نادرًا ما يمر نبأ وفاة كاتب أو مفكر، دون أن يثير حالة جدل على مواقع التواصل الاجتماعى، بين فريق يترحم على هذا الكاتب أو المفكر، أيًا كانت جنسيته أو ديانته، وفريق يتجرد من مشاعر الإنسانية، ويرى أنه لا يجوز الترحم عليه، لأن أفكاره كانت تدعو إلى الإلحاد على سبيل المثال.
على مدار يومين، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى، هذه الحالة مجدداً، بعد وفاة عالم الفيزياء البريطانى الشهير ستيفن هوكينج (8 يناير 1942 – 14 مارس 2018)، وما يعنينا فى المقام الأول هنا، هو هذا الفريق الذى راح يتندر ويسخر ممن حزنوا على وفاة العالم الذى لم يعجزه المرض، عن مواصلة رحلته العلمية والفكرية، ليحصل على لقب سفير العلوم الشعبى، لما بذله من مجهود من أجل تقريب العلوم ونتائج أبحاثه إلى الإنسان العادى غير المتخصص فى هذه المجالات.
فى عام 1982، غنى الفنان الكبير محمد منير أغنية "حدوتة مصرية"، لفيلم يحمل نفس الاسم، من إنتاج وإخراج المخرج الكبير يوسف شاهين (25 يناير 1926- 27 يوليو 2008).
تقول كلمات أغنية حدوتة مصرية التى كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور(1941 - 1984)، والتى نختار بعض الفقرات منها:
مين هو صاحب المسألة والمشكلة
والحكاية والقلم
رأيت كل شىء وتعبت على الحقيقة
قابلت فى الطريق
عيون كتير بريئة
اعرف بشر عرفونى
لا ماعرفونيش
قبلونى وقبلتهم
بمد إيدى لك
طب ليه ماتقبلنيش
لا يهمنى اسمك
لا يهمنى عنوانك
لا يهمنى لونك
ولا بلادك
مكانك
يهمنى الإنسان ولو مالوش
عنوان
..
ما نرضاش تدوس البشر بعضها..
دى الحكمة قتلتنى وحيتنى وخلتنى أغوص فى قلب السر.
ربما يتذكر البعض ممن أغضبته هذه التعليقات حول إلحاد ستيفن هوكينج، وعدم الترحم عليه، والحزن على رحيله، ما قاله شاعرنا عبد الرحيم منصور، وتغنى به محمد منير، متذكرًا فى الوقت نفسه، أبرز مقولات سفير العلوم الشعبى، والتى نرصد بعضها هنا، نقلاً عن "BBC"، التى قامت بنقلها وترجمتها إلى العربية:
أشهر مقولات ستيفن هوكينج
"أولا، تذكر أن تنظر إلى النجوم وليس إلى قدميك. ثانيًا، لا تتخل أبداً عن العمل، فالعمل يعطي المعنى والغاية للحياة، وبدونهما الحياة فارغة. ثالثا، إذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لإيجاد الحب تذكر دوما أنه موجود ولا ترميه بعيداً".
مقابلة مع ديان سوير من قناة أى بى سى الأمريكية عام 2010.
"نصيحتى لكل شخص من ذوى الإعاقة هى التركيز على الأشياء التى لا تمنعك إعاقتك من القيام بها بشكل جيد، وعدم التحسر على الأشياء التى تمنعك إعاقتك من تنفيذها، لا تسمح للإعاقة بأن تحل فى روحك كما هى فى جسدك".
مقابلة فى صحيفة نيويورك تايمز عام 2011.
"الحياة ستكون مأساوية إذا لم يكن فيها مساحة للضحك".
مقابلة فى صحيفة نيويورك تايمز عام 2004.
"يجب أن يكون لدى المصاب بمرض عضال الحق فى إنهاء حياته، إذا رغب بذلك، لكنى أعتقد أنه هذا الأمر سيكون خطأً فادحًا. لأنه وعلى الرغم من أن الحياة قد تبدو سيئة، هناك دائمًا شىء يمكنك فعله وتحقيق النجاح فيه، فحيث توجد حياة يوجد أمل".
فى صحيفة بيبول الإلكترونية عام 2006
"لقد عشت مع احتمال الوفاة المبكرة على مدى السنوات الـ 49 الماضية. لست خائفا من الموت، ولست مستعجلا لوقوعه، فما زال لدى الكثير لأفعله".
مقابلة فى صحيفة الجارديان عام 2011.