أكرم القصاص

الدير المحرق ورحلة العائلة المقدسة.. كنز سياحى ودينى فى الانتظار

الجمعة، 16 فبراير 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية الأسبوع كنت وعدد من الزملاء الكتاب والصحفيين والسياسيين والشخصيات العامة، فى زيارة لدير السيدة العذراء «المحرق» بمركز القوصية محافظة أسيوط، بدعوة كريمة من الأنبا بيجول، أسقف ورئيس الدير المحرق، وبتنسيق من الكاتب والمفكر الصديق الأستاذ جمال أسعد، الذى يعتبر الدير من أهم الأماكن الأثرية الدينية فى العالم، خاصة بعد تدشين أيقونة مسار العائلة المقدسة للرحلة من بابا الفاتيكان.
 
ومعروف أن دير السيدة العذراء المحرق من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة لمصر، والتى دشنها بابا الفاتيكان البابا فرانسيس ضمن أيقونة مسار العائلة المقدسة، ويتوقع أن يكون مسار رحلة السيد المسيح والسيدة العذراء حدثا سياحيا ضمن السياحة الدينية لعشرات الآلاف من المسيحيين فى العالم، خاصة الكاثوليك. 
 
وحسب حديث الأنبا بيجول، فإن الدير المحرق مكثت فيه العائلة المقدسة نحو 6 أشهر و10 أيام، ويطلق عليه «القدس الثانى» بعد القدس الأولى فى أورشليم بفلسطين. وهو ما أكده قداسة البابا الراحل شنودة عندما سئل من قبل عن الحج إلى القدس فى فلسطين. 
 
وشرح الراهب القمص فيلوكسينوس، كيف أن العائلة المقدسة مكثت أطول مدة خلال الهروب من فلسطين للاختفاء من بطش الملك هِيرودُس، الذى كان يسعى لقتل السيد المسيح، قبل العودة، فضلا عن أن السيد المسيح دشن الكنيسة، كما أن الدير يحوى عددا كبيرا من المخطوطات المتعلقة بكتب الصلوات، ترجع للقرن الرابع عشر، ويضم بداخله الكنيسة الأثرية وكانت بيتا مهجورا عاش فيه السيد المسيح والسيدة العذراء، وتحول فى العصر المسيحى إلى كنيسة، وفيه الهيكل والمذبح الحجرى، ويضم الدير بداخله حصنا أثريا يرجع للقرن السادس أو السابع الميلادى، وبنى الحصن لحماية الرهبان فى الماضى، وبداخله كنيسة «الملاك ميخائيل».
 
كل هذه العناصر تجعل دير المحرق عنصر جذب للسياحة الدينية، ضمن مسار العائلة، الأمر الذى يستلزم العمل على تسهيل طرق الوصول إليه، وإقامة الخدمات من فنادق ومطاعم ومنشآت تقدم خدماتها لحجاج الرحلة، أو الوفود التى تبحث عن السياحة الثقافية والتاريخية. 
 
كانت رحلتنا للدير من طريق الصعيد الشرقى، وهو أحد الطرق الحديثة التى تسهل الوصول إلى محافظات الصعيد، لكن المشكلة تأتى فى الوصلات الفرعية من الطريق الشرقى للقوصية حيث مقر الدير، وهى وصلات ضيقة وصعبة، وتستغرق وقتا، فضلا عن خلوها من الخدمات. 
 
كل هذه العناصر تجعل هناك أهمية لاعتبار رحلة العائلة المقدسة قضية لا تتعلق فقط بالسياحة الدينية، فهى تتوزع فى عدد من المحافظات، 12 مكانا على الأقل تشكل مسار العائلة منذ دخولها لمصر، ومرورا بكافة المزارات وحتى جبل قسقام بالقوصية، وبالتالى يتطلب الأمر تشكيل هيئة من المؤسسات المعنية بالتمويل والتخطيط والسياحة والأمن، لإزالة أى معوقات وإنجاز الخدمات بسرعة وبالشكل الذى يسمح باستقبال مئات الآلاف من الحجاج سنويا فى الدير المحرق وباقى نقاط مسار العائلة المقدسة. القضية ليست سياحة دينية فقط، لكنها تتضمن الكثير من العناصر التى تضيف إلى خرائط السياحة بمصر الكثير من عناصر الجذب، بما يتطلب تضافر كل الجهات المعنية لتوفير كافة متطلبات نجاح رحلة الحجاج لمسار العائلة المقدسة فى مصر، من حيث سهولة التنقل بين أماكن المحطات وتوفير أماكن إقامة ومواصلات، والخدمات السياحية التى تقدم للحجاج كل ما يحتاجونه خلال الرحلة.
 
مسار العائلة المقدسة ذو أهمية كبيرة، يساهم فى جذب ملايين السائحين، ويعود بالاستثمارات، وهناك حاجة لتكون هناك وثائقيات لتعريف العالم بالرحلة، ووضعها على خرائط الترويج، وهى تحمل عناصر الجذب، لكنها لاتزال فى انتظار تحرك أسرع بروح الفريق، لتنشيط كنز سياحى ودينى وجزء من قوتنا الناعمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة