قالت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمى، إنها هجرت كتابة الشعر منذ 30 عامًا، واتجهت لكتابة الرواية، معللة ذلك بقولها: "عندما تخسر حب واحد تكتب قصيدة، وعندما تخسر بلدك، بما فى ذلك وأنت فى المنفى، فلنجأ لكتابة الرواية.
جاء ذلك خلال حوار أجرته إحدى الصحف الفرنسية، مع الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى، خلال تواجدها فى معرض باريس الدولى للكتاب 2018، وإطلاق الترجمة الفرنسية لرواية "الأسود يليق بك"، والتى قامت بتغير عنوانها فى النسخة الفرنسية إلى "ما عادت النساء تمتن عشقا".
ووصفت أحلام مستغانمى الكتابة بأنها إدارة خسائر المرء، وإعادة تدوير الماضى، وتعبير عن ندم الإنسان، وكذلك أفراحه فى الأدب. مضيفة: نحن نكتب لننسى كما تذكر؛ كما يكتب المرء ليقول الحقيقة أو الكذب؛ لجعل الاعترافات كما لو أنها بمثابة الاختباء وراء الشخصيات.
ورأت أحلام مستغانمى أن الكتابة بمثابة تسوية واعية أو غير واعية للحسابات. وأن الرواية الفاشلة، هى جريمة فاشلة، مطالبة بإلغاء حق الكتابة عن كاتب سيئ تمامًا كمنع شخص ما من إزالة السلاح.
واستشهدت أحلام مستغانمى، بمقولة للشاعر الجزائري مالك حداد (5 يلويو 1927 – 2 يونيو 1978)، خلال إجابتها على سؤال لماذا تكتبين قائلة: نكتب عن وهم كوننا خالدين لأننا نعتقد أن ما نكتبه سيبقى على قيد الحياة. ليس لدى خيار آخر، فكما قال مالك حداد: "أنا أعيش فى كتبى، لكن الإيجار باهظ الثمن".
وعن كتابة الحب، ومن تتابعهم من الكتاب، وتجد نفسها فى أعمالهم، أشارت الروائية الجزائرية إلى أنها تحب الكاتبة التركية إليف شفق (25 أكتوبر 1971)، حيث رأت أن لديها أسلوبًا مميزًا فى الكتابة عن الحب والصوفية والشجاعة السياسية.
كما أشارت أحلام مستغانمى إلى أنها تحب كتابة الفرنسى ألكسندر جاردين (14 أبريل 1965) وذلك لأسلوبه الفاتح والمؤثر، ورؤيته للحب فى والحفاظ على الشغف الأول.
رسائل الحب بين الكتاب وقادة الدول
كما أشارت إلى أنها تفضل نصوص الحب التى كتبها رجال الدولة، لأنها كانت كتبت إلى قارئ واحد، أمضى كاتب الرسائل وقته فى انتظارهم، ثم حرص كاتب الرسائل على إخفائها بعناية، موضحة أنها تحب الطريقة التى كتبوا بها رسائلهم من ساحة المعركة أو فى بلد بعيد جعلت لهذه الأحرف والرسائل قيمة، مشيرة إلى أن من بين هذه الرسائل على سبيل المثال، رسائل نابليون إلى جوزفين، أو من سارتر إلى سيمون دى بوفوار.
وبسؤالها عن الكتاب الجدد الذين تتابعهم أو قرأت لهم، قالت أحلام مستغانمى: "فى الحقيقة، أتابع ما يكتبه رواد "فيس بوك" على صفحتى الرسمية، التى تحولت إلى ملجأ لهم، وأجد من بينهم العديد من الشخصيات التى تمر بحالة من الكرب الشديد بسبب الصراعات والهجرات، وأقرأ ما يكتبونه من شهادات مؤثرة، ولهذا أعتقد أن الروائيين الحقيقيين هم اليوم بين هؤلاء اللاجئين".
وأضافت أحلام مستغانمى: "أتابع ما يكتبه الشباب، ويستغرق الأمر وقتًا طويلاً، وهو دورى بعد تسميتى فنان اليونسكو من أجل السلام، أن أعمل على طويلاً من أجل إبعاد كل هؤلاء الشباب عن ويلات العنف والتعصب، وأعتقد أن الشخص الذي يكتب هو الشخص الذي تم حفظه بالكلمات".