ميركل تؤكد استعدادها للقيام "بتنازلات مؤلمة" من أجل تشكيل حكومة

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 02:15 م
ميركل تؤكد استعدادها للقيام "بتنازلات مؤلمة" من أجل تشكيل حكومة ميركل
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنها على استعداد للقيام "بتنازلات مؤلمة"، وذلك قبيل انطلاق جولة اخيرة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومى لولايتها الرابعة وإنهاء أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر فى أكبر اقتصادات اوروبا.

وفيما التقى مفاوضون من الحزب المسيحى الديمقراطى بزعامة ميركل وحليفها البافارى الاتحاد المسيحى من جهة، والحزب الإشتراكى الديمقراطى من وسط اليسار من جهة اخرى سعيا للتوصل الى اتفاق حول "ائتلاف كبير" جديد، قالت ميركل ان الوقت حان لانهاء حالة عدم اليقين السياسى.

وصرحت المستشارة الالمانية "نعيش فى اوقات مضطربة" مشيرة إلى الخسائر فى أسواق البورصة العالمية فى الأيام الأخيرة. وأضافت "نحتاج إلى حكومة يمكن الاعتماد عليها بما يضمن مصالح الشعب".

وقالت ان على جميع الاطراف "القيام بتنازلات مؤلمة" للتوصل إلى إتفاق. وأكدت "أنا جاهزة لذلك إذا استطعنا ضمان ان تكون الفوائد أكثر من المساوئ فى نهاية الامر".

ووسط الأزمة التى طال أمدها كان يفترض ان تنتهى المفاوضات فى عطلة الاسبوع الماضى أبدت الاطراف تفاؤلا بشأن المهلة التى حددها الافرقاء وتنتهى الثلاثاء، وقال زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى مارتن شولتز أن "هناك سببا جيدا يحمل على الاعتقاد أننا سنصل النهاية اليوم".

وأضاف "أعتقد ان اليوم سيكون يوما حاسما بشأن ما اذا كانت الاحزاب الثلاثة المسيحى الديمقراطى والاتحاد المسيحى البافارى والاشتراكى الديمقراطى ستتوصل الى اتفاق ائتلاف مشترك حول اسس اى طرف يمكن بناء حكومة مستقرة لألمانيا عليها".

وقالت مصادر حزبية ان النقاط الشائكة الرئيسية تتعلق بخلافات حول الرعاية الصحية وسياسة التوظيف والانفاق الحكومى.

وتتولى ميركل منصب المستشارة منذ أكثر من 12 عاما، وتعلق آمالها على تكرار ائتلاف حكومى مع الحزب الاشتراكى الديموقراطى بعد انتخابات غير حاسمة فى سبتمبر الماضى لم تحصل فيها على الغالبية.

لكن المعلقين وصفوا ذلك "بائتلاف الخاسرين" وذلك بعد أن سجل الحزبان أسوأ نتائج لهما فى الانتخابات فى عقود فيما فاز حزب "البديل من اجل المانيا" اليمينى القومى بنحو 13% من الأصوات، وسعت ميركل أولا لتشكيل ائتلاف مع الخضر والليبراليين لكن تلك المساعى فشلت فى نوفمبر.

وفى مواجهة احتمال الدعوة لانتخابات مبكرة يمكن ان تعزز حزب البديل من اجل ألمانيا أو احتمال التوجه نحو حكومة أقلية غير مستقرة، اختارت ميركل التقرب من الإشتراكى الديمقراطى مجددا شريكها الحكومى الاصغر فى اثنتين من ولاياتها الثلاث منذ 2005.

وحتى إذا انتهى الطرفان الى توقيع اتفاق ائتلاف يحدد سياسات الحكومة المقبلة، إلا أن ذلك لا يضمن حكومة تقودها ميركل.

ووعد شولتز بطرح أى اتفاق حول ائتلاف حكومى فى استفتاء بين اعضاء الحزب البالغ عددهم 440 الفا. ويتوقع المراقبون ان تكون نتيجة التصويت متقاربة وسط معارضة شرسة من جناحى اليسار والشباب للحزب.

ويتوقع صدور نتيجة الاستفتاء لدى الاشتراكى الديموقراطى مطلع مارس. وإذا سارت الامور على ما يرام بالنسبة لميركل يمكن التوصل لحكومة جديدة بنهاية الشهر المقبل، لكن مساعى ميركل التى غالبا ما وصفت بأقوى نساء أوروبا لتشكيل حكومة، أضرت بمكانتها السياسية فى الداخل والخارج.

فشركاء المانيا الاوروبيون بشكل خاص، متحمسون لإنهاء الأزمة فى برلين والتى تعطل اتخاذ القرارات فى وقت يسعى الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون بالدفع نحو اصلاحات كبيرة للاتحاد الأوروبى.

ورغم انفتاح ميركل والحزب الاشتراكى الديمقراطى على الخطط الفرنسية لاندماج اعمق فى منطقة اليورو، إلا ان ان الاشتراكيين الديموقراطيين اكثر حماسة حيال بعض من مقترحات ماكرون الطموحة مثل ميزانية مشتركة لمنطقة اليورو ووزير للمالية، وقال شولتز الاثنين ان شركاء الائتلاف المرتقبين انهوا بنجاح الفصل الأوروبى للمحادثات.

وفيما لا تزال التفاصيل غير واضحة، قال رئيس البرلمان الأوروبى السابق انه تم الاتفاق على زيادة الاستثمار فى منطقة اليورو ودعم ميزانية استثمار لمنطقة اليورو وانهاء "املاءات التقشف".

لكنهما لا يزالان على خلاف بشأن مطالب الحزب الاشتراكى الديموقراطى منع عقود العمل ذات المهل المحددة وإصلاح نظام الرعاية الصحية غير المتوازن، وقالت مصادر حزب لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) ان الطرفين على خلاف ايضا بشأن تعزيز نفقات الدفاع.

وفيما يريد المحافظون زيادة تلك النفقات لتقترب من أهداف حلف شمال الأطلسى كما يطالب الرئيس دونالد ترامب، يبدى الحزب الاشتراكى الديموقراطى تشككا. وقالت ميركل الثلاثاء إن "الثقة الدولية" بألمانيا معرضة للخطر فى المفاوضات، وأظهر استطلاع جديد اجرته صحيفة بيلد ان الخلافات المستمرة أضرت بكل من الحزبين الكبيرين.

فقد تراجع التأييد للحزب المسيحى الديمقراطى وحليفه البافارى من 33 الى 30,5%  فيما تراجع الإشتراكى الديموقراطى الذى سجل أكبر انتكاسة له فى سبتمبر من 20% الى 17% اى دون غالبية مشتركة، ومن جهته بلغت نسبة التأييد لحزب البديل لألمانيا مستوى قياسيا عند 15% .

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة