دون أن تلجأ لبيانات رسمية من القوات المسلحة لمعرفة النتائج الجيدة التى يحققها أبطال الجيش والشرطة فى حرب «سيناء 2018» أو تتابع وسائل الإعلام المصرية بحثا عن نفس الأمر، يكفيك فقط رصد ردود الأفعال للجماعات والتنظيمات الإرهابية نفسها.
حالة من الهيستريا والارتباك الشديد ظهرت فى ردود أفعال هذه التنظيمات، بداية من جماعة الإخوان، وعبرت عنها فى منابرها التى تبث من تركيا، وعلى لسان المتحدث الرسمى لها بشكل مستتر، الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، بجانب الجزيرة القطرية التى تتحدث عن سيناء وكأن جيش مصر من جيوش الأعداء ودخل سيناء محتلا، ورسالة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الذى خرج خلال الساعات القليلة الماضية يهدد ويتوعد المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومطالبته برفع السلاح فى وجه الدولة المصرية، بجانب صدمة قطر وتؤكيا.
هذه الهيستريا والارتباك الشديديدين، وحالة السعار التى أصابت قيادات التنظيمات الإرهابية بكل مشارب تطرفها وانحرافاتها الفكرية، يؤكد أن الجيش المصرى يحقق انتصارات كبيرة فى حربه «سيناء 2018» فلا يمكن أن يخرج علينا أيمن الظواهرى، مدافعا عن المختلف معهم فكريا، الإخوان وداعش، سوى دليل قاطع على ما يتعرض له منتخب العالم فى الإرهاب على أرض الفيروز.
وندرك أيضا أن قطر دخلت على خط المعركة، وطالبت من الظواهرى، عبر وسيط الفتنة «يوسف القرضاوى» الخروج الآن للدفاع عن الذين يختلف معهم فكريا، والمنافسين له فى صدارة المشهد «الإرهابى» وخطف الأضواء والشهرة من تنظيم القاعدة، واعتباره تنظيما قديما وعتيقا وأن زمنه قد ولى وراح!
هذا السعار والهيستريا والارتباك الشديد فى صفوف الإرهابيين، مما يحدث على الأرض فعليا فى سيناء، سواء بالقبض على المئات من الإرهابيين من جنسيات مختلفة، واعتبارهم كنزا معلوماتيا مهما، بجانب تصفية القتلة والمجرمين، أو تدمير مقرات وأنفاق ومراكز لوجستية، تعززها بقوة الاتهامات المتبادلة بين المتطرفين، وفرار بعضهم لينجوا بأنفسهم، تاركين خلفهم زوجاتهم وأطفالهم، يلقون مصير القبض عليهم، ليؤكدوا من جديد أن هؤلاء فاقدى كل القيم الدينية والأخلاقية!
بينما على النقيض، وجدنا رجال وأبطال الجيش والشرطة، يتعاملون مع النساء زوجات الإرهابيين، وأطفالهن، معاملة محترمة، ولائقة بمروءة الرجال، وهدؤوا من روع الأطفال ووزعوا عليهم الطعام والشراب، ونقلوهم فى معسكرات آمنة، تمهيدا لنقلهم إلى أماكن التحقيق معهم.
وهنا يظهر الفارق الشاسع بين من يتمتع بالقيم الدينية والأخلاقية والوطنية الحقة، وبين الإرهابيين الفاقدين لكل القيم، خاصة أعضاء وقيادات التنظيم الإرهابى الأسوأ فى التاريخ «داعش» خوارج العصر وكلاب أهل النار الذين فروا فرار الفئران المذعورة، لينجوا بأنفسهم، ولم يفكروا فى مصير زوجاتهم وأبنائهم، ولا عجب إذا خرج هؤلاء علينا بفتاوى تفصيل تجيز فرارهم وهروبهم، تاركين نساءهم وأطفالهم!!
ووصلت حالة الارتباك والهيستريا بين صفوف الإرهابيين إلى درجة أنه فى الوقت الذى خرج فيه أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، مطالبا الإرهابيين بالدفاع عن الدواعش فى سيناء، وجدنا تنظيم «جند الإسلام» المحسوب على تنظيم القاعدة، يتشفى فيما يحدث مع الدواعش، ووصفهم بالخوارج ، كلاب أهل النار، والتأكيد على هزيمته الساحقة فى سيناء، ولم يعد له وجود على الأرض، وأن كل محاولاته عبر وسائل التواصل الاجتماعى توصيل رسالة بأنه متواجد ومتماسك، من خلال بث فيديوهات، ما هى إلا محاولة إثبات وجود، وهمية فقط.
وهدد التنظيم الموالى لتنظيم القاعدة، بأنه سيفضح ممارسات الدواعش، الدينية والأخلاقية، سواء فى الموصل والأنبار أو إدلب وسيناء والجنوب الليبى، ووصف أعضاءه وقياداته بالتدنى والانحطاط الأخلاقى، والافتئات على دين الله، سبحانه وتعالى، مساهما فى تشويه صورة الإسلام، فى عيون أوروبا، ومختلف دول العالم!!
وأعلن تنظيم «جند الله» تحديه لما يسمى بولاية سيناء أو الدواعش من أتباع البغدادى، أن يثبتوا بالدليل على أرض الواقع سيطرتهم ولو على كيلو متر مربع واحد فى سيناء، يمكن معه التدليل على تواجدهم، وقدراتهم على التحرك بحرية، مؤكدين أن الدواعش فروا من معاقلهم الرئيسية فى سيناء، وسيطر الجيش المصرى سيطرة كاملة على الأوضاع هناك، وأن العملية انتقلت من الحرب والمواجهة، إلى التطهير، وتهيئة الأرض للمرحلة الثانية، من خطة الحكومة المصرية.
ما يسطره الأبطال البواسل، من انتصارات، وفى وقت سريع، وما يظهره من بطولة، وقدرات وتكتيكات عسكرية، أرضا وجوا وبحرا، إنما يبعث برسائل لخونة الداخل، وأعداء الخارج، أن لمصر جيشا قويا يحميها، ويتمتع بقدرات ضخمة، وعلى كل من تسول له نفسه محاولة الاقتراب من حدود مصر، أو تهديد أمنها القومى، أن يراجع حساباته جيدا، ويدرك أنه يلعب بالنار، فجيش مصر خير أجناد الأرض!
ولك الله ثم جيش قوى وشرطة باسلة يا مصر...!!