«يجب مغادرة الأرض».. هذه واحدة من الجمل الشهيرة المنسوبة للعالم الفيزيائى الراحل ستيفن هوكينج، الذى شغل نفسه كثيرًا بتقليب ناظريه فى السماء بحثًا عن الحقيقة، والذى قضى عمره الذى وصل للسادسة والسبعين مشغولًا بحركة النجوم التى باحت له بالكثير من أسرارها، وتركنا نحن نعانى مع أقلية «خطيرة» لم تتجاوز النظر أسفل أقدامها أبدًا، تظن أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وتحاسب خلق الله فى موتهم وحياتهم.
رحل العالم الذى مثل نموذجًا مهمًا فى الحياة، لا يعرف الناس الكثير عن نظرياته وأفكاره ورؤاه، لكنهم يعرفون الكثير جدًا عن حياته وتحديه ووقوفه فى وجه المحنة، وهذا الجانب هو الأبقى والأكثر تأثيرًا.
أتذكر فى تسعينيات القرن الماضى كانت مجلة الشباب التى تصدرها الأهرام تهتم كثيرًا بـ ستيف هوكينج، وكنت أتعجب أكثر من الجهاز الذى يحول حركات أصابعه إلى كلمات، ودون أن أفهم نظرياته كان الرجل ملهمًا لى ولغيرى.
فى الحقيقة لم أتخيل أن ينشغل «الأصوليون» بموت ستيفن وظننت أنهم لا يعرفونه أصلًا، لكنهم فاجأونى بكلامهم عنه وعن مصيره بعد الموت.
هل يعرف المطالبون بالجحيم لستيفن هوكينج أنه فى سنة 2013 تراجع عن المشاركة بمؤتمر علمى فى إسرائيل، فى خطوة اعتبرها الإسرائيليون مقاطعة للدولة العبرية تضامنًا مع الفلسطينيين، ويومها قال رئيس المؤتمر إسرائيل مايمون، إن قرار هوكينغ «غير مبرر وخاطئ».
هل يعرف الذين يهاجمون روح ستيفن هوكينج أنه قال «إن عمل ترامب ضد المناخ يمكن أن يدفع الأرض إلى حافة الهاوية، ليصبح مثل كوكب الزهرة، مع وصول درجة الحرارة إلى مائتين وخمسين درجة، وتمطر السماء حامض الكبريتيك»، ولم ينافق الرئيس الأمريكى ولم يهادنه.
هل يعرف الكارهون لستيفن هوكينج أنه قال «إننى أخشى أن يتسبب التطور فى الجشع والعدوان على البشر، فليس هناك أى دليل على أن الصراع يتضاءل، وتطوير التكنولوجيا العسكرية وأسلحة الدمار الشامل يمكن أن يجعل ذلك كارثيًا».
الشىء الوحيد الذى أختلف فيه مع ستيفن هوكينج أنه كان يخشى من الكائنات الفضائية، ويظن أنها ستكون سبب انقراض الجنس البشرى، كما أن ما يحدث فى المناخ من تغيرات سوف تجعل كوكب الأرض مكانًا غير صالح للحياة، لذا طالبنا بأن نخرج من هنا فى نحو مائة عام أو مائتين، وأنا فى الحقيقة أخشى سكان الأرض أكثر من الفضائيين، وأعتقد أن علينا أن نخرج ونترك هذه الأرض حالًا.