هنا على أبواب «اليوم السابع» قبل 10 سنوات، وقف كوكبة من كبار المهنة بقيادة الأستاذ خالد صلاح وخلفه مجموعة من الشباب الصاعدين الذين يبدأون مشوارهم مع صاحبة الجلالة، وكل فرد منهم حاملا حلما جاء به من المحافظة التى ولد فيها، سواء من الدلتا أو الصعيد أو القاهرة أو الجيزة للمشاركة فى أعمال بناء صرح صحفى كبير.
وقف الجميع يداً واحدة بحثاً عن تحقيق الحلم رغم اختلاف السمات الشخصية والأيديولوجيات والانتماءات السياسية، وقلنا لازم هننبنى «اليوم السابع» طوبة طوبة حتى تصبح مؤسسة صحفية عريقة، وبدأنا فى التجهيزات وكل منا يعمل فى مجاله ويجتهد لخروج منتج مميز وسهرنا ليالى طويلة دون الشكوى من إجهاد أو تعب أو ملل انتظاراً للحصول على رخصة العدد الورقى.. ثم فاجأنا الأستاذ خالد صلاح بفكرة إنشاء موقع إلكترونى لبث الأخبار والموضوعات الصحفية التى ينتجها فريق العمل حتى لا نشعر بأن مجهودنا يضيع فى الهواء، معظمنا حينذاك استغرب الفكرة، خاصة أن تفكيرنا كان ينحاز للصحف الورقية، لكننا مع مرور الوقت اكتشفنا أن عصر الورقى يقترب من الانقراض يوماً بعد يوم عقب هجمة تطور التكنولوجيا فى السنوات الأخيرة.
«من اختمار الحلم يجى النهار».. من منا لا يتذكر هذه الكلمات التى كتبها شاعرنا الكبير سيد حجاب لتتر مسلسل «ليالى الحلمية»، هكذا كان حلمنا جميعاً بدءاً من أكبر قيادة وحتى أصغر محرر، ومع نجاح تجربة موقع «اليوم السابع» وتحقيقه العديد من الإنجازات عابرة القارات ووصولنا للرقم واحد فى مصر والشرق الأوسط، أثبتنا أننا لدينا إمكانيات وخبرات كثيرة فى الاستمرارية والتطوير الجذاب، وهنا أيضاً شعر الجميع بأن الحلم بدأ يتحول إلى حقيقية ملموسة بعد إزاحة ستار القلق المسيطر على البعض من هذه التجربة الجديدة، ثم بدأت الأفكار الابتكارية تشغلنا لمواكبة كل ما هو جديد، فقد ساهم الجميع والغيم يتسع فى أعينيهم والفكرة تأتى فى أحلاهم، وكأنها خرجت تواً من شاطئ الأحلام الملىء بالأفكار الجديدة والمختلفة أو كأنها صورة من قصيدة شجية، وبالتأكيد أن كل فرد كان بنظره إلى الجانب الآخر للتطور التكنولوجى الذى يطاردنا.
الصدق فى العمل والحب بين الجميع داخل المؤسسة كان هو عنوان النجاح والوصول إلى القارئ الواعى الذى يشعر بالعمل الجاد الصادق المبذول فيه جهد ويتفاعل معه بكل مشاعره، لذلك فكان أهم شيئاً منذ البداية هو حرص الجميع على تنفيذ شخصية السياسة التحريرية المرسومة حتى نصل إلى قلب القارئ بأمان، وحدد سياسة «اليوم السابع» التحريرية مجموعة من أستاتذنا الذين تعلمنا على أيديهم الكثير، فظهرت «شخصية» الموقع والورقى بالنسبة للقراء بشعار «لبلدنا.. والناس..والحرية»، ومن حين لآخر كنا نضع أنفسنا تحت مسمى «اليوم السابع تحاكم نفسها»، وذلك لإيجاد حلول جذرية وحقيقية لتفادى الأخطاء التى قد تظهر من حين لآخر خلال مشوارنا، والإصرار على تقديم الأفكار فى الاجتماعات الخاصة بالأقسام المختلفة، والتأكيد دائماً على أن أهم خصائص «اليوم السابع» هى البساطة والتشويق والترفيه القائم على تدعيم القيم والأخلاق، وتفجير الطاقات الإبداعية، والقدرة على مخاطبة القراء.
«لا يوجد مشهد موحد للأفكار» فهى ليست خلطة مثل خلطة «المسقعة»، لأن العمل لا يمكنه أن يظل «اسطامبة» واحدة نعمل بها، بل يجب الاختلاف فى وجهات النظر والابتكار والتحديث وخلق أفكار جديدة وإسناد المهام لقيادات شابة.. هذا كان الدرس الأكبر الذى تعلمناه من الأستاذ خالد صلاح الذى يفاجئنا كل فترة بفكرة عبقرية مختلفة للتغلب على أحزان المهنة والتدهور الذى يلاحقها فهو مهموم بها ويؤكد لنا دوماً أننا يجب أن نكون حريصين على عدم الوقوف عند نقطة النجاح التى وصلنا إليها ويجب البحث والتعلم من كل ما هو جديد، وكأنه يشبهنا بأبطال فى عمل فنى، مما يجعلنا نشعر طوال الوقت أن دور كل واحد مننا قادر على إنجاح أو إفشال الفكرة ككل مثل الممثل بالظبط فإذا لم يشعر الفنان بالدور الذى يجسده فلن يمكنه تجسيده، ولن يصدقه المشاهد، وأنا شخصيا أرفض الثوابت فى مشاهد العمل، لأن هذا يعتبر إفلاس فى الأفكار واستنساخ للمَشاهِد الناجحة قديما، فمن هنا تأتى النصيحة الدورية من الأستاذ خالد بأنَّ هذه المَشاهِد نجحت قديما فلا يمكن أن تنجح ثانيا، والنمط الذى نسير عليه بلا جديد يعد استسهال وقد يقودنا إلى الهاوية.
فعلاً.. نحن بحاجة إلى جرس إنذار من حين لآخر يوقظ فينا الأحلام التى من الوارد أن تختفى بعض الوقت، واليوم ونحن نحتفى بمرور 10 سنوات على إنشاء موقع «اليوم السابع»، نؤكد أننا على العهد بحثاً عن تحقيق أهداف فى مرمى الأحلام لاسعاد القراء.
«كل سنة والجميع بخير وعقبال سنين كتير نجاح كمان وكمان داخل بيتنا الكبير».. وكما نقول دائماً: «قلنا هنبنى.. وأدى إحنا بنينا اليوم السابع».. و«هنفضل نبنى».. و«لسه اللى جاى أحلى لينا وللمصريين جميعاً إن شاء الله».