فى الكتاب المهم "المخلص دوما فنست" عن الفنان الكبير فان جوخ "30 مارس 1853 - 29 يوليو 1890" والذى صدرت ترجمته عن الكتب خان، ويحتوى 265 خطابا و108 اسكتشات أصلية وصور فى الفترة ما بين 1872 -1890، إعداد ليو يانسن، وهانز لويتن، ونبينكه باكر، ترجمها عن الإنجليزية ياسر عبد الللطيف ومحمد مجدى، تحرير ياسر عبد اللطيف، صورة مهمة للفنان التشكيلى، وهنا سنختار واحدا من الخطابات التى أرسلها "فان جوخ إلى شقيقه" تيو فان جوخ "1857 -1891" والذى كان تاجر قطع فنية، يوضح كيف كانت رؤيته للفن وسعيه للتعرف على أعمال معاصريه كما يظهر جانبا مهما من الحياة الاجتماعية للفنان الذى انقلبت حياته رأسا على عقب فى آخر سنتين من عمره.
11 لندن الأحد 20 يوليو 1873
إلى تيو فان جوخ
عزيزى تيو،
أشكرك على رسائلك، وقد منتحتنى قدرا عظيما من السعادة، أنا سعيد أنك بحال طيب وأن الإقامة لدى السيد شميدث تروق لك ما زالت، لقد سر السيد أوباخ لمعرفتك. وأتمنى أن نقوم بكثير من الأعمال معك فى المستقبل. إن لوحة ليندر تلك جميلة جدا.
بالنسبة للحفر الضوئى فأنا أعرف تقريبا كيفية ممارسته، على الرغم من أننى لم أر ذلك، وهو ليس واضحا بالقدر الكافى بالنسبة لى كى أشرحه.
الفن الإنجليزى لم يرق لى كثيرا، بداية، على المرء أن يعتاد عليه، مع ذلك هناك بعض المصورين الجيدين هنا، ومن بينهم ميليه، الذى صنع لوحتى الهوغنو وأفيليا والمحفورات التى ربما كنت تعرفها، إنها جميلة جدا، ثم هناك بوتون الذى تعرف له لوحة "الطهرانيون يذهبون إلى الكنيسة" فى قاعة عرضنا الفوتوغرافية. وقد رأيت له أعمالا جميلة جدا، وإضافة إلى ذلك، فبين المصورين القدامى، فإن كونستابل وهو رسام مناظر طبيعية عاش منذ نحو ثلاثين عاما، أعماله رائعة، هو شىء كدياز ودوبينى، وهناك رينولدز وجينسبورو واللذان رسما فى الأغلب بورترهات جميلة جدا جدا لنساء، ثم هناك تيرنر الذى ربما تكون رأيت له بعض أعمال الحفر.
ثمة عدد من المصورين الفرنسيين الجيدين يعيشون هنا، من بينهم تيسو الذى له عدد من الصور فى قاعة عرضنا الفوتوغرافية، وأوتو ويبر وهيلبوت. وذلك الأخير ينجز مؤخرا لوحات مبهرة فى جمالها بأسلوب كالذى فى لوحة ليندر.
تيقن أنه عندما تواتيك الفرصة كى تكتب لى لتخبرنى إن كانت هناك صور فوتغرافية لأعمال فاوترز بجانب أعمال هوجو فإن در جوز ومارى دى بورجوندى. وإن كنت تعرف أيضا صورا فوتغرافية للوحات لاجى ودى برايكلير. ليس دى برايكلير الكبير هو من أقصده، لكن أعتقد أنه واحد من أبنائه كانت له ثلاث لوحات رائعة فى المعرض الأخير فى بروكسل بعناوين "أنتويرب" و"المدرسة" و"الأطلس".
الأمور تسير معى على ما يرام هنا، أذهب كثيرا للتريض. هنا، حيث أقيم المكان هادئ، وهو حى بهيج وأنيق، وقد كنت محظوظا حقا فى ذلك، وأفكر بعض الأحيان مستعيدا حنينى أيام الأحد الرائعة فى شيفينننجن وهكذا، لكن لا تكترث لهذا.
بالتأكيد قد سمعت أن آنا فى الوطن وأنها ليست فى خير حال، هى بداية سيئة لعطلتها، لكن دعنا نأمل أن تكون قد تحسنت حالتها الآن.
أشكرك على ما كتبته لى بخصوص التصوير، وتأكد أن تكتب وتخبرنى إذا رأيت أى شىء لـ لاجى أو دى بريكلير أو فوت رز أو ماريس أو تيسو أو جورج سال أو يوندت أو زيم أو موف وهم جميعا مصورون يثيرون إعجابى كثيرا، وربما رأيت أنت شيئا من أعمالهم فى وقت ما.
مرفق طيه نسخة من تلك القصيدة عن المصور الذى أقام فى نزل البجعة، تذكرها ولا شك. إنها كمنطقة براينت تماما وأنا مغرم بها جدا. لايز نسخها لى فى آخر أمسياتى بالوطن. كم كنت أود أن تكون معى هنا، وللأيام الممتعة التى قضيناها فى لاهاى. ما زلت أفكر فى مسيرتنا فى رايسفايسفج، حيث شربنا الحليب فى الطاحونة بعد المطر. لو كانت تلك اللوحات التى لدينا من طرفك سنرسلها إليك ثانية، سأبعث لك بصورة لتلك الطاحونة من رسم فايسنبروش. ربما كنت تذكرها "اللحن السعيد" هو اسمها المستعار "أقول رائعة". إن رايسفايسج تلك تحمل لى ذكريات ربما تكون هى الأكثر إمتاعا. سنتكلم عنها ثانية عندما نلتقى.
والآن أيها الفتى الكبير، كن بخير، وتذكرنى من وقت لآخر واكتب لى قريبا. إنه لأمر منعش أن يستلم المرء رسالة.
فنست
تحياتى للسيد شميدت ولإدوارد، وكيف حال العم هاين والعمة؟ اكتب لى عنهما. هل تذهب لهما أحيانا؟ وابعث لهما بتحياتى الحارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة