أعترف أننى شخص لا يجيد تجميل الكلام، وتزويق المصطلحات، واختيار العبارات الرنانة، ودستورى إعلاء شأن الحقيقة، مهما كلفنى الأمر، لذلك فإن لى رأيًا مغايرًا فى قضية اللاعب عبدالله السعيد، وحالة الشد والجذب، عن سر رفضه التجديد للأهلى، وموافقته للانتقال لصفوف نادى الزمالك، وقطع علاقته بنادى القرن للأبد، ثم وفى سيناريو دراماتيكى، وفى الوقت المحتسب بدل الضائع، وكعادة النادى الأهلى، نجحت الإدارة فى إقناعه بتمديد عقده، ومتنصلا من وعوده وتوقيعه للزمالك، رغم حصوله على مبالغ وصلت إلى 40 مليون جنيه، عدًا ونقدًا.
رأيى المغاير، أن عبدالله السعيد، وفى بداية صعوده لسلم النجومية، قرر بيع ناديه الإسماعيلى من أجل أموال النادى الأهلى وبطولاته، رافضًا كل مغريات الدراويش للإبقاء عليه، ودارت الأيام، وباع عبدالله السعيد نفسه والنادى الأهلى، من أجل ملايين نادى الزمالك، ثم باع الزمالك والأهلى معًا من أجل ملايين تركى آل شيخ، الرئيس الشرفى للقلعة الحمراء!!
عبدالله السعيد، يرفع شعار مصلحتى أولا، ومن بعدى الطوفان، ولا يعنيه شعارات النادى الأهلى المتعلقة بالمبادئ والقيم والأخلاق، وعمق الانتماء وروح الفانلة الحمراء، ولا يعنيه الجماهيرية والشعبية والنجومية، وإنما الذى يعنيه فقط، المال، وهذا حق أصيل له، ولا يمكن لأحد أن يدينه، فاختياراته حق أصيل له.
أيضًا عبدالله السعيد، لا يعنيه شعبية نادى الزمالك، ولا جماهيره، وأن موافقته للعب فى ميت عقبة، فقط للحصول على الملايين، والتى بلغت 40 مليونًا، عدًا ونقدًا، وتردد أنه تسلمها فى «كراتين» فى إحدى فيلات بالتجمع الخامس.
وتبقى نقاط أخرى غاية فى الأهمية، أبرزها أن الناديين الأهلى والزمالك لم يخسرا كثيرا، وأن منافساتهما خارج الملعب، أكبر من منافساتهما داخل الملعب، ومحاولة القلعة البيضاء «خطف» أهم لاعبى النادى الأهلى، حق أصيل طالما بطرق قانونية وشرعية، وبما أن عبدالله السعيد كان يحق له التوقيع لأى ناد فى مصر، أو خارجها، وأن نجاح إدارة الزمالك فى إقناعه بالتوقيع والانتقال لصفوف فريقها، شطارة، ولو اكتملت الصفقة، لكان انتصارًا كرويًا مدويًا، وتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الأول حرمان المنافس الأوحد من جهود أهم لاعبيه، والثانى، إضافة قيمة فنية للفريق الأبيض، والثالث، دغدغة مشاعر الجماهير، وترسيخ قوة الإدارة، وأن أحمد مرتضى منصور، ورغم أنه ليس مسؤولا فى النادى، إلا أنه يعمل مخلصًا لصالح القلعة البيضاء، فى إيثار لمصلحة الزمالك العامة، على مصالحه الشخصية.
وفى المقابل، فإن النادى الأهلى لم يخطئ فى أن يحتفظ بلاعبه المهم، ويفعل المستحيل لمنعه من الانتقال لصفوف أبرز منافسيه، وأتعجب من الذين يهاجمون الإدارتين، سواء إدارة نادى الزمالك، أو إدارة النادى الأهلى، فالإدارتان لعبتا مباراة كبيرة وصعبة من أجل إنهاء الصفقة الأهم كل لصالحه، وإذا كانت إدارة النادى الأهلى نجحت، بطريقة أو بأخرى فى تمديد عقد عبدالله السعيد، فهذا حقها الطبيعى، مثلما نجحت إدارة نادى الزمالك فى اختراق حصون اللاعب، والحصول على توقيعه.
يبقى الأهم، فإذا كانت الإدارتان أدارتا مباراة الصراع للحصول على توقيع عبدالله السعيد بنجاح، فإن الخاسر الأكبر والأهم، هو اللاعب نفسه.
نعم خسارة عبدالله السعيد، باهظة، ومكلفة، وأن ما صنعه طوال 6 سنوات كاملة من نجومية وشعبية كبيرة فى صفوف القلعة الحمراء، وحظى باحترام الزملكاوية عندما يلعب باسم منتخب مصر الوطنى، فإنه وأمام بريق وسحر المال، فقد صوابه، وكانت مقاومته ضعيفة، وإرادته واهية، وظهر فى صور توقيع العقود مع أحمد مرتضى منصور، وأمير مرتضى وإسماعيل يوسف، وكأنه سعيد بالانتقال للزمالك، ثم تحول فجأة وتنصل من وعوده، وقرر تمديد عقده مع النادى الأهلى، فكانت الخسائر فادحة، أبرزها خسارة جمهور الناديين فى مصر وخارجها، وللعلم فإن سقطة توقيع أى لاعب كبير بصفوف القطبين الكرويين، والانتقال للمنافس التقليدى، من السقطات السيئة، التى لا تغفرها الجماهير بسهولة، ولا يمكن نسيانها!!
الأخطر، أن عبدالله السعيد، وكما أكدت إدارة نادى الزمالك، حاول إقناع زميله أحمد فتحى بعدم التجديد للأهلى، والانتقال لصفوف الزمالك، وهنا الخطيئة مزدوجة، فلم يكتف هو بالانتقال للزمالك المنافس الأول والأوحد للقلعة الحمراء، وإنما حاول إقناع أحمد فتحى أيضًا بمغادرة الجزيرة والانضمام لصفوف أبناء ميت عقبة.
وأعتقد أن سبب محاولة عبدالله السعيد إقناع أحمد فتحى بمرافقته للانتقال لميت عقبة، بهدف إزاحة أحمد فتحى جزءًا كبيرًا من الحرج الجماهيرى الذى سيتعرض له، فى حالة انتقاله للزمالك بمفرده، وهناك فارق بين أن يتحمل كل الغضب الجماهيرى الكاسح بمفرده، وأن يتحمل معه لاعب بحجم أحمد فتحى.
عبدالله السعيد يا سادة، ليس من أبناء القلعة الحمراء، وأثبت أن المال هو الدافع الرئيسى لتحولاته من ارتداء التيشرت الأصفر، إلى الأحمر ثم محاولته ارتداء التيشرت الأبيض، وربما يرتدى لونًا مغايرًا خلال الأيام المقبلة!!