محمد بن سلمان يرد على المشككين بخطة الإصلاح.. ويؤكد لـ"واشنطن بوست": القرارات الأخيرة "علاج بالصدمة" تحتاجه المملكة لمواجهة سرطان الفساد.. وتغيير القيادات العسكرية هدفه تحقيق نتائج أفضل للإنفاق الدفاعى السعودى

الأربعاء، 28 فبراير 2018 05:00 م
محمد بن سلمان يرد على المشككين بخطة الإصلاح.. ويؤكد لـ"واشنطن بوست": القرارات الأخيرة "علاج بالصدمة" تحتاجه المملكة لمواجهة سرطان الفساد.. وتغيير القيادات العسكرية هدفه تحقيق نتائج أفضل للإنفاق الدفاعى السعودى الحريرى فى زيارته التى بدأت اليوم للمملكة العربية السعودية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصف ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، موجة الإصلاحات التى تشهدها بلاده بأنها جزء من علاج بالصدمة مطلوب لتحديث الحياة الثقافية والسياسية فى المملكة.

 

وفى مقابلة أجراها ولى العهد السعودى مع ديفيد أجناتيوس، الكاتب الأمريكى البارز بصحيفة واشنطن بوست، ناقش بن سلمان على مدار أكثر من ساعتين حملاته ضد الفساد والتطرف وأيضا إستراتيجيته من أجل المنطقة.

وقال بن سلمان إن لديه التأييد العام، ليس فقط من الشباب السعودى ولكن أيضا من الأسرة الملكية. ورفض الانتقادات لسياساته الداخلية والإقليمية التى وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر، وقال إن التغييرات ضرورية من أجل تمويل تنمية المملكة ومحاربة أعدائها مثل إيران. وردا على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يطلق سراح نشطاء حقوق الإنسان قبل زيارته للولايات المتحدة المقررة أواخر مارس القادم، قال إن المعايير السعودية مختلفة عن الأمريكية، وأنه "لو لم يكن هناك مشكلة حقيقية، فلا تحاول إصلاحها"، لكنه أضاف فى وقت لاحق من خلال أحد مساعديه أنه سيبحث الإصلاح فى هذا المجال كما فى غيره.

 

وتحدث أجناتيوس عن الاختلاف الذى شهده فى المملكة السعودية خلال زيارته القصيرة لها، وقال إن هناك بالتأكيد حراك ثقافى، فالنساء تخبرن الزائرين عن أنواع السيارات اللاتى يخططن لشرائها عندما يسمح لهن بالقيادة فى يونيو المقبل، وافتتحت صالات ألعاب رياضية جديدة للنساء، وتواجدت النساء فى مقاعد تشجيع ألعاب الرياضة النسائية.

 

ورغم احتمال وجود معارضة، إلا أن استطلاعا أجرى فى سبتمبر الماضى من قبل أبيسوس للشباب السعودى، وجد أن 74% منهم متفائل بشأن المستقبل، وأن ارتفاع الأسعار والبطالة والفساد يتصدر مخاوفهم.

وتابع أجناتيوس قائلا إن محمد بن سلمان أجرى معه المقابلة كلها بالإنجليزية، بينما فى مقابلتين سابقتين معه كان يتلقى الأسئلة بالإنجليزية ويجيب بالعربية. ورفض المخاوف بين بعض الأنصار فى الولايات المتحدة بأنه يحارب على جبهات أكثر من اللازم  وقال إن اتساع ووتيرة التغير أمران ضروريان من أجل النجاح.

 

وأشار ولى العهد السعودى إلى أن التغييرات التى تم الإعلان عنه مساء الاثنين من قبل والده  هى محاولة للاستفادة من الأشخاص الذين لديهم طاقة عالية يمكن أن يحققوا أهداف التحديث، وقال "نريد العمل مع المؤمنين". وقد شملت القرارات تعيين أفراد العائلة الملكية الأكثر شباب فى المناطق الرئيسية فتم تعيين الأمير تركى بن طلال نائبا لحاكم عسير، وهذا التعيين يشير إلى اتفاق داخل العائلة، حيث أن شقيقه الأمير الوليد بن طلال كان من بين من شملتهم حملة مكافحة الفساد التى بدات فى نوفمبر الماضى، وأطلق سراحه مؤخرا.

 

وعن التغييرات العسكرية، قال ولى العهد السعودى إنه كان يخطط لها على مدار سنوات عديدة للحصول على نتائج أفضل للإنفاق الدفاعى السعودى، مشيرا إلى أن السعودية التى لديها رابع أكبر ميزانية دفاع فى العالم، جيشها العشرين أو الثلاثين بين أفضل الجيوش.  وتحدث عن الخطط الطموحة لحشد القبائل اليمينة ضد الحوثيين وداعميهم الإيرانيين فى اليمن، وهى الحرب التى استغرقت وقتا أكثر مما كان يأمل السعوديين.

 

محمد بن سلمان يقود عملية إصلاح شاملة داخل المملكة

وأشار بن سلمان إلى أن انقلابه ضد الفساد فى نوفمبر الماضى، كان مثالا على علاج الصدمة الذى تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستوطن. وقال " لديك جسد ينتشر به السرطان فى كل مكان، سرطان الفساد، وأنت بحاجة لعلاج كيماوى، صدمة الكيماوى أو السرطان ستأكل الجسد"، مضيفا أن المملكة لم تستطيع تحقيق أهداف الميزانية دون وقف هذا النهب.

 

وقال ولى عهد السعودية إنه ينتذكر الفساد بشكل شخصى، حيث حاول أشخاص استغلال اسمه واتصالاته بدءا من أواخر سن المراهقة. وقال إن الأمراء الفاسدين كانوا أقلية لكن الممثلين السئين يلفتون الانتباه بشكل أكبر، وقد أضر هذا قدرة العائلة الملكية. وتم إطلاق سراح من تم توقيفهم ماعدا 56، بعد أن تم رد الأموال، وأغلبهم كان يعرفون أنهم ارتكبوا أخطاء فاضحة وقاموا بالتسوية.

 

وتابع الأمير بن سلمان قائلا إن الصدمة كانت ضرورية لوقف التطرف الإسلامى فى المملكة. وقال إن إصلاحاته ومنح حقوق أكبر للنساء وأقل للشرطة الدينية كانت ببساطة محاولة لإعادة تأسيس الممارسات التى تم تطبيقها فى عهد النبى محمد.

الحريرى فى زيارته التى بدأت اليوم للمملكة العربية السعودية

وشكا الأمير فى المقابلة من تعرضه للانتقادات بشكل ظالم بضغطه على رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى للاستقالة فى نوفمبر الماضى، وقال إنه الآن فى وضع أفضل فى لبنان، مقارنة بميليشيات حزب الله.

 

ويقارن المتحمسون بن سلمان أحيانا محاولاته لتعزيز السلطة بتلك التى قام بها عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة الحديثة. لكن ولى العهد السعودى يرفض هذه المقارنة ويقول إنه لا يمكن أن تخترع هاتف ذكى جديد، فقد فعلها ستيف جوبز، ما نحاول فعله هنا هو شىء جديد".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة