رصد "اليوم السابع" خلال جولته داخل مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير "تونك" تم اكتشافه داخل مقبرة الملك الفرعونى الصغير توت عنخ آمون، وخلال حديثنا مع مدير عام شئون الترميم بالمتحف المصرى الكبير كشف لنا عن مفاجأة خلال أعمال توثيق والدراسة.
وقال الدكتور أسامة أبو الخير مدير عام شئون الترميم بالمتحف المصرى الكبير "التونك" هو رداء يرتديه الملك، يحتوى على فتحة للرأس والذراعين، وحالة "التونك" كانت رثة جدًا، لدرجة أن العناصر الزخرفية غير واضحة، وعندما دخل مركز المعامل بالمتحف الكبير بدأت عملية الفرد للتونك، لنبحث كيفية تجميع هذه القطع مع بعضها، حتى يظهر شكل التونك الأصلى الذى عثر عليه داخل المقبرة.
وأضاف مدير عام شئون الترميم بالمتحف المصرى الكبير، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال عملية التجميع لإيضاح الشكل النهائى للقطعة، عثر المرممون على شىء غريب، وهو أن "التونك" به خرطوش لا يحمل اسم الملك "توت عنخ آمون"، والآن تجرى الدراسة حول الاسم المدون على الخرطوش، وذلك بعد إجراء عملية التجميع، لأنه لا تزال هناك أجزاء يتم تجميعها بأحدث الطرق العلمية.
ولفت الدكتور أسامة أبو الخير إلى أنه خلال الدراسة الأولوية نجد أن "التونك" من الممكن أن يكون من الموروثات الخاصة بالملك توت عنخ آمون، أى من الممكن أن يكون خاصا بأبيه أو أخيه، حيث إن الدلالة أو الحروف المدونة فى الخرطوش لا تدل على أنه خاص بتوت عنخ آمون.
وقال نجم الدين مرشدى أخصائى ترميم النسيج بالمتحف المصرى الكبير إن أعمال التجميع لـ"التونك" الذى عثر عليه فى مقبرة الملك توت عنخ آمون حتى الآن سنة، حيث إننا استلمنا القطعة فى 2014، وبدأنا فى توثيق الوحدات الأثرية الخاصة به وتحديد مقاسات كل وحدة، حتى نستطيع معرفة عرض وطول التونك.
وأضاف نجم الدين المرشدى كما تم بعد ذلك البحث فى طرق الترميم المناسبة للقطعة، ومن خلال الدراسة اتضح أن هذه القطعة تم ترميمها داخل المقبرة بواسطة "لوكس وماس" المرممين المكتشفين للمقبرة، وكان لدينا تحدٍ لكيفية ترميم قطعة تم ترميمها فى السابق، وكان يجب أن نحدد المادة التى تحدث إذابة للمادة اللاصقة التى استخدمها من قبل وفى نفس الوقت تحدث حالة من الليونة، وحددنا المادة المستخدمة "السليلويت الاستون"، ولذلك بدأنا فى استخدام الاستول مع الماء لذوبان المادة اللاصقة، وبعد ذلك وضعنا القطعة على ورق خاص وهو من الحرير الطبيعى مطبق عليه مادة لاصقة وعن طريق ضغط بسيط يتم لصق القطعة على الحامل وفى نفس الوقت إذا أردنا إزالة الحامل يتم بمنتهى السهولة.
وتابع نجم الدين المرشدى بدأنا فى الرسم التخيلى لشكل التونك، وتحديد الصيغات الموجودة على التونك ومعرفة أنواعها، حيث يحتوى الرداء على أكثر من صبغة تم استخدامها للتونك، إضافة لدراسة التحولات التى حدثت للزى والبيئة المحيطة للقطعة ومدى تأثرها على الصبغات التى حولتها للألوان مختلفة، وكل هذا يفيدنا فى أعمال الترميم.
وأوضح نجم الدين المرشدى أن لحظة عرض "التونك المكتشف بمقبرة الملك توت عنخ آمون، ستكون المرة الأولى التى سيعرض فيها التونك أمام الزائرين منذ اكتشاف المقبرة عام 1922، ونعمل على خروج القطعة بالشكل المناسب، حيث إن كارتر خلال اكتشافة للمقبرة كان يتعمال مع النسيج على أنه من الدرجة الثالثة، حيث لا يوجد لدى المرممين الذين كانوا موجودين معه خلال اكتشاف المقرة الخبرة للتعامل مع النسيج، وأوصى كارتر فى كتاباته أن يهتم المصريون بترميم النسيج لأنه سيضيف لتاريخ النسيج عند المصرى القديم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة