معركة جديدة بين روسيا والغرب، ولكن هذه المرة مع بريطانيا، على خلفية الاتهامات التى توجهها لندن لموسكو بالوقوف وراء تسميم الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته داخل الأراضى البريطانية.
وبعد أن اتخذت بريطانيا قرارها أمس بطرد 23 من الدبلوماسيين الروس وتأييد عدد من الدول الغربية لها، فإن المعركة قد تتسع فى الأيام المقبلة فى حال تصعيد الأمر، واعتبرت لندن وبرلين وباريس وواشنطن، اليوم الخميس، فى بيان مشترك إن مسؤولية روسيا هى التفسير الوحيد "المعقول" لتسميم العميل الروسى السابق سيرجى سكريبال فى بريطانيا وطلبت من موسكو تقديم "كل المعلومات" حول البرنامج الكيميائى نوفيتشوك.
الجاسوس سيرجى سكريبال
وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة عليها الانضمام إلى بريطانيا فى موقفها من موسكو بشكل قوى، مشيرة إلى أن استخدام غاز الأعصاب العسكرى الروسى فى هجوم داخل بريطانيا يدل على أن الحكومات الغربية تفشل فى ردع نظام فلاديمير بوين عن أفعال العدوان المتزايدة، والنتيجة التى توصلت إليها الحكومة البريطانية بأنه من المرجح للغاية لأن تكون روسيا قد نفذت محولة اغتيال الجاسوس السابق وابنته تأتى بعد أسابيع من الهجوم العسكرى المعوم من الدبابات والمدفعية من قبل روس غير نظاميين على المواقع الأمريكية فى سوريا.
ويأتى هذا أيضا عقب محاولات موسكو للتدخل فى عدة انتخابات غربية فى الأشهر الأخيرة وتكرار اختراق الطائرات الحربية الروسية للمجال الجوى لبعض الدول، ومضى بوتين فى مضاعفة استفزازاته التى كان بعضها غير مسبوق حتى بمعايير الحرب الباردة، لأنه توصل إلى أنه لن يدفع ثمنا باهظا، فبريطانيا كانت قد امتنعت عن اتخاذ موقف صارم عقب اغتيال معارض سياسى روسى على أرضها، لكنها أعلنت أمس الأربعاء ردا أكثر قوة شمل طرد 23 من الدبلوماسيين الروس، لكن الأمر سيتطلب ما هو أكثر من تحرك من لندن لوقف بوتين، سيحتاج إلى رد مركز من قبل التحالف الغربى.
تيريزا ماى فى موقع حادث تسميم الجاسوس سكريبال
من ناحية أخرى، قال هاميش دى بريتون جوردون، خبير الأسلحة الكيماوية لصحيفة الجارديان، إن غاز الأعصاب نوفيتشوك تم تطويره وإنتاجه فى "سيخانى"، والتى يوجد بها مؤسسة أبحاث عسكرية فى وسط آسيا، مضيفا إن المعلومات وردت فى تقرير قدمته روسيا قبل عدة سنوات لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية التى تراقب هذا النوع من الأسلحة، وقد طلبت الحكومة البريطانية من المنظمة التحقيق فى استخدام غاز الأعصاب فى محاول قتل الجاسوس الروسى السابق سيرجى سكريبال وابنته يوليا.
ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تصريحات وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون، التى قال فيها إن تعنت الموقف الروسى يظهر ذنب روسيا فى الحادث، وحمل جونسون الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعض من المسئولية فى الحادث، وقال إنه لا يوجد شكوك كبيرة فى أذهان الناس أن هذا يحمل توقيع الدول الروسية بالاستخدام المتعمد لغاز الأعصاب الذى طورته روسيا لمعاقبة المنشق الروسى كما يرون الأمر، قبيل انتخاب فلاديمير بوتين.
من جانبه، ألمح وزير الدفاع البريطانى إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لمعاقبة روسيا وهو يقول لفلاديمير بوتين بأن "ينصرف بعيدا ويخرس" بدلا من أن يقوم بطرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على هذا، بحسب ما ذكرت صحيفة إندبندنت.
وتحدث جافين ويليامسون بصرامة مع تزايد الشائعات بشأن اتخاذ روسيا قرار بطرد مسئولين من سفارة بريطانيا فى موسكو ومن سان بطرسبيرج ردا على طرد الدبلوماسيين الروس من بريطانيا، وقال إنه من الوحشى والمثير للغضب ما فعلت روسيا فى ساليسبرى من محاولة لاغتيال الجاسوس سكريبال.
وفى أول خطاب هام يلقيه منذ تعيينه، قال ويليامسون "لقد قمنا بالرد على هذا، وبصراحة ينبغى أن تذهب روسيا بعيدا وينبغى أن تخرس، لكن لو قاموا بالرد على هذا الإجراء الذى اتخذناه، سندرس الأمر بعناية وسنبحث خياراتنا".
