قضت بيروت ليلتها بنكهة سعودية بامتياز ، على وقع الزيارة التى بدأها الموفد السعودى المستشار فى الديوان الملكى نزار العلولا على رأس وفد رفيع المستوى للبنان، فى زيارة جذبت أنظار جميع الأوساط السياسية لكونها الأولى لمسئول سعودى رفيع المستوى منذ نوفمبر الماضى حيث استقالة رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى التى أعلنها من الرياض وأثارت جدلا محليا ودوليا كبيرا.
زيارة العلولا التى لم تنتهى بعد حملت الكثير من الرسائل السياسية منذ أن وطأت قدم الضيف مطار رفيق الحريرى، وكانت الرسالة الأساسية هو دعم الرياض لرئيس الوزراء سعد الحريرى فى وقت حرج حيث تقبل البلاد عن انتخابات نيابية فى مايو المقبل وسط تخوف من سيطرة حزب الله وحلفائه على البرلمان المقبل.
هذا الدعم السعودى ظهر فى اللقاء الذى جمع العلولا والحريرى فى السرايا والذى اتسم كما وصفه رئيس الوزراء باللقاء الودى، وتم خلاله تقديم دعوة رسمية للحريرى لزيارة السعودية بصفته الرسمية، تلك الدعوة التى تلقاها مرحبا واعدا بتلبيتها فى أقرب فرصة، وتبع اللقاء لفته تحمل دلالات كبيرة من جانب المبعوث السعودى الذى قام بزيارة لضريح الشهيد رفيق الحريري، وكتب كلمة ذات دلالة فى السجل الذهبى جاء فيها: "سيبقى الشهيد رفيق الحريرى رمزاً وطنياً وعروبياً، وسيعود لبنان كما أراده الشهيد حرّاً ومنارة للعالم".
الوفد السعودى فى لقاء الرئيس عون
رسائل الرياض تلقاها الحريرى بشكل فورى والذى أكد بشكل فورى أن هدف السعودية الأساسى هو أن يكون "لبنان سيد نفسه"، موضحا عبر حسابه الرسمى فى "تويتر"، أن المملكة العربية السعودية حريصة على استقلال لبنان الكامل، وسنرى كيف سنتعاون معها فى شأن المؤتمرات الدولية المقبلة لدعم لبنان".
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية أن سعد الحريري، قد يصل إلى العاصمة السعودية خلال الساعات القليلة القادمة فى زيارة رسمية للمملكة يلتقى خلالها العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من المسئولين السعوديين، تلبية للدعوة الرسمية التى تلقاها من الرياض.
وحرص العلولا خلال تواجده فى لبنان بالتقاء مختلف الأطراف، حيث بدأها بنقل رسالة شفهية من الملك السعودى إلى الرئيس عون ضمنها تحيات خادم الحرمين الشريفين وولى العهد محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، وتأكيداً على لسان الموفد الملكى من أن بلاده تقف إلى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله وتتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين فى المجالات كافة.
اللقاء مع الرئيس اللبنانى الذى لم يدم سوى 12 دقيقة بقصر بعبدا قالت عنه مصادر لبنانية أنه أعاد الدفء بقوة إلى العلاقات اللبنانية - السعودية، من زاوية الحرص على العلاقات الذى تبديه المملكة مع لبنان "على حدّ تعبير الدبلوماسى السعودى العلولا، و ذكرت مصادر القصر الجمهورى لصحيفة اللواء ان جو اللقاء كان ودياً وايجابياً ورحب خلاله الرئيس عون بدعوة الحريرى لزيارة الرياض منوهاً بحرص المملكة على حفظ الاستقرار فى لبنان.
رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتى والمبعوث السعودى
وقالت صحيفة الجمهورية اللبنانية أن الأوساط اللبنانية التى التقت العلولا - الذى تولى ملف لبنان مؤخرا فى الخارجية السعودية - فوجئت بمدى معرفته بالأوضاع اللبنانية وتفاصيلها ماضياً وحاضراً، ومدى إدراكه طبيعة الصيغة اللبنانية الفريدة ومكوّناته السياسية والطائفية والمذهبية، والذى يتزامن توليه الملف مع قرار الرياض تدشين صفحة جديدة فى العلاقات مع لبنان.
وقال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية الذى استضاف الموفد السعودى إلى مأدبة عشاء شارك فيها السفير السعودى فى بيروت وليد اليعقوب والوزير المفوض فى الديوان الملكى وليد بخاري، إن المملكة العربية السعودية مستعدة دائماً لمد يد العون للبنان، الا انهم يعتبرون أنه فى العامين المنصرمين قام بعض القيادات اللبنانية بمبادرات عدائية تجاه المملكة، ولكن لا يمكن لأحد العمل فى هذا الجو.
وأوضح انه تمّ التطرق إلى ملف الانتخابات النيابية وأن المملكة لا تتدخل فى التفاصيل الصغيرة، وشدّد على أن هناك نية سعودية كبيرة وواضحة من أجل إعادة ترميم العلاقة اللبنانية - السعودية، وأكبر دليل على ذلك الدعوة الرسمية التى وجهت للحريرى والذى سيلبيها بأسرع وقت ممكن، آملاً ان تكون هذه الزيارة بداية لعهد جديد بين لبنان والسعودية وعودة العلاقة إلى سابق عهدها.
الحريرى والموفد السعودى
الزيارة السعودية التى كان حاضرا فيها عددا كبيرا من الأطياف السياسية اللبنانية غاب عنها وزير الخارجية جبران باسيل، الأمر الذى أثار علامات استفهام لدى المراقبين الذين أكدوا أن العلولا لم يطلب موعدا لمقابلة وزير الخارجية والمغتربين على الرغم من أن له صفتان الأولى رسمية كوزير خارجية والثانية أنه رئيس حزب التيار الوطنى الحر.
وراح المراقبون الى تفسير هذا على أنه موقف سعودى من باسيل لسببين الأول أنه حليف سياسى لحزب الله اللبنانى ودافع عنه فى الكثير من الإجتماعات العربية والدولية وعرقل بعض القرارات فى جامعة الدول العربية ضد سلاح حزب الله ووصمه بالإرهاب، والثانى أنه وجه اتهامات للمملكة خلال أزمة استقالة الحريرى من الرياض فى فبراير الماضى واتهمها بأنها تمنع رئيس الوزراء من العودة الى بيروت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة