أول عربية تحصل على جائزة "أكثر امرأة ملهمة فى كندا".. داليا مصطفى لليوم السابع: حياتى لها محوران العلم وخدمة المجتمع.. غيرت حياة العاملات فى الجامعات الكندية بأول مشروع يضمن لهن راتب أثناء الوضع

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 04:00 م
أول عربية تحصل على جائزة "أكثر امرأة ملهمة فى كندا".. داليا مصطفى لليوم السابع: حياتى لها محوران العلم وخدمة المجتمع.. غيرت حياة العاملات فى الجامعات الكندية بأول مشروع يضمن لهن راتب أثناء الوضع تكريم الدكتورا داليا مصطفى من وزيرة الهجرة
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كرمت من ملكة بريطانيا.. وحصلت على لقب المهاجر الكندي المتميز فى خدمة المجتمع

أعدت مشروع لتكريم 100 امرأة عربية

بحجاب بسيط، وملامح مصرية أصيلة، ابتسمت الدكتورة داليا مصطفى وهي تقف على مسرح ضخم لتتسلم جائزة أكثر امرأة ملهمة حول كندا، لحظات توجت فيها ابنة "العالم الثالث" ملكة على ملايين النساء من كل مكان فى عالم يصفونه أنه "العالم الأول"، رحلة طويلة قطعتها الفتاة المصرية بذلت خلالها مجهود ضخم وكسرت العديد من القوالب الجامدة عن المرأة المصرية والعربية.

تكريمها من وزيرة الهجرة
تكريمها من وزيرة الهجرة

 

تنظر داليا مصطفى لجائزتها بفخر، قبل أن تحكي لليوم السابع، أنها لم تصل لتلك الجائزة التى تقدم من مؤسسة One Women، ذات الشهرة العالمية الواسعة، بمحض الصدفة، فهى حصلت العام الماضى فقط على 8 جوائز منها جائزة المهاجر الكندي المتميز فى خدمة المجتمع، وجائزة أفضل 25 مهاجر على مستوى كندا، ثم حصلت على أرفع وسام شرفي كندي من المكلة إليزابيث الثانية ملكة إنجلترا، وحصلت على جائزة أكثر المرأة المتميزة فى القيادة من مؤسسة Gradual rising of women، كما تمت دعوتها للتكريم فى مؤتمر مصر تستطيع بالتاء المربوطة والذى استمر على مدار يومين للإصلاح والتنمية.

خلال تكريمها
خلال تكريمها

 

أما الوصول إلى كل تلك التكريمات والجوائز، فكان له قصة أخرى، تقول السيدة المصرية، أنها تخرجت من مدرسة نوتر دام دي سيون للراهبات فى الإسكندرية، وتقول "كان دايما ليا دور فى الأنشطة والعمل العام وكنت أصغر حد فى المدرسة يمسك الإذاعة المدرسية فى 5 ابتدائي وكان ليا دائما علاقة بالإعلام والثقافة والبلاغة ومسكت المنصب ده من 5 ابتدائي لحد ثانوية عامة وكان الكل متوقع أنى أدخل إعلام لكن دخلت كلية الهندسة فى  الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا والنقل البحرى فى الإسكندرية وكنت الأولى على الكلية وكنت رئيسة اتحاد الطلبة أو النائبة دايما، وأسست مؤسسة لرعاية الأيتام فى هذا الوقت".

لوحة الشرف 2017
لوحة الشرف 2017

 

وتضيف أن هذا كان إلى جوار مشاركتها كأمين صندوق لمؤسسة رعاية أجيال الخيرية فى الإسكندرية ، إضافة لعملها كعضو فى الروتار آكت.

 

وتلخص حياتها "كان فى خطين فى حياتي، خط العلم لأني شغوفة بالعلم وكيف أستخدمه فى خدمة البشرية.. والخط الثاني هو خدمة المجتمع لأني نشأت فى بيئة من أب وأم دعموا ده والمدرسة كمان دعمت ده، ودعمت أني أكون إنسان إيجابي بيغير اللى حواليا للأفضل".

أحد الفعاليات فى الأكاديمية البحرية
أحد الفعاليات فى الأكاديمية البحرية

 

وتتابع أنها أنهت دراستها وتم تعيينها على الفور فى الأكاديمية البحرية لأنها كانت الأولى على دفعتها، وبدأت الماجيستير فى الهندسة الكهربائية وتقول "شجعوني إني أسافر برا وأنشر أبحاثي وكان العرف فى الوقت ده أن مش كتير بنات بتخرج وتنشر أبحاثها فى الخارج وفى الدوريات العلمية، ووالدي مات ووالدتي شجعتني أني أكمل أبحاثي وأنشرها فى الخارج".

 

وتابعت: سافرت لكندا لتحضير رسالة الدكتوراه قبل 13 عام وبدأت فى مونتريال والتحقت بجامعة كونكورديا، التى حصلت فيها على الدكتوراه بتقدير امتياز وكنت الأولى على مستوى كلية هندسة والثالثة على مستوي الجامعة.

وتضيف: فى الوقت ده جامعة ماكجيل اللي تعتبر من أعرق الجامعات الكندية، قدمت لي عرض مغري جدا لأنتقل لها، وحصلت فيها على ثلاث جوائز، ثم خضت انتخابات مجلس الطلبة وكنت أول عربية مسلمة تخوض انتخابات مجلس الطلبة كنائب رئيس مجلس الطلبة للشئون الجامعية والطلابية وكانت تجربة مثمرة جدا ونجحت باكتساح وكان شيء ملفت للنظر بحجابي ومصريتي وكان الكل مندهش".

جانب من الفعاليات التى تشارك فيها
جانب من الفعاليات التى تشارك فيها

 

وتوضح: كانت من أكثر التجارب اللي أثرت في حياتي لأني كنت دائما أجلس بجوار رئيسة الجامعة اللي تعتبر أهم جامعة فى كندا وضمن أهم 20 جامعة فى العالم، وبدأت أحصل على العديد من الكورسات لأتعلم أصول القيادة، وأكون فى موقع يساهم فى التأثير على من حولي للأفضل".

وواصلت داليا مصطفى كسر الحواجز، فأنشأت أول أتحاد للطلاب المصريين فى الجامعة، ثم أطلقت مشروع تمكن من جلب الأنظار لها، فالمرأة العاملة فى الجامعة الكندية لم يكن من حقها أن تحصل على إجازة براتب فى حالة الوضع، وقدمت  داليا دراسة ومشروع على مستوى سيدات الجامعة وعقب مجهود كبير وافقت الجامعة على منح النساء إجازة وضع براتب لمدة 6 أشهر، ثم طرحت المشروع على مستوى جامعات المقاطعة، ثم على المستوى الفيدرالى، لتساهم فى تغيير حياة المرأة الكندية فى كافة جامعات الدولة.

وفى تلك اللحظة التى وصلت فيها داليا مصطفى لقمة النجاح فى المجال الأكاديمى، قررت أن تنتقل إلى الجانب العملى وتنزل إلى المصانع، ونجحت فى الحصول على عرض  من شركة بومبارديه للطيران، لكنها رفضته لأن والدتها طالبتها أن تنهي الدكتوراه أولا، ولكنها عادت مرة أخرى بعد إنهاء الدكتوراه لتحقق حلمها فى العمل الفعلى بعيدا عن الجانب الأكاديمي حينما تلقت عرض آخر من شركة سانكور انرجي، أكبر شركة بترول فى كندا.

تقول: بدأت أرتقى السلم الوظيفى فى العمل الميداني إلى أن وصلت لمنصب رئيس قطاع الأمن المعلوماتى فى الشركة، واللي اكتشفته أني في وقت وجودي فى الجامعة كنت دايما بعمل إرشاد أكاديمى للطلاب، ودلوقتى دوري أني بعمل إرشاد قيادي وإرشاد لصناعة فريق العمل، وأدركت أني مش هرجع مصر، وقررت أني أحول مسار الدكتوراه من دكتوراه فى هندسة الكهرباء إلى دكتوراه فى علوم القيادة والتطوير والتغيير.

وتضيف: بالفعل غيرت مسار الدكتوراه وبدأت أفتح شركتي، وعملت مثلث مش موجود فى العالم كله بيتميز بالتدريب والإرشاد النفسي والقيادة والتطوير.

وتضيف: سهل أنك تلاقي حد درس حاجة واحدة فى مثلث التدريب والقيادة والتطوير، لكن صعب أنك تلاقى حد درس الثلاثة مع بعض، وصرت العربية الوحيدة التى تعمل فى مجال الاستشارات النفسية والأسرية والزوجية والأستشارات بين الأطفال والاستشارات المهنية إلى جانب مهارات التنمية والتطوير والتخاطب والإقناع والتأثير.

وتتابع أنها تصل الآن بمعرفتها عبر ما تسميه أبواب الإلهام وهي الكتابة عبر مواقع التواصل التى تملك عليها نصف مليون متابع، والبرنامج الإذاعي الذي تقدمه على راديو كندي بعنوان "صباح الجالية"، وعن طريق البرامج التى تقدمها على موقع وزارة الهجرة مثل "مصر بتطور" والندوات والمؤتمرات فى كندا وحول العالم، والجلسات الاستشارية والكورسات التى تدرسها فى كندا وحول العالم.

وتعمل الآن داليا مصطفى على مشروع لتكريم 100 امرأة عربية فى شمال أمريكا، لدعم المرأة العربية التى تشعر أنها منفصلة عن وطنها، وتعريف هذه الكاودر الناجحة على النساء التي تبدأ شق طريقها ليستفدن بخبرات بعضهن، والهدف الثالث تقديم النموذج والقدوة للشباب والأطفال الذين يعانون من التنمر فى الغرب، والهدف الرابع إثبات أن المرأة العربية ناجحة وليست متخلفة أو رجعية مثلما يتخيل البعض.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة