نحن مبتلون وندعو الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الصبر على ما ابتلينا به، وأن يمنحنا القدرة على مواجهة البلاء بما يستحق من أخذ بالأسباب وأولها علاج أنفسنا بأنفسنا.
أول البلاء فى بلدنا ومجتمعنا، هم الكلامنجية بتوع الكلام الفارغ، الذين يتصورون أنهم مؤثرون طالما يكتبون بوستاتهم الفارغة وتغريداتهم المريضة، ومعهم طائفة السياسجية الفارغين والسياسجية المقطوعين والسياسجية السبوبجية والسياسجية سماسرة المنظمات والسياسجية الأبواق والسياسجية المدارين بالريموت من الخارج.
كنا حتى سنوات قليلة أشبه بأهل الكهف، مقفول علينا فى دولة قوية متماسكة- أو هكذا كنا نظن–وكنا نعتبر أن المعارضة، أى معارضة هى نوع من الكبرياء الشخصى والميزة التنافسية والقيمة المضافة، ولذلك نشأ أغلبنا غاضبا رافضا للأوضاع المحيطة به، لكن أغلبنا أيضا ما كان له أن يدرك أن غضبه ومعارضته ورفضه المطلق لكل شىء وهو مطمئن، هو نوع من الرفاهية المرتبطة باستقرار الدولة وتماسكها وقدرتها على فرض القانون والضرب على أيدى الخارجين عليها.
لكننا ومع سنوات الثورة والمخاض ومع الخطوات الممنهجة لتحطيم الدولة وتفتيت المجتمع بالفتن الطائفية وغير الطائفية، وتصعيد الإرهابيين إلى مقاعد الحكم، نسينا الاستقرار الذى كنا ننعم به، كما بات حلم الأمن الكامل بعيدا، مع تفاقم حالة الانفلات والسرقة بالإكراه واستغلال غياب القانون فى النهب والبناء العشوائى وتحطيم الاقتصاد ومرافق الدولة، والعجيب أننا ظل معنا نفس عرض الرفاهية المتمثل فى الغضب الدائم والرفض لكل شىء والمعارضة المتشنجة لكل من فى السلطة.
كان من الطبيعى ومن المتوقع، أن يسعى السياسيون المحترفون من جميع الأطياف إلى التوحد وإنكار الذات، والعمل على لم شمل الناس وحماية المجتمع من الفتن، لكن ذلك لم يحدث، بل على العكس تماما، أصبح السياسيون المحترفون جزءا كبيرا من المشكلة التى عانينا منها وهى الاستقطاب السياسى وصناعة الطوائف والتطرف والولاءات المتعددة والمعلنة ما بين واشنطن وباريس وطهران والرياض والدوحة ومقر التنظيم الدولى للإخوان بمقاطعة «كريك وود» فى لندن، وتحول أصحاب الدكاكين السياسية إلى سماسرة ومتربحون من أحزابهم الكرتونية التى زادت زيادة كبيرة بعد إقرار قانون إشهار الأحزاب بالإخطار.
وشاء الله سبحانه وتعالى أن يسبغ على هذا البلد الأمين حمايته، وأن يقيض له رجلا شجاعا، يعمل على إنقاذه من براثن المتربصين فى الخارج ووكلاء المشروع الصهيوأمريكى لتفتيت المنطقة بما فيها مصر الجائزة الكبرى، وما أدراكم ما المشروع الصهيوأمريكى الذى تدعمه واشنطن وتل أبيب والعواصم الأوروبية الكبرى، وارتضى هذا الرجل أن يحمل المهمة الصعبة بل المستحيلة، وهو يعلم تماما الظروف الاستثنائية التى يمر بها البلد فى الاقتصاد والتنمية وفى البنية الأساسية والتعليم والرعاية الصحية، فضلا عما يواجهه من حروب على كل الجبهات، وكان شرطه الوحيد ومطلبه من المصريين أنه لن يحمل المهمة وحده، بل نحملها جميعا، ولن يعمل وحده، بل نعمل كلنا، ونتوحد على قلب رجل واحد، فماذا حدث؟
الأغلبية الكاسحة من المصريين قبلت بشرط المنقذ الذى حمل روحه على كفه وأطاح بجماعات الإرهاب، وحتى عندما اضطر إلى تأكيد مطلبه بتفويض عام لمواجهة الإرهاب نزل المواطنون بالملايين، وعندما صارحهم بضرورة إجراء الإصلاح الاقتصادى، تحمل المصريون الفقراء ومحدود الدخل والمستورون على السواء الآثار العنيفة للإصلاح فى صبر وشجاعة، لكن العشرات من السياسجية الفارغين والسياسجية المقطوعين والسياسجية السبوبجية أصحاب رخص الأحزاب الكارتونية والسياسجية سماسرة المنظمات والسياسجية الأبواق والسياسجية المدارين بالريموت من الخارج، هم من يرفعون شعار اليهود «إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون»، ثم لا يكتفون بانسحابهم بل تحولوا إلى منصات نشر الإحباط وتشويه الإنجازات وكسر تماسك الجبهة الداخلية، ولكن الحمد لله أن الأغلبية الكاسحة من المصريين كشفتهم ووضعتهم فى أحجامهم التى يستحقونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة