على طريقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جذب ماتيو سالفينى، زعيم رابطة الشمال، الحزب اليمينى المتطرف فى إيطاليا، آلاف المؤيدين خلال حشد انتخابى فى ميلان، السبت، مع دخول الحملات الانتخابية مرحلتها النهائية قبل التصويت فى الانتخابات العامة الأحد 4 مارس.
ومن المتوقع أن يحظى الائتلاف الانتخابى الذى يقوده رئيس الوزراء الإيطالى السابق سلفيو بيرلسكونى، والذى تشكل رابطة الشمال أحد أعضائه، بأغلبية المقاعد البرلمانية. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فإن سالفينى، 44 عاما، الذى حاد بحزبه عن هدفه الرئيسى الذى كان يتمثل فى استقلال الشمال الغنى نحو التشكك فى منطقة اليورو ومعارضة الهجرة، أبلغ الحشود فى ميدان "ديومو" أنه يضع "الإيطاليون أولا".
وشهدت عدة مدن إيطالية، أمس السبت، احتجاجات مناهضة للعنصرية وأخرى مضادة ففى روما، بدأت المسيرة المناهضة للفاشية بهدوء تحت مطر بارد خفيف ورفعت أعلام حمراء وخضراء تابعة للنقابات، وذلك بدعوة من الرابطة الوطنية لأنصار إيطاليا. وفى مدينة باليرمو فى صقلية، شارك زعيم حركة "فورزا نووفا" اليمينية المتطرفة روبرتو فيورى فى تظاهرة احتجاجا على الاعتداء على مسئول محلى فى الحركة، أبرح ضربا الثلاثاء من قبل رجال ملثمين.
وتظاهر ناشطون فى حركة "بوتيرى أل بوبولو" (السلطة للشعب) اليسارية المتطرفة فى حى آخر فى باليرمو. وفى ميلانو شارك سالفينى فى تظاهرة، حيث خطب وسط الحشود المؤيدة له قائلا "أولئك الذين اختاروا الرابطة اختاروا وجه نظر واضحة وهى الإيطاليون أولا" مشيرا إلى المشكلات الاقتصادية التى دفعت الكثير من الإيطاليين لرفض المهاجرين. وأضاف "فى ظل 5 ملايين إيطالى يعيشون فى فقر، حيث 3 ملايين يعانون بطالة، فإننا نفتح أبواب بلدنا".
ولم تغب التجمعات الكبيرة حتى الآن عن الحملة الانتخابية لتشكيل الحكومة الـ 65 فى إيطاليا خلال أكثر من 70 عاما، فى ظل وجود قانون انتخابى جديد يترك النتيجة غير متوقعة. وفى الاستطلاعات النهائية التى نشرت قبل أسبوع، تصدر الائتلاف الذى يقوده بيرلسكونى حيث جاء حزبه "فورزا إيطاليا" فى المرتبة الأولى يليه "رابطة الشمال".
وإلى جانب الإخوة القوميين الأصغر حجما فى إيطاليا، من المقرر أن يحصل الائتلاف على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان، ولكن يبدو من غير المرجح تأمين الأغلبية الكافية لتشكيل الحكومة دون إبرام صفقات أخرى بعد الانتخابات مع الأحزاب الأخرى.
وتؤكد غالبية استطلاعات الرأى تقدم فوز إيطاليا على رأس الائتلاف، بيد أن سالفينى قال إنه واثق من أن حزبه سوف يسود، وأقسم على نسخة من الكتاب المقدس قائلا: "أقسم أن أكون مخلصا لشعبى". وقال كلاوديو جايولا البالغ من العمر 52 عاما وهو صانع منتجات إلكترونية من تورينو "إن سالفينى هو الرجل المثالى لإيطاليا.. والأولوية هى السيطرة على الحدود ومن ثم إصلاح الاقتصاد".
الرسائل المختلطة من التحالف جعلت اتفاق الرابطة مع برلسكونى، الذى لا يستطيع الترشح لرئاسة الوزراء بسبب إدانته بالفساد الضريبى عام 2013، سلطت الضوء على بعض التوتر أحيانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة