منذ أن أعتلى "تنظيم الحمدين" الحكم فى قطر عام 1995 ، وحتى تولى ابنه تميم الحكم خلفا له عام 2013، وتسخدم الإمارة المتهمة بدعم وتمويل الإرهاب فى المنطقة، عدة وسائل لهذا الغرض يأتى على رأسه "الجمعيات الخيرية" التى تدخل الدول الفقيرة تحت ستار تقديم "المساعدات الإنسانية" من أجل تجنيد مسلحيين جدد للانخراط فى الجماعات الإرهابية التى تعمل لصالحها.
وتعد مؤسسة "قطر الخيرية" أبرز تلك الجمعيات القطرية التى تخدم الأجندة القطرية لدعم وتدريب المسلحين فى المنطقة، خاصة فى سوريا، فمنذ نشأتها والشكوك تحوم حول طبيعة نشاطاتها، حتى صدور الإعلان الرباعى للسعودية ومصر والإمارات والبحرين، وفضحها وإدراجها فى قوائم الإرهاب، ليتكشف دورها الداعم للإرهاب والمناقض فى الوقت نفسه لما تعلنه من أهداف إنسانية.
وخلال الفترة الأخيرة كشفت عدة تقارير غربية عن جرائم جديدة ترتكبها المؤسسة القطرية التى تنشط بشكل واسع على الأراضى السورية، فقد ذكر موقع "دوروز" الإخبارى الفرنسي، المتخصص فى التحقيقات الاستقصائية أن "قطر الخيرية" متورطة فى فضيحة مدوية فى سوريا، حيث تعمل على ابتزاز السوريات اللاتى فقدن ذويهم خلال المعارك الدائرة هناك مقابل توزيع المعونات عليهن، مستغلة وقوع بعضهن تحت طائلة الفقر.
وقال التقرير الفرنسى الذى نشرته عدة مواقع وصحف خليجية، إن النساء اللائى فى غاية الفقر فى مخيمات اللاجئين فى سوريا أُجبرن على الاستسلام لتلك الابتزازات القطرية مقابل الحصول على معونة المؤسسات القطرية وعلى رأسها "قطر الخيرية".
وأوضح التقرير أن تلك المؤسسة التى مولت التنظيمات الإرهابية فى سوريا مثل "جبهة النصرة"، وفى تونس وعدة دول عربية أخرى، تستغل النساء مقابل الحصول على المعونات الإنسانية.
ابتزاز جنسى
وأشار الموقع الفرنسى إلى وقائع رصدتها صحيفة "ذا صن" البريطانية، فى عددها يوم 27 فبراير الماضي، منها أن القائمين على العمل الخيرى بالمؤسسات الإنسانية، تحرشوا ومارسوا عملية ابتزاز جنسى للسيدات والفتيات فى معظم البلاد التى دمرتها الحروب الأهلية، مستغلين ضعفهن فى المحاولة للحصول على الغذاء والمعونات الإنسانية.
كما نشر الموقع تقرير تحت عنوان "صوت سوريا عام 2018"، الذى يكشف عن أن توزيع المساعدات الإنسانية فى سوريا لتلك المؤسسات غالبا يكون فى المناطق التى تكون غالبيتها من النساء والفتيات اللائى بدون عائل، مثل الأرامل والمطلقات، فضلاً عن النساء اللاجئات، وهنَّ الأكثر عرضة للاستغلال الجنسى.
ولحفظ ماء الوجه، أعلنت مؤسسة "قطر الخيرية" نهاية الأسبوع الماضى خلال تقرير رسمى لها أنها تقدم المساعدات لـ 16 مليون شخص فى سوريا، ولفت الموقع إلى أن المؤسسة تحاول تحسين صورتها على الرغم من تلك الفضيحة.
دعم الإرهاب بشمال إفريقيا
وتقدم " قطر الخيرية" نفسها على أنها منظمة تعمل على خدمة وتنمية الفقراء فى الدول الفقيرة وتقديم المساعدة إلى الفئات الضعيفة من السكان، ولكن فى الواقع، هى منظمة تستخدم هذه الأنشطة كغطاء لأغراض إرهابية.
وتابع التقرير الفرنسى، أن هذه المنظمة تتجاهل القانون الدولي، وتدمر الإنسانية، تحت ستار المساعدات الإنسانية، وبدأت فى خدمة مجموعات من المرتزقة الإرهابيين الذين يعملون فى المنطقة المحررة بسوريا منذ 7 سنوات على الأقل.
وفى السياق نفسه، قالت مصادر خليجية، إن هذه المنظمة المدعية بالإنسانية فى قطر، جزء من الجهاز السياسى لتنظيم "الإخوان" الإرهابي، فى سوريا الذى يلعب بالمساعدات الإنسانية، بهدف التغلغل وسط السكان وتوصيل السلاح والمال للمرتزقة هناك.
وكانت قد أكدت وسائل إعلام فى إيطاليا وإسبانيا أن "قطر الخيرية" عملت على دعم الإرهابيين فى الصومال وليبيا ومالى والنيجر، كما قدمت دعمها للحركات الإرهابية فى تونس ومصر.
نشاطها الإرهابى بجزر القمر
وفى جزر القمر، فإن هذه المنظمة مشتبه بها فى قيامها بأنشطة مشبوهة دفعت الرئيس أزالى عثماني، فى يونيو الماضي، إلى غلق الباب أمام جميع المؤسسات القطرية فى البلاد؛ والتى دخلتها فى أعقاب مؤتمر الدوحة 2011 للتنمية والاستثمار فى جزر القمر.
وفى فرنسا، اُتهِمت "جمعية قطر الخيرية" مرارا وتكرارا بتمويل التنظيمات المتطرفة فى المجتمع المغاربي، وقالت إنها أسهمت فى تمويل مركز إسلامى "النور" فى "مولهاوس" أكبر "مركز إسلامي" فى أوروبا، كما أن هذه المؤسسة أداة لغسل أموال الإرهاب فى الدوحة وأنقرة.
أنشطة "غيث" المشبوهة
وقد أكدت تقارير غربية سابقة أن "مبادرة غيث" التى أطلقها "تنظيم الحمدين" فى قطر لعبت دورا كبيرا فى قتل آلاف الأبرياء فى مالى واليمن ودول المغرب العربى وشمال سيناء.
وتورطت "قطر الخيرية" بمبادرتها "غيث العالمية" التى خرجت للعالم بهوية العمل على تنمية المراكز التعليمية والثقافية للوصول إلى خدمة الإسلام والمسلمين فى أوروبا والغرب والدول العربية، كما تقول فى العلن، فى تأجيج الصراعات فى المنطقة ودعم الصراعات بين عدد من الدول العربية المؤثرة مع تنظيمات إرهابية وفصائل مسلحة تدعمها قطر ماليا وسياسيا وإعلاميا ضد عدد من الحكومات العربية.
وبدأت الجمعية القطرية، فى تنفيذ أجندتها بدعم فصائل مسلحة تعمل ضد مصالح الدول العربية، ففى اليمن رتبت بشكل دقيق دخول جماعة "الحوثى" الإرهابية للأراضى السعودية وضرب الاستقرار الحدودى، وكذلك فى مصر وسوريا وليبيا والعراق، وتبنت الجمعية التى يمثلها مرتزقة عرب وأجانب فى دعم التطرف إعلاميا فى قناة "الجزيرة"، وسياسيا من خلال رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم المتورط فى استهداف وحدة الخليج، ودينيا من خلال بوق الفتنة العربية الإرهابى شيخ الإرهاب يوسف القرضاوى الذى يقدم فتاوى القتل والتدمير فى المحيط العربى والإسلامى.
ولم تتوقف هذه المؤسسة الإرهابية عن تنقلها بكل حرية بين العواصم، فقد عقدت تحالفا إرهابيا مع مجموعات تركية لتوفير الدعم المالى لجماعات متشددة إرهابية مثل "لواء التوحيد" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، كما تلزم الجمعية القطرية قيادات "جبهة النصرة" الإرهابية بسوريا بظهور قائدها بشكل حصرى على قناة "الجزيرة" للحديث عن عمليات الميليشيات الإرهابية فى الشام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة