ما الذى يعرفه تلاميذ المدارس المصرية بكل أشكالها حكومية وخاصة عن المناطق الأثرية فى مصر؟ وهل هناك جدول مكتمل لفعاليات ذات طابع أثرى تحرص عليه وزارة التربية والتعليم؟ وهل تقدم وزارة الآثار دعوات وتقيم بروتوكولات مع المسؤولين تساعد على تقوية هذا النشاط، وكم عدد الزيارات التى تقدمها المدارس فى السنة للمناطق الأثرية؟ وهل المادة المقدمة للدراسة مادة شيقة؟ هل المدرسون الذين يُعلمون التاريخ لتلاميذ مصر مؤمنون حقا بالحضارة المصرية القديمة؟
هذه بعض الأسئلة الضرورية التى لن نتوقف عن طرحها، أبدا، حتى يستقيم الأمر، ونجد الثقافة الأثرية منتشرة بين طلاب مصر وشبابها، لأن غرس الأفكار المحبة للحضارة المصرية لن تكون أبدا عن طريق التلقين والرسومات على أغلفة الكراسات، لكن الأمر يحتاج إلى معايشة.
عن نفسى أتذكر أننى فى المدرسة لم أذهب أبدا فى رحلة مدرسية إلى منطقة أثرية أبدا، مع العلم أنه على بعد أقل من 10 كيلومترات كانت هناك منطقة أثرية، وكان أصدقاؤنا يذهبون إليها فى الأعياد والمناسبات، ومع ذلك لم تكن المدرسة تشغل نفسها بالإعداد لمثل هذه الرحلات.
أردت أن أقول ذلك بعد ما قام به الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، حيث اصطحب معه قرابة ألف طفل فى جولة قام بها فى منطقة الأهرامات، حيث قال لهم إننا فى حضرة أعظم حضارة مصرية قديمة، فى الأهرامات المشروع القومى لمصر القديمة.
كما أننى أطالب مع زاهى حواس وزارة التربية والتعليم بإضافة مادة لطلاب المرحلة الابتدائية لتدريس اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية كمادة رسم حتى يعرف الأطفال تاريخهم القديم إلى جانب تبسيط مناهج التاريخ لتحفيز الطلاب على دراستها والاستمتاع بها.
نحن لا نملك أغلى من هذه الآثار، وهى قادرة على مساعدتنا، إذا ما عملنا نحن على مساعدة أنفسنا بالتثقف الأثرى حتى تصبح الأجيال المقبلة مدركة لما بين يديها من ثورات تستطيع لو أحسنت توظيفها أن تأخذ مكانها الذى يليق بها وسط العالم.
وأتمنى أن تقوم كل مدرسة فى مصر على طولها وعرضها بتقديم برنامج أثرى يكون الاعتماد الأكبر كله قائما على الرحلات وقراءة مختلفة للتاريخ قائمة على الحب.