تزداد الأزمة التى تواجه مجلة "نيوزويك" الأمريكية العريقة مع اتساع التحقيقات التى تجرى فى احتمال حدوث تزوير من قبل الشركة المالكة لها، والتى تهدد سمعة واحدة من أهم وسائل الإعلام العالمية.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه قبل عامين، أثار طلب قرض من الشركة المالكة لنيوزويك شكوك موظف فى بنك صغير بولاية مينيسوتا.
وأدت هذه الشكوك إلى ما أصبح الآن تحقيقًا واسع النطاق يجريه مكتب المدعى فى مقاطعة مانهاتن، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر. وقد لفت هذا التحقيق الانتباه إلى تفكك فى نيوزويك جعل واحدة من أهم الأسماء فى مجال الإعلام الأمريكى فى أزمة. واتسع الأمر من تحقيق فى احتيال بنكى مشتبه به إلى انتهاكات تتعلق بالإعلانات بين الشركة المالكة للمجلة "نيوزويك ميديا جروب" وكلية مسيحية فى كاليفورنيا.
الفساد والزيارات الوهمية أبرز أزمات نيوزويك
وفى الأسابيع الأخيرة، ترك نحو 20 صحفيًا المجلة، بعضهم من قال إنه تمت إقالته لمحاولته الكتابة والنشر عن التحقيق، بينما استقال ثلاثة من كبار قيادات المجلة. وداهمت سلطات الادعاء مكاتب المجلة فى مانهاتن السفلى فى يناير الماضى، وأجروا مقابلات مع موظفين بشأن عمليات الشركة، حسبما أفادت مصادر مطلعة على الأمر.
وكانت نيوزويك من أبرز الإصدارات الأسبوعية فى الولايات المتحدة وكانت تبيع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، لكنها عانت فى أواخر العقد الماضى من تراجع كبير فى التوزيع وشهدت بعد ذلك تغييرات عديدة فى ملكيتها، فأغلقت النسخة المطبوعة فى أواخر عام 2012، بعد تحالف لم يكتب له النجاح مع "ذا دايلى بيست".
وفى عام 2013، اشترت مجموعة IBT للإعلام، التى لم تكن معروفة على نطاق واسع فى هذا الوقت وتصدر صحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز"، نيوزويك لتعزز اسم المالك الجديد الذى أعاد النسخة المطبوعة وحول موقع نيوزيك الإلكترونى إلى جاذب هائل "للترافيك"، وفى العام الماضى غيرت الشركة اسمها إلى نيوزويك ميديا جروب، للاستفادة من اسم المجلة.
فضيحة نيوزويك تبرك حسابات الملاك
لكن تمويل نيوزويك كان يتراجع، وحصلت على قروض فى أواخر عام 2015 وبداية عام 2016 من بنوك صغيرة لتمويل إيجارات على خوادم حاسب آلى، ووجد المحققون الذين يراجعون وثائق القرض أن البيانات المالية التى قدمتها نيوزويك غير منطقية. ولم يستطع المحققون أن يتحققوا من أن الجهة التى تولت التوقيع على البيانات، وهى شركة صغيرة فى نيويورك، موجودة بالفعل.
وكان قال موقع "ذا دايلى بيست" الأمريكى قد قال فى تقرير له الأسبوع الماضى إن العديد من موظفى نيوزويك هددوا بالاستقالة هذا الأسبوع، واتهموا الشركة الناشرة للمجلة بمحاولة عرقلة نشر قصة تتناول مزيد من التفاصيل بشأن الاضطراب الداخلى فى الصحيفة العريقة وصلاتها بكلية مسيحية محافظة.
وكانت مجلة "نيوزويك" قد نشرت أمس الثلاثاء قصة عن إعلانات لم يتم الكشف عنها من قبل بين مجموعة نيوزويك للإعلام التى تمتلك أيضًا موقع "إنترناشيونال بيزنس تايمز"، ومحاولات جامعة أوليفيت لبناء حرم فى نيويورك.
والمعروف أن أوليفيت تابعة لطائفة دينية غامضة تسمى "المجتمع" ولها علاقات كبيرة مع مالكى الصحيفة. لكن نشر القصة جاء بعدما أوضح العديد من الصحفيين والمحررين للإدارة أنهم سيستقيلون لو لم تقم المجلة بنشر القصة.
وشمل فريق الصحفيين نائب رئيس تحرير نيوزويك روس شتيديرمات، ورئيس الأخبار كريستينا سيلفا، ومحرر السياسة مايكل ميشاك.
وقال الصحفيون المعترضون إن مجموعة نيوزويك للإعلام أوضحت أنها لن تسمح لنا بنشر قصة موثوق منها على الصلات المالية للشركة بجامعة أوليفيت، حتى على الرغم من أن التقرير يشير إلى أن مكتب المدعى العام فى مانهاتن يدقق فى الروابط كجزء من تحقيق طويل يتعلق بالتزوير. ولهذا السبب، فإننا نستقيل فورًا من الشركة.
وفى الشهر الماضى، كشف تقرير عن أن الشركة الناشرة للمجلة قامت بشراء مرور جمهور وهمى وزيارات على الإنترنت غير حقيقة من أجل إنجاز حملة إعلانية حكومية كبيرة، بحسب ما زعمت شركة استشارية، فى الوقت الذى قدم فيه اثنان من كبار المسئولين التنفيذيين فى الشركة استقالتهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة