رغم التضييق الأمنى الشديد على المصريين المقيمين فى قطر، إلا أن عددا كبيرا منهم ذهبوا للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، فى رسالة شديدة القسوة لجماعة الإخوان وحلفائهم، وأيضا للطفل المعجزة «تميم بن حمد» و«مهبول إسطنبول» رجب طيب أردوغان.
إصرار المصريين على الذهاب للإدلاء بأصواتهم، فى مكاتب رعاية المصالح المصرية فى الدوحة، رسالة للسلطات فى الدولة الكارهة لمصر، مفادها أن المصريين لا يخشون على أنفسهم قطع أرزاقهم، أو تضييق الخناق على تحركاتهم، مغلبين المصلحة العليا لوطنهم فوق مصالحهم الشخصية، وهو الولاء والانتماء فى أعلى مراتبه، وأبهى صوره.
ورغم أن السلطات القطرية قررت منع تسيير الأتوبيسات، ووسائل المواصلات العامة، بحجة أن أمس الجمعة، إجازة رسمية، والحقيقة أن القرار يهدف لمنع المصريين من الذهاب للإدلاء بأصواتهم، إلا أن المصريين أصروا على الذهاب، متحملين عناء وتكاليف التنقل، وهو الأمر الذى أكد عليه المستشار العمالى المصرى بالدوحة، موضحا أن الجهات القطرية المختصة رغم أنها على علم بالانتخابات، لم تكلف بتشغيل الأتوبيسات لنقل الناخبين لقسم رعاية مصالح مصر داخل مجمع السفارات بالدوحة، حسب المتبع، تحت زعم أن اليوم إجازة رسمية، وهو ما دفع الموظفين بقسم رعاية المصالح، إلى التدخل ومساعدة كثير من الأسر المصرية، بتوصيلهم، للقيام بواجباتهم الانتخابية.
اللافت للنظر، فى الانتخابات الرئاسية التى انطلقت شرارتها فى معظم دول العالم خلال الساعات القليلة الماضية، أن الحشود كانت كبيرة، وأن هناك أعدادا غفيرة من الشباب من الجنسين، ذهبوا للإدلاء بأصواتهم، رافعين صور الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة فى عدد من الدول الأوروبية، وأستراليا، وأمريكا، وهو ما يدحض فكرة غضب الشباب، وعزوفه عن الذهاب للإدلاء بأصواتهم، رغم أن هؤلاء الشباب المغترب، لديه صورة كاملة عن الوضع فى الداخل المصرى، ولديه القدرة كونه يعيش فى أمريكا وواشنطن وألمانيا وفرنسا، وغيرها من الدول الأوروبية المتقدمة، على الفرز، وقراءة المشهد السياسى الداخلى لوطنهم الأم، جيدا، ومتابعة ما يحدث فى الداخل من مشروعات نهضوية كبرى، لم تشهدها مصر من قبل منذ عصر محمد على.
وللتأكيد على ذلك أيضا، ما بثته وكالات الأنباء، من صور مبهجة ومدهشة، لشاب مصرى مقيم فى الرياض، مصابا بشلل أطفال، ويتحرك على عكازين، ومع ذلك، أصر على الذهاب ليدلى بصوته فى الانتخابات متحملا معاناة ومشاق كبيرة، وهو ما يدحض النغمة النشاز من أن الشباب عازف، والشباب غاضب، وللأسف مازال الجميع من الذين يتصدرون المشهد، سواء رسميا وتنفيذيا أو شعبيا، يقعون فريسة لشعار الشباب غاضب، ومحاولة تعميمه، رغم أن المجموعة الاحتجاجية لا يتجاوز عددهم تحت أى حال من الأحوال، عن مائة وخمسين شابا، بجانب شباب جماعة الإخوان والحركات الفوضوية الغاضبين من كل بارقة أمل تلوح فى سماء الوطن، ليس على أرضية وطنية، ولكن من زاوية شخصنة الخصومة السياسية، فهؤلاء لا يهمهم تقدم وطن، واستقراره وازدهاره، بقدر ما يهمهم مصلحة الجماعات والحركات التى ينتمون إليها.
المظهر الاحتفائى الشديد للمصريين فى معظم دول العالم، ووقوفهم فى طوابير طويلة، منهم من يرفع الأعلام المصرية، ومنهم من يتدثر الملابس بنفس ألوان علم مصر، ومنهم من يرفع صور الرئيس عبدالفتاح السيسى، شيئا مبهرا، ومبهجا، ويؤكد عظمة المصريين وتحركهم فى حشود، عندما يناديهم الوطن فى أزماته ومحنه التى يمر بها، متحدين الظروف المناخية، ما بين الصقيع فى بعض الدول مثل أستراليا وأمريكا وبعض البلدان الأوروبية، وبين ارتفاع درجات الحرارة فى الخرطوم وأديس أبابا.
الحشود، والطوابير الطويلة، خاصة فى دول الخليج بشكل عام، والمملكة العربية السعودية، والكويت، على وجه الخصوص، لها مغزى كبير، يؤكد أن النفوذ الإخوانى فى الخليج بدأ يندثر، وجميعنا يعلم أن انتخابات 2012 كان الإخوان لهم نفوذ كبير فى هذه الدول، وأصواتهم رجحت كفة المعزول محمد مرسى العياط، على حساب الفريق أحمد شفيق.
ونفس الأمر يمكن تأكيده فى ألمانيا، حيث أظهرت المشاهد أمام لجان الانتخابات فى العاصمة برلين، تزايدا ملحوظا للمصريين الراغبين بالإدلاء بأصواتهم، وأن يبعثوا برسالة للعالم، مفادها أن المصريين يقفون بقوة فى خندق الوطن، وأن دعمهم لمصر بلا حدود، رغم أنهم يقيمون فى الخارج إقامة كاملة، وليس مجبرين على النزول وتكبد معاناة الوقوف فى طوابير طويلة وبالساعات من أجل الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات.
مشاهد تعانق علم مصر، مع أصوات الأغانى الوطنية، مبهجة، وتبعث على التفاؤل، والأمل، بعيدا عن المشاهد السوداوية والمحبطة التى كان يصدرها جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها من الحركات الفوضوية، ومرضى التثوراللاإرادى، فى انتخابات 2012.
المصريون فى الخارج خرجوا فى حشود للإدلاء بأصواتهم، متحدين الطقس السيئ، ومتاعب التنقل، وأيضا الخناق الأمنى فى قطر، إنما يزيد حرجا للمصريين فى الداخل، ويزيد من الضغوط عليهم للخروج فى حشود كاسحة، لم يسبق لها مثيل، فى أى استحقاقات انتخابية شهدتها مصر من قبل!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة