ثلاث صحف لعبت دورا مهما فى حياتى، الأهالى وروز اليوسف و«اليوم السابع»، واليوم وأنا أتذكر مرور عشرة سنوات على صدور «اليوم السابع» لا يسعنى كصحفى إلا أن أتذكر ما أثارته «اليوم السابع» على المدعو هشام جنينة فى 2015 بعد أن صرح تصريحاته غير المسؤولة حينذاك، بأن الفساد كلف الدولة 600 مليار جنيه فى عام واحد فقط، وكيف تصدت له «اليوم السابع»، ومن خلال حملة «اليوم السابع» على جنينة أعفى من منصبه وقدم للمحاكمة.
هذا يؤكد أن «اليوم السابع» سباقة ليس بامتلاكها رؤية مهنية بل ورؤية سياسية، ولعل «اليوم السابع» فى تلك القضية الممتدة حتى الآن تؤكد حضورها المهنى والسياسى.
عرفت «اليوم السابع» منذ إصدارها وكتبت بها بشكل متقطع منذ التأسيس وحتى الآن، كتبت بها أسبوعيا بانتظام سواء مقالات رأى أو تحليلات إخبارية، ووصلت إلى ما بعد المائة وخمسين مقالا وتحليلا، أتذكر منها ثلاثة تحليلات كان لها أثر كبير فى حياتى الصحفية تقرير عن تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية فى 1 يناير 2011 وكان الأول فى الصحافة عن الحدث، واطلع عليه الآلاف وشارك فى التعليق عليه المئات، والتحليل الثانى كان فى 22/8/2013، وكان بعنوان «أسرار صفقات السلاح بين ماكين والشاطر، السيناتور الأمريكى يمتلك شركة سلاح وتعاون مع نائب المرشد..»، أما التحليل الثالث فكان فى 23/12/2013، وكان بعنوان: «سيناء من احتلال الصهاينة إلى احتلال التكفيريين»، وعلى أثر ذلك المقال رد الراحل سعد هجرس بمقال بـ«اليوم السابع» تحت عنوان: «سيناء هتضيع مننا يا ناس».
رغم أننى تعلمت الصحافة فى الأهالى، واشتهرت فى روزا اليوسف، إلا أن «اليوم السابع» تمثل قمة نضجى الصحفى والفكرى، ولعلى أشهد أن مئات الموضوعات والمقالات التى نشرت لم يمنع لى خلالها أى مقال، كل ذلك يجعلنى دائما أتذكر أن مافعله مهنيا الراحل الكريم مصطفى بك امين فى الصحافة المصرية عبر الأخبار يقدمه بشكل عصرى خالد صلاح، تحية لكل الزملاء فى شخصه، لأنه عبر «اليوم السابع» فتح بيوت وقضايا وسماوات.
«اليوم السابع» نقلة نوعية فى الصحافة المصرية، كما لعب التابعى دورا فى نقل الصحافة من عصر المقالات إلى التحقيقات واستطاع مصطفى أمين الانتقال بالصحافة إلى صحافة الخبر، استطاعت «اليوم السابع» مع خالد صلاح ورفاقه الانتقال إلى صحافة القصة الخبرية والزواج الكاثوليكى بين الصحافة الورقية والصحافة المرتبطة بالموقع، وبذلك ألغت من الصحافة المصرية فى أخبار الصفحة الأولى كلمة «أمس أو أمس الأول» وأصبح الخبر ينشر بعد جزء من الدقيقة، وبذلك استطاعت «اليوم السابع» أن تتقدم بالصحافة الورقية وتبقى عليها عبر أن يكون لها معين آخر أى موقع.
كما استطاعت «اليوم السابع» أن تنافس الفضاء الإلكترونى وترغمه على الاستناد إلى معلومات غالبا تكون منشورة فى «اليوم السابع».. كما استطاعت «اليوم السابع» أن تضيف الفيديو الذى قضى على أكاذيب كثيرة كانت تتسرب عبر مواقع أعداء كانت تعتمد على حروب الجيلين الرابع والخامس، وبذلك كان لها أبلغ الأثر فى مكافحة إشاعات وأكاذيب بل نشر ردود حقيقية لحقائق كانت غائبة، ولذلك نحن أيضا أمام أول جريدة وموقع شكل بيت خبرة مهنية جديدة، وأضاف للإعلام والصحافة صحفيين وإعلاميين كبار فى سن الشباب ولا أريد أن أذكر أسماء لأن أكثر من ثلاثة أرباع الصحفيين والعاملين فى «اليوم السابع» نجوم.
ولعلى لا أنسى غرفة الأخبار بـ«اليوم السابع» والتى فتحت المجال بين الصحافة الورقية والمواقع والفضاء الإلكترونى والإعلام المرئى.
من جهة أخرى لا يوجد صاحب موبايل يفتح على النت فى مصر لا يستخدم «اليوم السابع» مدحا أو ذما ولكنه يستخدمها وهكذا نحن أمام «تروست» حقيقى بجمع ما بين البيزنس الصحفى وصناعة الصحافة وأبعاد مهنية جديدة جمعت بين كل تلك المناحى، بل واستطاعت أن تخرج بالخبر من الواقع إلى الحقيقة المكتوبة والمرئية والمسموعة إضافة لأبعاد أخرى رياضية وفنية واقتصادية.
وأخيرا نحن أمام حالة صحفية عبرت بنا نصف قرن إلى الأمام.
وانتهى بالتحية لأصحاب تلك الحالة التى ألغت قوانين تعلمناها حول مرسل- رسالة- مرسل إليه إلى أن يكون المرسل والمرسل آية فى رسالة واحدة تحية لكم جميعا. وفخور أن تكون منكم وأختم حياتى معكم.
الآن وأنا فى نهاية حياتى الصحفية أفخر أننى اسمى الثلاثى أصبح: سليمان شفيق «اليوم السابع».