من السهل أن نكتب عبارة على صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك وتويتر"، لتنتشر بسرعة البرق أو كالنار فى الهشيم، لكن هناك عبارات قد تؤدى إلى زعزعة النسيج الوطنى داخل المجتمع، وعلينا أن نتحرى الدقة فيما يكتب وخصوصًا إذا تعلق الأمر بالوحدة الوطنية.
ومؤخرا آثار ما نشره الكاتب الكبير الدكتور عماد جاد كثيرًا من اللغط عندما نشر على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، غلاف كتاب تحت عنوان "نطلب الرد من الفاتيكان القصة الحقيقية لخدعة صلب المسيح" قائلاً : دا كتاب يباع فى معرض الكتاب ، إهداء إلى الذين يتحدثون عن المواطنة واحترام المقدسات والمعتقدات ، وبلاغ لمن يلاحقون الكتاب والمبدعين والفنانين بتهمة ازدراء الأديان، وسؤال هل يمثل هذا الكتاب ازدراء لجوهر إيمان المسيحيين فى مصر وكافة أنحاء العالم أم لا؟، فهذه العبارة أغضبت المسلمين قبل المسيحيون إخوتنا وشركاؤنا فى الوطن.
ليس عيبًا أن يغار الإنسان على دينه ، لكن قبل الغيرة علينا تحرى الدقة بشكل دقيق للسبب الذى ذكرته فى الفقرة السابقة وهو الحفاظ على الوحدة الوطنية ، فلماذا لم يتحرَ عماد جاد من دقة معلومته التى قد يكون اعتمد عليها من نفس المصدر الذى نشرها عليها " فيس بوك " أو من شخص آخر أراد الوقيعة وإثارة الضجة فى مصر ، وإشعال فتنة بين أشقاء الوطن.
ما نشره الدكتور عماد جاد حول وجود الكتاب فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 49، قد ينساق خلفه عدد كبير من رواد المواقع التواصل الاجتماعى ، خصوصًا أنه كتب من خلال شخص مثقف ومفكر وسياسى ، له مصداقية لدى جمهور عريض فى الوطن ، ولهذا قد ينساق وراء كلامه جمهور عريض من المتشددين دون وعى، ليشعلوا فتنة داخل مجتمع يتعايش فيه المسلم والمسيحى كنسيج واحد لا يفرق بينهما أحد، مهما كانت قوته .
وسألنا أنفسنا ما حقيقة هذا الكتاب ؟ ، وبعد تقصى الحقيقة اتضح أن الكتاب صادر عن دار غير معروفة بعنوان "اكتشاف" بمحافظة المنوفية ، وغير مسجلة داخل اتحاد الناشرين المصريين ولا توجد فى معرض القاهرة الدولى للكتاب من الأساس ، وهذه الدار نشرت الغلاف على صفحتها فى 12 يناير 2011.
كما أنه لم يعثر على الكتاب على الإطلاق ولم يعرض من الأساس، كما أن مؤلفه غير معروف على الإطلاق، كما أكد الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذى أعطى تعليماته بالبحث عن الكتاب فى كل دار بالمعرض، من قبل موظفى الهيئة و500 من المتطوعين، إضافة إلى جميع المتطوعين بالمعرض، مشيرًا إلى أننا نبحث عن فراغ، والكتاب لا وجود له بالمعرض وأن ما نشر لا يمثل إلا وهما.
وقبل انطلاق معرض القاهرة الدولى للكتاب أصدر الدكتور هيثم الحاج على، قرارا بعدم عرض أى كتاب يتناول أفكارا هدامة تسىء للمجتمع وتهدم عقائده وثقافته، واتخاذ جميع الإجراءات ضد دور النشر المخالفة من قبل الرقابة على المصنفات، التى تعمل ليل نهار لمحاربة الفكر المتطرف وتدعو للإرهاب، ومصادرته كل ما يخالف وحدة الوطن، ومعاقبة دور النشر وعدم مشاركتها بأى دورة من دورات المعرض.
وهنا نسأل من أين حصل الدكتور عماد جاد على معلوماته كى ينشر ذلك البوست على صفحته دون قراءة للعواقب ، فقبل الحديث عن الأديان يجب أن ندقق فى كل حرف حتى لا نأذى مشاعر المواطن المصرى سواء المسلم أو المسيحى ، وهنا وجب على عماد جاد أن يوضح من أين حصل على معلوماته ؟ وهل يملك الدكتور عماد جاد نسخة من الكتاب؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة