ونحن نتحدث عن حركة تحديث وتطوير تجرى، وتحركات هائلة لإزالة العشوائيات وإحلال عمارات إنسانية مكانها، وإقامة مجتمعات حديثة، يلفت النظر إلى حالة من الإهمال والكسل والتواطؤ من رؤساء ومجالس الأحياء والمدن، تحول المناطق الطبيعية إلى عشوائيات.
المواطنون فى الكثير من الأحياء بالقاهرة والجيزة والمحافظات يشكون كل لحظة من فوضى الإشغالات وغياب القانون فى الأحياء، الشوارع الرئيسية والفرعية والأرصفة تخضع لسطوة الإشغالات تحت سمع وبصر المحليات، التى تبدو فى كثير من الأحيان كأنها تشجع العدوان وتساعد المعتدين. هذه التفاصيل موجودة ومعروفة للمحافظين وللحكومة، هذا الإهمال لا يقل خطرا عن الإرهاب، ويضيع الكثير من الجهود التى تبذلها الدولة فى البناء وإقامة مجتمعات جديدة.
فى القاهرة هناك أحياء كاملة معطلة عن العمل وتقريبا رؤساء الأحياء ومجالسها خارج الخدمة، ويشكو المواطنون من الغياب التام للسلطات المحلية، فى عين شمس مثلا تغرق الشوارع فى الفوضى، وعدوان علنى على الأرصفة وغياب المرور أو التنظيم، ويتحول شارع رئيسى مثل أحمد عصمت إلى فوضى تختفى معالمه وتسيطر عليه الميكروباصات والتكاتك غير المرخصة. كل محل يحتل الرصيف ويمنع المواطنين من المرور، يتوسع ليغلق الرصيف بالجنازير، والبعض ينتزع الشارع ليغلقه ويحوله إلى جراج خاص مانعا المارة من حقهم فى الشارع.
ما يجرى فى عين شمس يتكرر فى المطرية والمعادى وحدائق المعادى ودار السلام، الإشغالات تغلق الشوارع الرئيسية والفرعية وتصادر الأرصفة، مواقف عشوائية تسد المنافذ وتجعل الدخول والخروج مغامرة غير مأمونة العواقب. على سبيل المثال فإن الشارع الرئيسى فى دار السلام وهو شارع الفيوم على الرغم من اتساعه يختفى خلف العشوائية والعدوان والإشغالات والمرور العشوائى للميكروباص والنتيجة شلل تام فى الشارع يجعل الشارع طوال الوقت مسدودا، وقبل أعوام عندما تحركت الحكومة ومجلس الوزراء وتم تطبيق القانون وفرض غرامات وإزالة الإشغالات تغير الوضع وساد النظام قبل أن يعود لحال أسوأ ويغرق فى الفوضى والعشوائية.
والتوك توك أصبح من علامات الفوضى يفرض سطوته ويغلق الشوارع ويحاصر محطات المترو ويفرض فوضاه وبلطجته، وأغلبها غير مرخص تقوده كائنات عدوانية، وإذا كان التوك توك شرا لابد منه فلماذا لا يخضع للترخيص والرقابة ويمنع من السير فى الشوارع الرئيسية.
غالبا تتركز حملات الأحياء لإزالة الإشغالات على الشوارع الرئيسية، ويكاد المواطنون لا يعرفون شيئا عن رؤساء الأحياء ولا يجدون من يشكون إليه، ولا أحد يعرف ما هى وظيفة رئيس الحى والسلطة التى يفترض أن تتدخل لإجبار هؤلاء التنابلة على القيام بدورهم الطبيعى الذى يتقاضون عليه رواتب.
وهل يمكن للسيد محافظ القاهرة أو مجلس المحافظين أن يعيدوا النظر فى رؤساء الأحياء الذين تحولوا من أدوات تسهيل إلى أدوات تعطيل وتواطؤ يسهمون فى زيادة العشوائيات، والمساهمة الخلاقة فى زيادة المخالفات باعتبارها الدجاجة التى تبيض ذهبا وفضة وتساعد فى زيادة دخول صناع الفوضى.
ما يجرى فى أحياء القاهرة يشير إلى وجود رغبة لدى المحليات فى مضاعفة المخالفات وإلغاء الرقابة لأغراض فى أنفسهم، لكن ربما على الحكومة أن تنتبه إلى خطر الإدارات الفاسدة والمهملة للأحياء، والتى تضيع أى جهود للتنمية. وتمنع التطور وتساعد على الفوضى.