المرض النفسى بكل أنواعه يكون غريبا فى بدايته، وقد يفسره البعض على أنه حالة من المس، لأنه يكون مختلفا عن طبيعة الشخص، ولأن كل ما لا يعرفه الإنسان ولا يجد له تفسيرا ينسبه للأمور الخارقة عن الطبيعة، ولعل الوسواس القهرى من أكثر هذه الأمراض التى يتخيل الشخص فيها أنه ليس مريضا نفسيا ولكن ممسوس، هذا ما أكده الدكتور هشام رامى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس.
قال الدكتور هشام رامى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الوسواس القهرى بصفة خاصة يتوهم مريضه أنه ممسوس من الجن ويلجأ للمشايخ والدجالين، لأنه يكون فى كامل وعيه عندما تلح عليه فكرة معينة، مضيفا أنه حتى مع البحث وراء اسم الحالة التى يعانى منها سيجد أن اسمها "الوسواس القهرى" وهو اسم عربى للمرض لا يصفه بدقة لأن الوسوسة تعنى فى المخزون الثقافى أنها شىء من الشيطان، وبالتالى يكون الذهاب للمشايخ والدجالين.
وأضاف رامى، أن الوسواس القهرى يكون عبارة عن أفكار تتكرر على غير إرادة الشخص وتكون ليس لها معنى أو فائدة وكذلك غير منطقية فى كثير من الأحيان، ولكنها تستهلك ساعات مستمرة من التفكير ولا يمكن للشخص أن يوقفها، وكثيرا ما تأتى عكس طبيعة الإنسان وفى أكثر شىء ارتباطا به، مثل الوسواس فى الدين وهو ما يقوى فكرة المس لديه ويصاب بحالة من الفزع.
وأوضح أستاذ الطب النفسى، أن الشخص المصاب بالوسواس القهرى يواجه صراع داخلى يجعله أكثر عرضة للاكتئاب، لأنه يستهلك جهازه العصبى، مضيفا أن الوسواس القهرى نوعان فهو إما فكرى يعانى فيه الشخص من تدفق الأفكار التى يرفضها، إما سلوكى تجعله الفكرة يقوم بفعل ما حتى يقلل من ضغطها عليه، مثل غسل اليدين بتكرار ولكل منها طرق علاج دوائية ونفسية ناجحة.
