماسى الكورى «حين زار الرئيس السيسى كوريا الجنوبية تم الاتفاق على التعاون فى مجال التعليم من خلال إنشاء مشروع كلية التكنولوجيا، وهو مشروع مهم بعد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وكوريا الجنوبية فى مجال التدريب المهنى».
 
بالتأكيد، كوريا من القوى الاقتصادية المهمة فى العالم، ولها حجم استثمارات فى الخارج تجاوز الـ36 مليار دولار، وأنشأت لذلك وكالة تشجيع التجارة لكوريا الجنوبية «كوترا»، التى تتولى مهمة التنسيق بين الشركات الكورية الجنوبية والدول من أجل فتح المجال أمام الاستثمارات الكورية، ويحاول قيادات هذه الوكالة التفاهم مع المسؤولين المصريين من أجل زيادة الاستثمارات الكورية فى مصر التى تدور الآن حول 224 مليون دولار، وهو رقم ضئيل إذا ما قورن بحجم العلاقات وأيضاً الشركات الكورية الناشطة فى الخارج، وأيضا النظرة الكورية لمصر حالياً، حيث سمعت من هوا جونج يونج، مدير مكتب العلاقات العامة بكوترا قوله، إن مصر تعد سوقا جيدا لاستقبال الاستثمارات الأجنبية باعتبارها أكبر بلد فى الشرق الأوسط وسوق مهم فى أفريقيا وبها أسواق متعددة، مشيرا إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية ملائمة الآن لاستقبال العديد من الاستثمارات الأجنبية، كما أن الموقف السياسى أصبح واضحا منذ الانتخابات الرئاسية المصرية فى عام 2014، وهناك الكثير من الشركات الكورية التى استثمرت فى مصر، لكن كانت هناك مشكلات متعلقة بتحويل العملة الصعبة من مصر، ونعمل على حل كل المشكلات خلال الفترة الحالية.
 
ما قاله المسؤول فى الكوترا يتطلب تحركاً سريعاً من جانب وزارة الاستثمار، وأيضا السفارة المصرية فى سيول لاستيضاح الموقف والتعرف من الكوريين بشكل مباشر على ملاحظاتهم، ومحاولة حلها إن وجدت، خاصة أن الكوريين لديهم رغبة قوية وأكيدة فى ضخ الكثير من استثماراتهم فى مصر، كما أنهم مهتمون بالاستثمار فى منطقة قناة السويس، باعتبارها الأقرب للأسواق الأفريقية والأوروبية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة