لممت شتات أفكارها وذهبت إليه فى مكتبه وبعثرتها بين أوراقه المرتبة بعناية.. رفع عينيه ونظر فى عينيها بقسوة لا مثيل لها
حمل كل كلمات النقد والازدراء بين شفتيه وقذفها فى وجهها
لكنها لم تترك له الفرصة هذه المرة للإهانة..
قالت وبملء فمها
طلقنى..
أكرهك..
وأكره حتى دموعى التى تتساقط من عينى على كل سنوات الإهانة
زم أسنانه بعنف وطقطقت ضروسه فأوجعته وبدأت قواه تنهار.. تتساقط..
تتهاوى أمام إصرارها على الرحيل
ونزعها لحبه من شرايينها الميتة
اليوم سأغتسل غسل الموتى وهم راحلون يزفون إلى دنيا الآخرة..
سأتطهر من كل ذنوبى وأرتعش رعشة الشبق؟!
متعة فى الانتصار على نفسى.. وعلى حياتى المظلمة..
أجبرته على الطلاق فى مكتبه وأمام العالمين
ولم تتحرك جفونها أمام عرقه الذى أغرق كل ملابسه فاليوم هو يوم هزيمته أمام كل الذين عملوا معه..
اليوم تفتح كتاب حياتهما سويا
كل تاريخه النجس تقرأ وتقرأ كل أفعاله على الملأ
لن تهتز طبقة واحدة من طبقات جلدها الناعم الذى طالما فرمته يديه وهو يمارس رجولته الواهية!!
فى كل مرة يضربها يمزق جسر من جسور محبتها له
يمحو سطر من سطور قصتهما معا..
بالأمس مسح السطر الأخير من سطور حبها فطمست حروف اسمه من قلبها ولم تعد تتذكر أى شىء!!
كأنه لم يكن؟!
اليوم جاءت بعد أيام طويلة قضتها فى تنفيذ خطتها كيف تنال منه وتنهى القصة التى لم يعد لها مكان فى حياتها
هو يخشى من الناس أكثر مما يخشى من الله..
ياالله!!
إذن فلتكن الفضيحة وفى مقر عمله وأهم مكان يعشقه..
دخلت عليه المكتب وفى كامل هيئتها ورفعت صوتها بطلب الطلاق فتجمع الموظفون حول مكتبه الذى فتحته على مصراعيه
وبدأت تسرد وتحكى بحرقه والدموع الساخنة تغرق تفاصيل وجهها حتى أن ملامحها ذابت مع دموعها..
وأمام انهياره الذى حاول أن يداريه..
حاول تكميم فمها بيديه المرتعشتين.. فلم يقو؟
استمات فى طرد الموظفين من مكتبه فلم يستطع؟؟!!
نادت بعلو صوتها يا شيخ «على» تعالى لكى تنهى المهزلة
كان بحوزتها المأذون جاهز بشهوده العدول..
حاول أن يقاوم فسلطت نظراتها الحاسمة إليه فلم يفق!!
ألا وقد كتب فى خانة الزوج اسمه ورأى اسمها وقد ملأته السعادة يتراقص على دفتر المأذون وقتها أدرك أن كل شىء انتهى
وأنها لم تعد زوجته
لم تعد شريكة حياته
عبير لن يشم رائحة عبيرها ولن تكن بعد ذلك اليوم من ممتلكاته
لقد طار العصفور بلا رجعة..
استعاد العصفور حريته أخيرا.. يرفرف بجناحية فرحا وشوقا للانطلاق والحرية التى طال انتظارها..
تمتم ذلك الجريح لأول مرة فى حياته بكلمات بائسة.. حاول أن يهاجمها.. يجردها من حقها فى فرحة الانتصار.. لكن شماتة العيون التى اجتمعت لتحتفل معها جعله يتضاءل يختفى فى ذروة الانتصار..
وكأن العيد قد جاء اليوم لتكتب فى أول عهدها مع الحرية كلمات مزينة بالسعادة..
اليوم سأحتفل ولن يعود الحزن والقهر مرة أخرى إلى قلبى....
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة