عبد الفتاح عبد المنعم

لماذا تصمت الولايات المتحدة الأمريكية على البلطجة «الإسرائيلية» فى فلسطين؟

السبت، 10 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، فتحت عنوان «لعبة الديمقراطية.. أمريكا نموذجا» كتبت الدكتورة «نهى قاطرجى» دراسة عن لعب أمريكا فى عقول شعوب العالم كله، ومن بينهم العالم العربى، تقول الدراسة.
 
هذا على الصعيد العنف المبارك الداخلى أما على الصعيد العنف الخارجى، فمن أنواعه المباركة العنف الذى يمارسه اليهود داخل فلسطين المحتلة الذى تحميه أمريكا باستمرار عبر منع أى عقاب يمكن أن يطاله من مجلس الأمن، أو بالسماح له بامتلاك أسلحة الدمار الشامل الممنوعة عن غيره من الدول، خاصة العربية منها.
 
أخيراً، كثير من المسلمين يتساءلون عن موقف الإسلام من الديمقراطية التى تعنى حكم الشعب نفسه بنفسه، خاصة أنه يمكن لهذه الديمقراطية إذا طبقت، أن تمنح المواطن حرية التعبير والرأى والانتخاب وغير ذلك، ثم ألا يمكن لهذا الأمر إذا طبق أن يؤدى إلى الخلاص من النظم الاستبدادية المنتشرة فى كثير من الدول؟
من المفيد قبل الإجابة عن هذا التأكد من كون تلك الدول التى نحاول تقليدها تطبق الديمقراطية فعلاً، وأن سجونها خالية من المظلومين، وأن ناخبيها يستخدمون إرادتهم الحرة دون ترغيب أو ترهيب، وأخيراً التأكد بأن الحرية التى حصلوا عليها هى حرية فى التبديل والتغيير وصنع القرار وليس فقط حرية فى الكلام والتظاهر.
 
تسعى هذه الدراسة إلى تحديد مصالح الولايات المتّحدة وأهدافها فى المنطقة العربيّة من خلال العمل على الإجابة عن سؤالين رئيسين: الأوّل، ما هو الاختلاف بين إدارة أوباما وسابقاتها فى ضوء وعودها بالتغيير، خاصةً بعد التحوّلات المأساوية التى تعصف بالمنطقة العربيّة حاليًّا؟ والثانى، إلى أىّ مدى تعكس استراتيجية هذه الإدارة، دبلوماسيتها العامّة بشأن الديمقراطية والحرّية والعدالة فى المنطقة؟ «لا تتطرّق الدراسة إلى الموقف السياسى الكامن وراء السياسات، بما فيها دور مجموعات الضغط»، تبيّن الدراسة كيف رفع أوباما سقف التوقّعات عندما لم تقتصر وعوده على تغيير سياسة الولايات المتحدة الخارجية فحسب، وإنما شملت وضع حدٍّ للعقلية التى دفعت بواشنطن إلى الحرب. فعلى الرغم من اختلاف الأسلوب والمنهج لدى إدارة أوباما عن سلفه بوش الابن، إلا أنّ الأهداف الكلّية والاستراتيجيات الإقليمية للإدارة الجديدة بقيت منسجمة مع المبادئ الأمريكيّة التقليدية فى المنطقة التى تتلخّص فى ثلاث مصالح رئيسة: أولوية ضمان حرّية الوصول إلى مصادر الطاقة فى المنطقة، والحفاظ على تفوّق الولايات المتّحدة على جميع القوى الدولية والعالمية، واحتواء جميع قوى الممانعة العربيّة لضمان سيطرة الأجندة الاستراتيجية الأمريكيّة فى المنطقة العربيّة، ومن بينها ضمان أمن إسرائيل.
 
فى مطلع ولايته الأولى، تعارضت سياسة أوباما مع توجّهات سلفه الجيوستراتيجية بشدّة، ولاسيّما تلك المتعلّقة بنشر القوّات البرّية واستخدام القوّة النارية فى الشرق الأوسط الكبير لفرض التحوّل فى العالم العربى بالإكراه والاحتلال المباشر.
 
رحّبت شعوب المنطقة وحكوماتها إضافةً إلى العالم قاطبةً، باستثناء إسرائيل، بوعود التغيير فى مجال السياسة الخارجية والقطيعة النهائية مع عقيدة بوش القاضية بتفرّد الولايات المتّحدة، فى الوقت الذى تستطيع فيه العمل مع أطرافٍ متعدّدة، ولم يكن العرب استثناءً، إذ كان الكثير منهم توّاقًا لرؤية نهاية عهد بوش ومعجبًا بمسيرة باراك أوباما، الرجل الأسود الذى ارتقى اجتماعيًّا، حتّى أصبح رئيسًا للقوّة العظمى الوحيدة فى العالم، بعد أن كان ناشطًا منظّمًا للمجتمعات المحلّية الفقيرة.
 
أمّا خُطب الرئيس أوباما الثلاث الرئيسة الموجّهة إلى العالمين العربىّ والإسلامىّ التى ألقاها خلال سنته الرئاسية الأولى، فقد رأت فيها واشنطن وعواصم أخرى تحوّلًا عن عهد بوش، وتأكيدًا على استعداد الإدارة الأمريكيّة الجديدة لفتح صفحةٍ جديدةٍ مع العالمين العربىّ والإسلامىّ قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة. بيد أنّ هذه الكلمات البرّاقة لم تترافق مع أىّ فعلٍ ملموسٍ أو محدّد. ففى الوقت الذى عُرف فيه بوش بتعثّراته السياسية الكبرى، افتقر الرئيس أوباما عند تسلّمه مهامّه، إلى أىّ سياسة محدّدة، ولم يكن يملك الوضوح المطلوب للتعبير عنها.
 
فى نهاية عام 2010، بدا العالم العربىّ مفتقرًا للقيادة، غارقًا أبدًا فى الركود والاستقطاب والاضطهاد. وواصل المستبدّون العرب تسابقهم سعيًا لاسترضاء الولايات المتّحدة التى احتوتهم ضمن نظامها الإقليمى الفوضوى. وأغفلت واشنطن تمامًا التغيّرات التى هزّت المنطقة تمامًا، نظرًا لتعاملها الطويل مع المنطقة من منظور النفط وإسرائيل و«الحرب على الإرهاب»، لكن ذلك لم يمنع إدارة أوباما من أن تدَّعى بوقاحةٍ فى البداية، أنّ الفضل فى انطلاق الثورات العربيّة السلميّة إنّما يعود إليها؛ بل سرّبت إلى الجسم الإعلامى فى واشنطن لدى اندلاع الانتفاضات، أنها منهمكةٌ فى وضع اللمسات الأخيرة على الأجندة الرسمية للديمقراطية للعالم العربىّ. ونسب العديد من الخبراء النافذين «استراتيجية أوباما فى عدم التدخّل وخطاباته «الملهمة» إلى نهوض الحركات الديمقراطية الشبابية. «يتبع».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة