«نريد أن يشعر الناس بالخوف، ويضغطوا على الدولة»، كانت هذه مقولة أطلقها أحد زعماء المافيا والإرهاب فى إحدى دول أمريكا اللاتينية. وتلخص فكرة الإرهاب، هى نشر الخوف، وإذا تأملنا ما جرى فى الدول التى نجح فيها تنظيمات إرهابية مثل داعش فى سوريا والعراق، لم يكن الأمر بالعدد ولا بالعتاد، لأنه مهما كانت قوتها لايمكنها أن تنتصر ما لم تزرع الخوف فى قلوب الناس، داعش زرع الخوف عندما أعلن دولته ورفع الرايات السوداء ثم بدأ عمليات القتل والذبح والتفجير، لكن الأمر فى مصر اختلف، لم يشعر الناس بالخوف، ولم تنجح محاولات التفكيك أو التقسيم الطائفى أو المذهبى.
النقطة الأخرى والأهم فى كل هذا، هى محاولة زرع الشك فى النفوس، من خلال منصات الدعاية، من مواقع وحسابات وقنوات، تحاول تصوير الإرهابيين على أنهم مختفون قسريا ومختطفون، وهى تعلم أنهم سافروا للتدريب والمشاركة فى الإرهاب الداعشى بسوريا والعراق، تمهيدا لإعادتهم، وكانت هناك حلقات مفقودة بين التنظيمات المختلفة، بين حسم التابعة للإخوان وداعش، وهى حلقات كشفتها التنظيمات نفسها.
كانت حالة عمر الديب أحدث ما تم الكشف عنه، حيث قتل فى مواجهة مع الأمن، فى شقة مفخخة كشفتها أجهزة الأمن، وبعد مقتله خرجت قنوات الإخوان لتعرض قصة خيالية عن الشاب الرياضى المتفوق والباحث عن العلم، وأنه تم قتله بعد خطفه، وهناك من صدق هذه القصص الرومانسية، لكن تنظيم داعش أعلن أن الشاب الرومانسى الطيب هو أحد أعضاء التنظيم الإرهابى، وأنه بايع أبو بكر البغدادى وتدرب فى معسكرات داعش، وشارك فى عمليات إرهابية، نشر داعش صورا وفيديوهات للإرهابى الرومانسى الرياضى عمر بملابس داعش وهو يبايع فى الخارج ويعود ليشارك بالإرهاب، أكد بيان داعش بفخر أن الإرهابى كان بصدد القيام بعملية لقتل مواطنين مصريين لكنه قتل.
كان بيان داعش يفخر بهذا الإرهابى الرومانسى وهو يبتسم ويعد بالقتل والتفجير، ولم تكن هذه هى الحالة الأولى فلدينا مئات الإرهابيين مسجلين كحالات اختفاء قسرى سافر أغلبهم سوريا والعراق وعلمنا «بإرهابيتهم» بعد مقتلهم عند نعيهم من داعش.
وهذه الحالة وغيرها تكشف عن بعض الحلقات المفقودة فى العلاقة بين التنظيمات المختلفة، بلاغات الاختفاء القسرى من الإخوان، ودفاع من قنواتهم، بما يؤكد العلاقة المباشرة بين التنظيمات الإرهابية، ثم إن قنوات تركيا وقطر الراعى الإعلامى دفاعا عن الإرهابيين، وفى نفس الوقت يحرضون ويشيدون بالتفجيرات والقتل.
ثم إن الإرهابيين يظهرون فى الفيديوهات ليؤكدوا حقيقة أن منفذى العمليات الإرهابية، فى كثير من الأحيان يبدون مجرد أدوات جاهلة لتنفيذ اهداف رعاة الإرهاب، فى تركيا وقطر أو بعض أجهزة الاستخبارات العالمية، وعمليات توزيع الأدوار.
من هنا ينظر المصريون بتقدير كبير إلى القوات المسلحة التى واجهت من البداية هذه التنظيمات الإرهابية، ومنعت أى تحول من شأنه أن يزرع الخوف، المصريون لا يخافون، ويقفون بلا شروط مع قواتهم وكل الأجهزة التى تتصدى لإرهاب معولم ومعقد ومتعدد الأذرع، يحاول بكل الطرق التشكيك فى الجهد الضخم الذى بذل من قبل وما يزال، نحن أمام عملية سيناء 2018، هى استمرار لجهود ضخمة متواصلة طوال سنوات.حيث تواجه نوعا من الأعداء يتسم بالخسة ويتعامل كالجرذان، وخلفهم آلات دعاية ومواقع وصفحات تسعى بكل الطرف للتشكيك وتدافع عن الإرهابيين، باسم اختفاء وهمى، ومن خلال تقارير مغسولة من منظمات متورطة فى الدفاع عن الإرهاب، باسم حقوق الإنسان، وهى منظمات تتجاهل حقوق مئات الشهداء الذين سقطوا وهم يواجهون إرهاب حلفاء منظمات الاختفاء القسرى، لإرهاب داعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة