تعددت المهن التى كادت أن تندثر فى قرى ومدن محافظة كفر الشيخ، ومنها إصلاح "وابور الجاز"، وبرغم احتفاظ بعض الأسر بوابور الجاز إلا أن استخدامه صار نادراً، إما وقت أزمات أسطوانات الغاز أو وقت انتهاء الغاز فى الإسطوانات الموجودة بالمنزل، وأحياناً يحن بعض كبار السن لسماع صوت البابور، والذى تعود عليه فى صباه وشبابه، وغاب صوته عنه عند كبره، وأختفت عبارة "أصلّح وابور الجاز"، بعد أن كانت سائدة فى شوارع مصر خلال الخمسينيات والستينيات، إلا أن ظهور البوتاجاز واستخدام الغاز الطبيعى، بالإضافة لاستخدام البوتجاز بالكهرباء جعل مهنة تصليح البوابير تختفى تدريجيًا حتى انقرضت بشكل شبه كلى، ولكن تلك المهنة ستظل باقية إما لإصلاح الشيشة أو لصناعة فوانيس رمضان التى عادت للظهور مرة أخرى، لارتفاع أسعار الفوانيس الصينية.
طارق-حافظ-على-مهنة-جده-ووالده-امراما-لهما
وبجوار مسجد الفلاحين غرب مدينة كفر الشيخ تجد يومياً عمى غندور رجب السيد، الشهير ب "طارق السيد "، يجلس بجوار المسجد لتصليح الشيشة أو لإصلاح وابور الجاز أو لعمل حصالات، أو فانوس رمضان وأقماع الجاز وأقماع البسكويت، ورغم انقراض أصحاب مهنة تصليح البوابور، مازال متمسكا بالمهنة، للحفاظ على مهنة أجداده ووالده، وحوله أداوته التى يستخدمها "كاوية، نشادر، أزير، ماء نار للتطهير، ومكاوه تُستخدم فى اللحام، ومقص، وعدد من البنزات، وسندال، ومتراس، وأعداد من الشيشة، التى يريد أصحاب مقاهى كفر الشيخ اصلاحها، باعتباره أحد اثنين فى المدينة مصصم على أداء تلك المهمة.
طارق-يؤكد--لن-يرضى-بمهنة-غير-مهنة-والده
وقال طارق رجب، أن تلك المهنة من المهن التى انقرضت غير موجودة، وسبب حفاظه عليها وحبه لها لأنها مهنة جده ووالده وأشقائه، فهو يشم فيها رائحة والده الذى توفاه الله، وإن تعطل يوماً ولم يعمل بها يشعر أن والده غاضب منه، كما يشعر بعدم وفاءه له، مؤكداً أنه تعود على تلك المهنة منذ صغره فكان يساعد والده وكان عمره 9 سنوات، مشيراً إلى أنه لن يرضى بغيرها بديلاً مهما كانت سهولة المهن الأخرى، وكيف يتخلى عن أدوات ورثاه عن أجداه ومنها السندال والمتراس وغيرهم من الأدوات التى أصلح بهما جده ووالده المئات من وابورات الجاز.
اليوم-السابع-مع-طارق-المصمم-على-ممارسة-مهنة-والده
وأضاف، ل " اليوم السابع "، اختفى اصلاح الوابور الجاز، وكانت مهنة تؤكّل صاحبها الشهد، لحد بداية استخدام البوتاجاز، وانقرض الوابور داخل المنازل، سواء فى المدينة أو الأرياف، وأصبح الوابور بلا قيمة، إلا عند بعض كبار السن، الذين مازالوا متمسكين به ومنهم من يشتاق لسماع صوته وعمل الشاى عليه، ولكى يحافظ على تلك المهنة بدأ يصلح الشيشة، ويصنع أقماع الجاز وأقامع البسكوت، وعمل مكايل الجاز، وعمل الفوانيس، ومصافى عصير القصب، وأوانى تعبئة عصير القصب.
طارق-وصناعة-الفوانيس
وأضاف طارق، كل يوم يأتى لذلك المكان بجوار مسجد الفلاحين لينتظر الزرق من الله سبحانه وتعالى، فيخرج كل يوم متوكلا على ربه فإن رزقه حمده وإن لم يرزقه يعود لمنزله أخر النهار حامد ربه، وليده كل الأمل بأن الرازق لن يترك أحد من خلقه جائع أو بدون رزق، مؤكداً لكى يحفاظ على مصدر رزقه، أكد أن عمله لا يقتصر على تصليح البوابير، وإنما امتد إلى تصليح الشيشة، وعمل الأقماح والأوانى المتعددة، وصناعة فوانيس رمضان ولكن فى المواسم فقط، يقوم بصناعتها من الصاج، ويستخدم المقص واللحام ويستعين بالزجاج وتلوينه لصناعة الفوانيس، وما أسعده فى رمضان الماضى اقبال الأطفال على شراء تلك الفوانيس وبدأت الاسر تستغنى عن الفوانيس الصينى.
طارق-والادوات-التي-يستخدمها
وقال طارق، كيف يضحى بالسندال والمتراس والعديد من الأدوات التى ورثها والده عن جده وورثها هو من والده ؟، مطالباً بأن تهتم الدولة بتلك المهن التى كادت أن تندثر، ولو منحت الدولة معاش للصنايعية، وأّمنت عليهم لورّث الآباء تلك المهن لأبنائهم، وما اختفت تلك المهن التراثية، مؤكداً أنه أثناء عمله بتلك المهنة يحن لأيام زمان، عندما كان جده ووالده يحملان الفانوس رقم 10 ويسيران فى الطريق لأداء الصلاة بالمسجد، لحظات ليتها تعود، لأنها أيام كان يعمها الأمن والأمان والحب والمودة، والتلاحم بين الناس، ولا ينام إنسان وجاره جائع، وكان التمسك بالعلاقات الاجتماعية وبالقيم الأصيلة كبيرًا؛ أما الآن اختفت الأيام الحلوة مع التقدم التكونولوجى فهل نعود كما كنا كما عاد فانوس رمضان الحديد والصاج.
الشيشة-والفوانيس-وصناعة-الاقماع-تبقى-مهنة-اصلاح-بوابير-الجاز
طارق-لليوم-السابع-لم-امتنع-عن-تلك-المهنة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة