اليوم أختتم بحثى وسلسلة مقالاتى حول وحدة التفكير والكون والإنسان، بعد أن استمر البحث لأكثر من عام ولم أجد أهم من البحث فى شخصية الإنسان لأنهى به عملى فى هذا المجال.
فالشخصية الإنسانية هى مجموعة المسالك التى تؤدى إلى سلوك فردى لكل انسان على حده سلوكاً بعينه، وشخصية الإنسان وحدة تتشابه آثارها فى التفكير والتصرف والأعمال.
والبحث فى أعمال الناس يبين طريقة تفكيرهم وأسلوبهم فى الحياة؛ فى حركات أجسامهم وعاداتهم على سبيل المثال لا الحصر.
ولا يوجد تفسير علمى لذلك إلا أن يكون النظام العام للعقل والجسم وحدة متشابهة فى عمومها.
فالحدة فى التفكير والطباع يصحبها فى الغالب حدة فى الحركات والأعمال الجسيمة . ولا يمكن تفسير ذلك إلا على فرض أن نظام المخ واحد فى كلا أثريه فى العقل والجسم.
أما فى العلوم البيولوجيا فلا شك أن النظام العجيب الذى تنقسم به الخلية هو نظام لا يمكن تفسيره كيميائياً أو فيزيائياً أبداً وأنه أشبه الأشياء بما يمكن أن يؤدى إليه النظام الالكترونى الذى يستطيع توجيه الجزيئات دون أن يغير من تركيبها الكيميائى.
وعلى أى حال، ومهما تختلف التفاصيل، فالواقع أن الكشف عن القوانين الالكترونية زاد من علمنا بالكون الى حد جعلنا قادرين ، بإذن الله على جمع القوانين كلها فى نظام متسق. وكلما زاد علمنا بناحية من نواحى البحوث العلمية تبين لنا فيها نظاماً لا شك فيه من صنع المولى عز وجل. فالعالم كله ، وكذلك المعرفة مجموعة من الأشياء المنظمة تنظيماً دقيقاً لا مثل له ، يختلف بساطة وتعقيداً حسب طبقة هذه الأشياء من التكوين الكونى ، ولا يشذ عن ذلك عن عقل الانسان ولا ضميره.
وفى النهاية قد يتغير كل ما نعرفه الآن ، وقد تكون صورة المعرفة بعد قليل مختلفة تماماً عن صورتها اليوم ، ولكن شيئاً واحداً لن يتغير، وهو أن المعرفة لها نظام ولها وحدة لا يتطرق إليها الشك، إذ قال الله تعالى فى كتابه الكريم : "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" صدق الله العظيم.