ضربت الأزمات أركان جماعة الإخوان – المدرجة على قوائم الإرهاب من دول الرباعى العربى- وتبين للجميع حجم الفساد والنهب والسرقة داخل التنظيم. إلا أن الأيام الحالية تصاعدت أزمة من نوع آخر داخل التنظيم، ألا وهى اختفاء محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، المختفى منذ فض اعتصام رابعة العدوية، والمشهور بأكثر من اسم منها على سبيل المثال لا الحصر "مستر أكس الإخوان .. والرجل الأخطر داخل التنظيم".. مؤخرًا قيادات كبرى داخل جماعة الإخوان فتحت ملف اختفاء محمود عزت، مؤكدة أنه مات وليس مختفيًا كما يزعم قيادات التنظيم، متسائلة لماذا قياداتهم تصر على أن يبقى الوضع كما هو عليه الآن؟ ولماذا تراوغ وتماطل بشأن "محمود عزت" ولماذا تخفى خبر وفاته على قواعد التنظيم؟
المتحكمون فى الجزء المتبقى من التنظيم ألا وهم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى لجماعة الإخوان ومحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان ومن حولهما، لم يردوا مباشرة على تساؤلات "أين محمود عزت" بل ردوا بطريقة توحى للجميع أن محمود عزت لغزا لم ينجح أحد فى فك طلاسمه، حيث أصدروا رسالة مذيلة بتوقيع "عزت" تتحدث الرسالة عن نصرة القدس، وحملت عنوان "رسالة من القائم بأعمال المرشد: العمل والوحدة طريقنا لتحرير القدس" وتناقلتها المواقع الالكترونية التابعة لهم، بينما تجاهلتها القيادات الشابة داخل التنظيم.
خبر وفاة محمود عزت وتأكيده، كشفه أشرف عبد الغفار القيادى بالجماعة والهارب فى تركيا، قائلا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فى رسالة لمحمود حسين أمين عام تنظيم الإخوان :" صدق حسن البنا حين قال كم منا و ليس فينا و كم فينا و ليس منا، لست انت من تحدد من الإخوان و من غير الإخوان، و تدعى أن مؤسسات الجماعة قائمة والمكاتب الإدارية قائمة ومجلس الشورى هو صاحب القرار فـ"الكذب حرام".
وأضاف "عبد الغفار" فى رسالته لمحمود حسين أمين عام الإخوان: "محمود عزت هو القائم بأعمال المرشد و لا نعلم اين هو؟ أفى عافية أم كرب لا قدر الله أفي مصر أم خارجها أحى أم ميت وتتكلمون باسمه ليل نهار، وأحيانا تنسونه وأحيانا تتذكرونه".
وأشار "عبد الغفار" إلى أن قيادات الجماعة تتعامل باستعلاء وكبرياء، مطالبًا إياهم بالابتعاد تمامًا عن قيادة الجماعة، مضيفًا :" قياداتنا يرفضون النصيحة حتى أثناء الحكم وكانوا يرفضون نصيحة الأخرين سواء كانوا في الحكم من قبلهم او مارسوا السياسة اكثر منهم"مؤكدا تصاعد الأزمات والكوارث داخل جماعة الإخوان".
فى موضع آخر تأكيدا لوفاة محمود عزت، قال أشرف عبد الغفار "للأسف هناك ثنائية ربط فكر الإخوان ومنهج الإخوان بأشخاص أمثال محمود حسين وإبراهيم منير وحوارييهم وكذلك محمود عزت رحمه الله" فى إشارة إلى رحيله.
تفسير المعركة القائمة داخل الإخوان بسبب محمود عزت
بدوره علق طارق البشبيشى القيادى الإخوانى السابق، الباحث فى شئون التيارات الإسلامية، عن "المعركة الداخلية للإخوان بسبب اختفاء محمود عزت" قائلا :" محمود عزت من المرجح أن يكون داخل مصر، أما قصة اختفائه فلكى لا يسبب ظهوره أو الإعلان عن أى خبر بخصوصه استفزاز لأجهزة الأمن المصرية ".
وأضاف: "شخصية محمود عزت تعشق العمل السرى وتجيد التخفى وسلوكه أيام كانت الجماعة موجودة، ويشبه سلوك العصابات السرية ويريد أن يذكر اسمه بعد ذلك فى كتب تاريخ الجماعة على أنه شخص أسطورة استطاع خداع كل مؤسسات الدولة المصرية وفعل الأعاجيب ولم تستطع الدولة بكل أدواتها أن تقبض عليه".
وتابع: "أما ادعاء أشرف عبد الغفار أن محمود عزت قد مات والجماعة تخفى ذلك فيمكن تفسيره على أنه يأتى فى سياق الملاسنة والحرب الإعلامية بين تيار "الكماليون" وتيار القيادة التقليدية المسيطرة، فهو يقول أن محمود عزت مات والجماعة تخشى أن تعلن عن ذلك، ونحن نستبعد أن تخشى الجماعة من الإعلان عن وفاته إن كان الخبر صحيحاً فالجماعة تجيد تحويل قتلاها إلى أبطال وشهداء فلماذا تخشى الإعلان عن موته إن مات حقيقية".
وأشار إلى أن مهمة محمود عزت الآن هى لملمة أشلاء التنظيم بعد أحداث 2013 وهو لا يهتم بحكاية الظهور الإعلامى أو الحديث عنه وعن أخباره حتى لا يؤثر ذلك على المهمة الرئيسية له الآن وهى إنقاذ التنظيم، واصفا "عزت" بالصندوق الأسود للتنظيم".
وأضاف: "محمود عزت ومعه مجموع القطبيين أمثال محمود حسين ورشاد بيومى، فهؤلاء أخطر الشخصيات داخل جماعة الإخوان، وكان خيرت الشاطر بالنسبة لهم هو أداة التنفيذ لقوته ونفوذه المالى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة