الـ"Teenager" وهوس النجومية على السوشيال.. حكايات النفسنة والصراع بين البنات على الفولورز.. ندى: البنات بتغير منى.. أية: زمايلى تعمل أى حاجة عشان الفانز.. وخبراء: أعراض الهيستريا تهدد الأجيال الجديدة

الجمعة، 16 مارس 2018 06:00 ص
الـ"Teenager" وهوس النجومية على السوشيال.. حكايات النفسنة والصراع بين البنات على الفولورز.. ندى: البنات بتغير منى.. أية: زمايلى تعمل أى حاجة عشان الفانز.. وخبراء: أعراض الهيستريا تهدد الأجيال الجديدة مواقع التواصل الاجتماعى
كتب تامر إسماعيل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لكل جيل أزماته، كما أن لكل جيل وسائله، وأكثر مايميز جيل مابعد الـ2000 هو ارتباطه الشديد بوسائل التواصل الاجتماعى التى شهدت فترات نموها وتطورها نفس مرحلة نمو ونشأة أبناء ذلك الجيل، وكما أن لذلك إيجابيات كثيرة لم يحظى بها أجيال قبلهم، كان لذلك بعض الشوائب والظواهر السلبية، وأخطرها هو وصول درجة اهتمام وارتباط بعض أبناء تلك المرحلة ممن لم يصلوا إلى سن الـ20 بوسائل التواصل الاجتماعى إلى حد الهوس، حتى أصبح ارتباطهم ببعض عناصر تلك الوسائل مثل اللايك والفولو أكثر من ارتباطهم ببعض عناصر الحياة الواقعية نفسها.

تقول المؤشرات، إن أكثر من 33 مليون مصرى يستخدمون الفيسبوك بنسبة 37% من عدد السكان تقريبا، وفق إحصائيات بحث الإعلام الاجتماعى العربى الصادر عن كلية دبى للإدارة الحكومية فى فبرير 2017، ووفقا لمعدلات الزيادة فى تلك النسب والتى أقرتها بيانات وزارة الاتصالات المصرية فى إبريل 2017، من المتوقع أن يصل عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر إلى 50 مليون مواطن فى 2019.

وبالمقارنة بنسبة الفئة العمرية من 10 إلى 20 عاما من سكان مصر والتى تمثل 20% وفق بيانات التعداد السكانى الأخير فى سبتمبر 2017، فإن 20% أيضا من عدد مستخدمى الانترنت على الأقل من تلك الفئة العمرية بما يقرب من 7 ملايين من فئة الـ"Teenager"  يتعاملون من السوشيال ميديا.

أجيال تنمو على الـ"لايك" وتتغذى على الـ"فولو"

متابعة بعض هؤلاء النماذج على مواقع التواصل الاجتماعى، تشير إلى مجتمع جديد بدأت تتشكل طباعه وعاداته عاما بعد عام على صفحات السوشيال ميديا، المنافسة على "لايك" قد تكون أهم من درجة فى الامتحان، وعدد المتابعين بالفعل عند بعضهم أهم من عدد الأصدقاء فى الحياة أو قل أهم اهتماماته، الغيرة بين الفتيات فى هذه الفئة انتقلت من تميزهن فى الواقع ولو حتى ظاهريا، إلى أعداد وأرقام على صفحاتهم الشخصية، فأصبح هوس الشهرة والفولورز ظاهرة بين أعداد ليست قليلة بين تلك الفئة العمرية، وأصبح لمفهوم تحقيق الذات لديهم شكل وأسلوب مختلف، فهل تمثل تلك المشاهد خطورة على المجتمع الذى سيستقبلهم بعد 10 سنوات كأباء وأمهات وأصحاب مهن ووظائف، وهل ستزداد نسبتهم، أم أن الأمر مجرد ظاهرة سريعة ولن تتسع دوائر تأثيرها، أو انها أصلا ليست بالظاهرة السلبية، وأنها نتاج طبيعى لتطورات العصر وأدواته.

ندى: أبحث عن النجومية عشان حلمى أكون "موديل"

"ندى" طالبة فى الصف الأول الثانوى تبلغ من العمر 17 عاما، ورغم صغر سنها الواضح من صورها إلا أن تقول أن أول صفحة لها أنشأتها فى 2011 كانت تضم قبل سرقتها 20 ألف متابع، وتفسر اهتمامها بذلك بأن حلمها الأساسى أن تصبح موديل إعلانات لذلك هى تركز على نشر صور جديدة لها دائما، وتقيس رد فعل المتابعين عليها.

وتحكى ندى إن كثير من الفتيات فى مدرستها يغرن منها بسبب ذلك، وتحاول كثير من صديقاتها أن يكون لهن صفحات كبيرة ومتابعين ومعجبين مثلها لكنها لاتهتم بذلك بل على العكس تساعد بعضهن فى ذلك، إلا أن بعض الفتيات يحاولن تشويه صورتها بأشياء غير حقيقية كأن يطلقن شائعات أنها تفعل أشياء غير أخلاقية عبر تلك الصفحة، لكنها لاترد عليهن وتترك الجميع يتأكد من أخلاقها بعد التقرب منها والتأكد من أنها بشخصية واحدة على صفحتها وفى الواقع.

وعن المخاطر التى قد تواجهها فى هذا السن من صفحتها تقول إنها لاتقبل على علاقة صداقة عبر السوشيال ميديا إلا بعد التأكد من هوية الشخص وأخلاقه، مؤكدة ان كل أصدقائها الحاليين عرفتهم من خلال صفحتها وكلهم على خلق جيد، لكنها لم تنفى تعرضها لمضايقات ومعاكسات كثيرة عبر الصفحة لكنها لا تلتفت إليها، مشيرة إلى أن والديها كانا فى البداية قلقين عليها ثم أصبحا يدعماها مع الوقت.

أية: بنات سرقوا صفحتى غيرة من عدد الفولورز

أما "أية" ذات الـ15 عاما فتكشف أنها كانت لها صفحة كبيرة جدا وصل عدد متابعيها إلى 20 ألف، لكن للأسف تم اختراقها منذ عام وبدأت صفحة جديدة، وتحكى أن وقت سرقة صفحتها كانت كثير من صديقاتها بالمدرسة فى حالة فرحة شديدة، وأنها لا تستبعد أن تكون إحداهن هى التى سرقت الصفحة أو استأجرت أحدا لسرقتها غيرة منها، قائلة: "أصلا فى بنات أعرفهم مستعدين يعملوا اى حاجة عشان الفولورز اللى على صفحاتهم".

وتؤكد أية، إن تلك الصفحة أهم ما لديها فى الحياة، وأنها تتمنى أن تصل إلى 50 ألف متابع خلال عامين، وأنها فى منافسة كبيرة مع بعض الفتيات فى مدرستها ممن يغرن منها ومن إعجاب الناس بها، موضحة إن والدها حاول أكثر من مرة إجبارها على غلق تلك الصفحة لكنها واجهته بالبكاء، وأنها ارتبطت منذ قريب بشاب فى الجامعة من خلال الصفحة وعندما طلب منها عدم نشر الصور وبدأ يضيق عليها تركته لأن صفحتها هى التى تحقق لها ذاتها.

خبراء النفس والاجتماع: أزمة جيل تهدد مستقبله والحل فى الحوار

يقول الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى، إن تلك الحالات التى انشترت مؤخرا بين الأجيال الجديدة تحتاج إلى اهتمام من نوع خاص من المجتمع، وأن تلك الظاهرة سلبية تماما، خاصة عندما ينفصل أصحابها عن الواقع ويصبح تحقيق الذات عن طريق السوشيال ميديا هو الطريق الوحيد، موضحا إن بعض هذه الشخصيات يكون من نوع الشخصية الهستيرية التى تهتم كثير بالمظهر وباهتمام الناس بها على حساب الجوهر والنجاح الفعلى.

ويضيف أن أغلب هذه الشخصيات سيلقى صعوبة كبيرة فى التأقلم مع المجتمع عندما يشتبك مع سوق العمل ومع الحياة الأسرية والارتباط لأن مفهموم الحب عنده أصبح علامة "ٌقلب أحمر"، ومفهموم الإعجاب أصبح بعدد "اللايك"، والاهتمام أصبح هو عدد المتباعين.

وطالب أستاذ الطب النفسى أن يكون للأسر والمدرس دور فى احتواء هؤلاء وشرح الأمور لهم، وتركهم لما يحبونه لكن مع صناعة الإتزان من خلال الاهتمام فى الواقع، ومنحهم ثقة حقيقية فى أنفسهم تجلعهم يتنازلون عن تلك المشاعر الافتراضية.

فيما يؤكد الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أنه لايرى أن الأمر تحول إلى ظاهرة بل هى مجرد "فقاقيع" تظهر فى كافة المجتمعات، لكنها ليست مخيفة وأن تلك الحالات التى أصبحت تعيش كل تفاصيل حياتها على مواقع التواصل الاجتماعى وأصبحت تتنافس على "لايك" و"شير" لن تستمر هكذا وستعود إلى طبيعتها وإلى الواقع، لكن يجب أن يساعدهم أهلهم وأسرهم فى ذلك، وأن يجدوا لها مساحات واقعية للتعبير عن أنفسهم وعما يحبونه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة