أحمد إبراهيم الشريف

شارع طومان باى.. سليم الأول سابقا

الخميس، 08 فبراير 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتبدل الأشياء وتتغير طوال الوقت، لذا فإن تغيير اسم شارع واستبداله باسم آخر ليس أمرًا خطيرا، لكن الخطير هو الكلام الكثير حول أسباب التغيير ووجوبه، وهنا أتحدث عن شارع سليم الأول فى منطقة الزيتون بالقاهرة.
 
فى قرار يحق لى أن أصفه بالمفاجئ، قررت محافظة القاهرة تغيير اسم أكبر شارع فى منطقة الزيتون، والذى يحمل اسم شارع سليم الأول، وذلك بعدما طالب الدكتور محمد صبرى الدالى، أستاذ التاريخ فى جامعة حلوان، لأن سليم الأول كان رجلا دمويا كما أنه مستعمر لمصر، أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية، إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها وإعدم آخر سلطان مملوكى «طومان باى»، وبناء عليه قرر حى الزيتون عقد مؤتمر جماهيرى يشارك فيه أهالى الشارع واللجنة المختصة بالتسمية، لاختيار اسم جديد لشارع سليم الأول على أن يكون مناسبا لمكانة الشارع نظرا لأنه أكبر شوارع المنطقة.
 
بالطبع كل الصفات التى قال بها الدكتور الدالى، فى حق سليم الأول حقيقية، ويمكن للمؤرخين والباحثين فى هذا الشأن أن يزيدوا عليها، لكن لدىّ نقطتين مهمتين، من وجهة نظرى، النقطة الأولى أن الكثير من الشوارع ليس فى مصر وحدها، بل أعتقد أنه فى العالم، تحمل أسماء شخصيات ارتبطت بتاريخها ليست جميعها شخصيات إيجابية، لكنه قد يكون لها أثر فى المكان، أو أنشأ شيئا ما فى هذه المنطقة.
 
أما النقطة الثانية فهى أننى أتمنى أن يبدأ اللقاء المجتمعى لتغيير اسم الشارع بسؤال الناس من هو سليم الأول؟ وما الذى يعرفونه عنه؟ ولماذا يظنون أن الشارع سمى بهذا الاسم؟ وأعتقد أن معظم الناس لن تعرف من هو سليم الأول أصلا؟ وأنا هنا لا أتهمهم بالجهل ولا أقلل منهم، لكن ما أريد قوله إن الأماكن تكتسب دلالتها عبر الزمن من أحداثها التى وقعت فيها، ومن الناس الذين يعيشون بها.
من حق الدكتور الدالى أن يفكر فى ذلك لأنه باحث تاريخ يؤرقه جدا مثل هذه الاختيارات، لكن الأمر بعد مرور هذه السنوات لم يعد يحتفظ بزخمه القديم، فشارع سليم الأول هو مجرد شارع يحمل اسما، صارت له صفات خاصة به وطبيعة اجتماعية تكونت من خلال سكانه وليس من خلال اسمه، ومع ذلك مع أننى لست من سكان شارع سليم الأول، لكن لو أتيحت لى المشاركة فى اللقاء المجتمعى فإننى سوف اختار اسم «طومان باى» نكاية فى سليم الأول.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة