هل تدعو أحزاب مصر خليفة "ميركل" لزيارة القاهرة؟.. 4 قيادات سياسية يجيبون

اختيار "ميركل" للسياسية كرامب كارينباور المولودة فى العام 1962 لهذا المنصب المهم، حمل دلالات عديدة ومهمة أيضا، أبرزها انشغال الأحزاب الأوروبية الكبرى بالمؤسسية وإعداد الكوادر واختيار البدائل وتجهيز القيادات الشابة بشكل دائم، وربما فى ضوء هذه الرسالة المهمة دعا خالد صلاح فى مقاله الأحزاب السياسية المصرية لدعوة "كارينباور" لمصر للاستفادة من هذه التجربة.

السؤال الذى تفجر على خلفية التغيير الكبير فى الحزب الألمانى، وما أثاره مقال خالد صلاح، هو: "لماذا لا تدعو أحزابنا كرامب كارينباور لزيارة مصر والتباحث معها بشأن مستقبلها السياسى والتدريب الذى تلقته طوال السنوات الماضية لتصل لهذا المنصب؟" ولماذا لا يكون هناك تواصل جاد معها ومع حزبها وغيره من الأحزاب للتعرف العميق على التجربة السياسية الأوروبية بشكل عام فيما يخص تجهيز القيادات الشابة، والغرض من طرح السؤال الوصول لإجابة حقيقية حول أسباب عدم استفادة الأحزاب المصرية من الخبرات الأجنبية فى تكوين قيادات بديلة وتأهيل شخصيات حزبية وكوادر شبابية قادرة على القيادة والتأثير وتولى المناصب القيادية، وبالفعل حملنا سؤالنا لعدد من الأحزاب، وأجاب عليه 4 منها.

أمين حزب المحافظين: نسعى لزيارة الحزب المسيحى أو دعوة "كارينباور" لمصر

فى طليعة المتحمسين للمبادرة جاء حزب المحافظين، برئاسه النائب أكمل قرطام، الذى أخذ المبادرة على عاتقه بحسب تأكيد الدكتور بشرى شلش، أمين عام الحزب، الذى أكد أن من الطبيعى تبادل الخبرات مع الخارج، وتأكيد أهمية التدريب والتأهيل قبل التمكين.

وأشار أمين عام حزب المحافظين، إلى أن مصر باعتبارها أمة شابة بحكم نسبة الشباب لإجمالى السكان، تولى الشباب اهتماما كبيرا، وهو أمر تحتمه طبيعة الأشياء والمسؤولية الوطنية والأخلاقية، إذ يتحتم على الجميع تسليم الراية لجيل الشباب، وهو مستعد لتحمل المسؤولية، متابعا: "سنكون من أوائل المبادرين بدراسة تجربة ألمانيا، سواء بزيارة الحزب المسيحى أو بدعوتها أمينه الجديد لزيارة مصر وحزب المحافظين".

وأوضح "شلش"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن التجربة الإسلامية والعربية كانت سباقة حين عقد الرسول (صل الله عليه وسلم) لواء قيادة الجيش لأسامة ابن زيد وهو ابن السادسة عشرة، فى جيش يضم كبار قادة الصحابة، مشددا على أن حزب المحافظين ينفذ هذا الفكر على أرض الواقع، ويؤون به ويطبقه ولا يطلقه كشعارات فحسب.

ولفت أمين عام "المحافظين" إلى أن الحزب به عدد من مساعدى الرئيس من الشباب، كما أن المجلس الرئاسى للحزب يضم اثنين من الشباب، وستشهد المرحلة المقبلة اختيار عدد من مساعدى نواب الرئيس من الشباب، وعلى مستوى أمناء المحافظات سيكون هناك اثنان من الشباب مساعدين لأمناء المحافظات، مطالبا بضرورة أن تتبنى الدولة هذه الفكرة، من قمة الجهاز التنفيذى وصولا لكل المستويات.

"مستقبل وطن": جاهزون لدعوة أى شخصية سياسية ولكن دون إملاءات

يقول أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، إن الحزب يعمل على تبادل الخبرات الخارجية مع عدد كبير من الأحزاب، وتوقيع بروتكولات تعاون فى هذا الصدد، منها بوتوكول مع الحزب الشيوعى الصينى، وآخر مع سفير هولندا بالقاهرة لتبادل الخبرات مع الأحزاب الهولندية.

وأوضح "الشاعر"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن النائبة داليا يوسف المسؤولة عن أمانة الشؤون الخارجية بالحزب، أبرمت اتفاق توأمة مع أحزاب فى انجلترا والنمسا وألمانيا، كما تلقى الحزب دعوة للاطلاع على التجربة الإندونيسية فى الانتخابات المحلية وإجراءاتها، معتبرا أن التعاون مع هذه الأحزاب الخارجية خطوة جيدة للاطلاع على النماذج الأجنبية.

ولفت المتحدث باسم "مستقبل وطن" إلى أن الحزب يعمل على نقل خبراته للخارج، فلا يوجد رئيس لدولة أو حزب إلا وانبهر بفكرة "مستقبل وطن " كحزب كامل يتحدث عن الشباب، متابعا: "جاهزون لدعوة أى شخصية سياسية خارجية للاستفادة من خبراتها، ولكن دون أى إملاءات خارجية أو تدخل فى الشأن المصرى"، مؤكدا أن تبادل الخبرات يفيد فى تكوين قيادات بديلة.

مساعد رئيس حزب الوفد: التمويل يقف عائقا أمام السفر وتبادل الخبرات

فى سياق متصل، قال ياسر حسان، مساعد رئيس حزب الوفد ورئيس لجنة الإعلام بالحزب، إنه لا مانع فى دعوة شخصيات سياسية للقاء أعضاء الحزب والاستفادة من خبراتهم، شريطة ألا يخل ذلك بالأمن القومى المصرى .

وأوضح "حسان" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه لا يوجد تطبيق لهذا بشكل موسع، فالأحزاب تواجه عائقا فى التمويل والحصول على التأشيرات لتتمكن من السفر بالخارج وتكوين كوادر سياسية جادة، معتبرا أن السفر للخارج والتعاون بين الأحزاب يساعد على تأهيل شخصيات لقيادات بديلة، خاصة أن الأحزاب فى الداخل والخارج ذات أيديولوجيات متماثلة، ما يسهم فى خلق آليات للتعاون بين الحزب الشبيه فى الخارج .

القائم بأعمال رئيس "الحركة الوطنية": لدينا قامات سياسية قادرة على التأهيل

وفى موقف مغاير قليلا، قال رؤوف السيد، القائم بأعمال رئيس حزب الحركة الوطنية، إن الحزب لديه قيادات بديلة ويعمل على إعداد "سياسيين أقوياء" من خلال الاعتماد على قامات سياسية كبرى فى مصر .

وأضاف "السيد" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الدولة المصرية لديها كفاءات كافية لتدريب وتأهيل شباب الأحزاب ليكونوا قيادات بديلة، ولكن إذا كانت هناك شخصية سياسية نادرة فى الخارج فلا مانع من الاستفادة من خبراتها، ولقائها للتعلم وكسب المعرفة شريطة عدم وجود أجندات خارجية تؤثر على أعضاء الحزب، متابعا: "الإمكانات المادية تقف عائقا أمام أى محاولة للتدريب والاستفادة من خبرات الغرب، ولا يوجد رجل أعمال يتبنى حزبا ويدرب أعضائه".

يُذمر أن السيدة كرامب كارينباور من مواليد العام 1962 فى مدينة فولكلينجن بالقرب من الحدود الفرنسية، درست السياسة والقانون فى جامعتى ترير وساربروكن، ودخلت برلمان سارلاند الإقليمى فى العام 1999 لتنضم للحكومة فى الولاية نفسها خلال العام التالى، ونجحت فيما بعد فى تولى منصب أول رئيس وزراء لـ"سارلاند"، ويتوقع الجميع لها مستقبلا سياسيا فى الفترة المقبلة بعدما اختارتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمينا عاما للحزب الديمقراطى المسيحى.