استثمارات أجنبية تتدفق على أرض مصر.. أخبار متتالية مبهجه تتوالى علينا خلال الأسابيع الماضية.. ثلاثة عقود استثمارية كبرى يتم توقيعها باستثمارات متنوعة ما بين الصعيد ومطروح.. تعنى أن مصر أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة.. فوسط طوفان الأمواج المتلاطمة التى تعصف بالمنطقة العربية من حولنا، نستقبل بارقة الأمل هذه التى تعطينا جرعة لا بأس بها من الأمل فى غد مشرق ومستقبل أفضل.
وفي واقع الحال، لا تنحصر قيمة هذه المشروعات فى إجمالى المليارات التى تتضمنها، ولا فى عشرات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التى توفرها.. وإنما فى دلالاتها الدامغة على أن مصر أصبحت مهيأة أكثر من أى وقت مضى لكسب ثقة العالم لجذب استثمارات حقيقية كبرى فى مشروعات عملاقة تعكس علاقات الشراكة الاقتصادية القائمة على توفير جميع الضمانات القانونية، واتخاذ كل ما يلزم من إصلاحات تشريعية لحفظ أموال المستثمرين، وإزالة كافة العقبات التى طالما حرمت الاقتصاد المصري من مثل هذه الفرص الواعدة، ومنها بالطبع إقرار قانون الاستثمار، وقانون الإفلاس، وسلسلة قوانين الشركات والبورصة وغيرها فى منظومة الإصلاح الكامل للبيئة التشريعية لمناخ الاستثمار، وهى إصلاحات تعكس حرص الوزارة على زيادة جذب الاستثمارات الجديدة فى جميع محافظات مصر للوصول إلى الهدف الأسمى لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة .
وفى خط متوازن مع الإصلاح التشريعى كان ومازال يجرى عمل ضخم لإنشاء شبكة بنية أساسية قوية تهيئ مناخا جاذبا المستثمر وجهود من جميع جهات الدولة.. وهنا لابد أن نشير إلى ما تقوم به القوات المسلحة من عمل ضخم لتطهير العلمين من الألغام، وهو ما أعاد وضع محافظة مطروح على قائمة المحافظات الجاذبة للاستثمار.
فقبل يومين شهدت د . سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، واللواء أبو بكر الجندى، وزير التنمية المحلية، والسيدة منى زوبع، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، توقيع 3 عقود استثمارية بين اللواء علاء أبو زيد ، محافظ مطروح، والسيدة ليزا ماري ستيفن، العضو المنتدب لشركة انترتنمنت وورد للمدن الترفيهية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستثمار أمريكى سعودى مشترك لإقامة مدينة ترفيهية متكاملة بالعلمين على غرار "ديزني لاند".
كما وقع محافظ مطروح مع السيد على بن حيدر، رئيس مجلس إدارة شركة العروبة الإماراتية للاستثمار العقاري والسياحي ، عقداً لإقامة مشروع استثمار سياحي فندقي بمنطقة أبو مرقيق بمركز مرسى مطرح، وعقداً ثانياً لتشغيل مصنع التمور بواحة سيوة .
والشيء الذى يدعو الى مزيد من التفائل بالمستقبل هو أن هذا التوقيع الضخم ياتي بعد أسبوع واحد من التوقيع الذي شهده وزيرا الاستثمار والتعاون الدولى والتنمية المحلية بتوقيع اتفاق بين محافظ مطروح وشركة مدار لإقامة مشروع استثمارى متكامل بالضبعة.
لم تكن هناك محافظة أكثر سعادة من مطروح إلا المنيا التى شهدت توقيع اتفاق لإنشاء مصنع ضخم لإنتاج السكر بتكلفة مليار دولار باستثمار أجنبى مصرى مشترك .
وكل هذه الإنجازات ما كان لها أن تخرج إلى النور لولا روح الفريق الواحد التي تحكم المؤسسات الاستثمارية والاقتصادية في مصر والتي تنبني في الأساس على عدم الالتفات للشائعات التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر حول وجود خلاف هنا أو هناك.. فالهدف الأسمى الذى يربطهم صالح هذا البلد .. وهو ما تسعى دوماً وزيرة الاستثمار النشطة د. سحر نصر لترسيخ مبادئ التكامل والتواصل الدائم مع جميع أطراف الدائرة التى تخدم الاستثمار.. فلا انفراد بقرار ولا إقصاء لأى مسئول.. ولا تقليل أو تهوين من أى دور .
ويبق أن نقول إذا لم يكن بمقدورك أن تصنع لبلدك شيئا، فالأقل أن تدعم وتشجع من يعمل لصالح بلده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة