لا يمكن أن تمر محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى، رامى الحمد لله، كخبر عادى ضمن نشرات الأخبار فى وكالات الأنباء والقنوات التليفزيونية، خاصة أن الانفجار بات واضحا من أن الهدف الأساسى من ورائه هو تعطيل أى محاولات لإنهاء الأزمة الفلسطينية الفلسطينية، والتوصل لاتفاق تام بين الفصائل يضمن الاستقرار بالقطاع، وعدم الدخول فى أية إشكاليات جديدة.
المعلومات الأولية التى انتشرت أن الانفجار جاء بسبب عبوة تزن 20 كيلوجراما من المواد شديدة الانفجار، وهو ما يعكس قوة الانفجار وحرص الفاعل على إحداث أكبر تدمير لموكب رئيس الوزراء الفلسطينى ومرافقيه، وعلى رأسهم مدير المخابرات الفلسطينية.
هذه الدلالات تعكس بلا شك أن طرفا يقف حائلا أمام أى محاولات لحل القضية الفلسطينية، ويريد عبر هذه المحاولة الفاشلة أن ينقل المفاوضات من منطقة الاجتماعات والاتفاقيات الجادة إلى منطقة الدم، وهى منطقة إن دخلتها الفصائل الفلسطينية فى الوقت الحالى ستنتهى بمزيد من الصراعات والأزمات للشعب الفلسطينى، وستعرقل محاولات تقدم الموقف الفلسطينى سنوات طويلة.
لبنان ليست بعيدة عن قطاع غزة، ولازالت الدولة تعانى من اغتيال رفيق الحريرى بعد انفجار سيارته، ولا يزال الشعب اللبنانى متأثرا بالحادث، وبالتأكيد تأثرت السياسة فى لبنان بهذا الحدث الجلل وترتب عليه ارتباك دائم فى بيروت لم ينته باستقرار إلا فى السنوات القليلة الماضية.
السفير الفلسطينى بالقاهرة دياب اللوح كان ضيفا على صحيفة «اليوم السابع» فى ندوة نظمها الزملاء بالقسم الخارجى، وجرى الحديث خلالها عن توابع محاولة الاغتيال الفاشلة، وتأثيرها على المصلحة الفلسطينية، وقال «بالفم المليان» إن الغرض الأساسى من الانفجار هو تعطيل قطار المصالحة الفلسطينية والجهود المصرية المبذولة، وكان الجواب الواضح لهذه العملية الفاشلة من مصر هو بقاء الوفد الأمنى الموجود بغزة، واستئناف «الحمد الله» عمله الطبيعى فى افتتاح محطة للصرف الصحى شمالى القطاع، وأن المسؤولية تلقى على عاتق الجهة المسؤولة عن أمن قطاع غزة، وأنه لم يتم توجيه أى اتهام لحركة حماس، وإنما المتهم هم الأطراف المتضررة من المصالحة الفلسطينية سواء إقليمية أو داخل فلسطين.
فى التصريح ذكر السفير الفلسطينى أنه قد يكون من بين الجهات التى خططت ونفذت الانفجار أطراف من خارج فلسطين، وأتوقع أن هذا السيناريو هو الأقرب، وقد تكشف التحقيقات الأولية عن دلائل تؤكد ذلك، لأنه بكل وضوح دخول الجانب المصرى وسيط أساسى فى حل القضية الفلسطينية وتسوية النزاع بين الفصائل كان يسبب صداعا لدولة وجهات أجنبية أخرى، كانت تريد وتخطط منذ سنوات أن تحل محل الدولة المصرية فى الملف الفلسطينى.
الأكيد أن محاولة الاغتيال الفاشلة بمثابة جرس إنذار لكل كبير وصغير فى قطاع غزة بأن القضية الفلسطينية مستهدفة بالأساس، ولا سبيل لكل الأطراف والفصائل سوى حل الانشقاقات الداخلية، والتوحد من أجل المواطن الفلسطينى والأرض العربية، والأكيد أيضا أن محاولة الاغتيال الفاشلة ستمثل دفعة لكل قيادات الفصائل للسعى الجاد نحو استقرار حقيقى باتفاقات لا رجعة فيها، ومبادئ لا سبيل أمام الجميع إلا الالتزام بها إذا أردنا حقا حياة طيبة ومستقرة للمواطن الفلسطينى.
حفظ الله أرض فلسطين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة