يبدو أن مشاهد المصريين فى الخارج أمام اللجان بحاجة إلى تحليل، سواء ممن يؤيدون أو يعارضون، طبيعى أن تكون هناك اتجاهات واختلافات، هناك معارضون كثيرون لدى كل منهم موقف يعلنه، وهم بشر طبيعيون يرون ما يجرى ويحكمون عليه بناء على وقائع وبشرط أن يحترموا عقولهم وعقول جمهورهم، لكن ما تقدمه قنوات قطر وتركيا يمثل أحد «غرائبيات المدهشات»، يعانى مذيعوها ومحللوها من أزمات فكل منهم عليه واجب يومى أن يخرج ويقنع جمهورا افتراضيا أن ما يجرى فى مصر فوتوشوب، حشود المصريين بالخارج فى الانتخابات الرئاسية كانت أمرا صادما ومفاجئا، على عكس أكثر توقعاتهم تفاؤلا، وهو أمر جعلهم يضربون أسداسا فى أخماس، ويمارسون الحيص بيص التحليلى ونظرية «النزول الطالع».
رأيت مقطعا لممثل «هشام» فى إحدى قنوات قطر من تركيا، وهو منتفخ الوجه والأصداغ يصرخ بعزم صوته ويكاد ينفجر من الزعيق، ومع أنه ممثل سابق تراجيدى حزاينى، يبدو أنه يحاول تجربة الفكاهة والكوميديا، الممثل الهشام يقف «مزدنهشا» ويوجه كلامه للشعب المصرى، ويوجه اللوم ويعايرهم بأنهم يشاركون فى الانتخابات بينما لا يجب أن يشاركوا، وتفتق ذهن الممثل السابق عن واحد من أكثر نصوص التوك شو غرابة يقول للناخبين «أنتم مش نازلين الانتخابات علشان السيسى أنتم نازلين علشان مصالحكم»، وأشار بإصبعه السبابة وتضاعفت انتفاخات وجنتيه وجحوظ عينيه وهو «يفنطع مستوكبا»، وظل هشام يزعق ويزعق وكلما زعق تنفر عروقه فيزعق مرة أخرى ويتصور أن الزعيق سوف يجعله أكثر إقناعا، لدرجة أنه يتهم الناخبين بأنهم عاوزين مصلحتهم، ويمكن استعمال جملة الممثل التراجيدى المضحك ضمن دعايات الانتخابات، الممثل الهشام معذور يقدم فقرة يريد بها إقناع أصحاب العمل أنه مخلص ومقنع وبيزعق، ومن حيث لا يدرى ولا يريد فإن فقرته الأصبعية جاءت بنتائج عكسية.
قد تكون حالة عضو الإخوان أسهل، فهو يؤمن بجماعته أكثر مما يؤمن بوطن، وسواء كان مقدما أو متفرجا فهو ينفذ تعليمات، حتى لو كانت خارج إطار العقل، لكن السادة تحت الطلب على كل منهم أن يقدم عرضا يوميا مقنعا حتى يحتفظ بمكاسبة ورواتبه، ورضا القطريين والأتراك والإنجليز وباقى الممولين، ويضطر الواحد منهم لإهانة نفسه من أجل أن يحصل على يوميته، وبعضهم ليس مقتنعا بما يقوله ويضطر للعب دول «المحلل»، ليستمر فى العمل.
حالة أخرى لمذيع فى قناة قطرية بتركيا أحضر محللا من جماعة الإخوان ليسأله عن تحليلاته لزحام المصريين على اللجان الانتخابية بالخارج، وسادت نكتة أن عشرات الآلاف من جنود الأمن المركزى كانوا يقومون بأدوار الأطفال والشباب والسيدات، وبدا الرجل «منذهلا»، لا يعرف ماذا يقول، وقدم تخريجة عبقرية، قال إن الدولة فى مصر أرسلت لجانا لاستخراج بطاقات الرقم القومى وألزمت المصريين بالحضور فى هذا اليوم بالذات، ولهذا ظهر الزحام، بينما هم موظفون، لنا أن نتخيل 124 لجنة تم إرسال عشرات الآلاف من موظفى استخراج الرقم القومى ليمثلوا دور الناخبين ويرفعوا الأعلام ويغنوا ومنهم أطفال وكبار وشباب وذوى احتياجات، ويبدو أن المذيع وجدها واسعة، فسأل الرجل ألا ترى أن هناك شعبية للسيسى؟ فرد الرجل بتلقائية: نعم هناك شعبية كبيرة للأسف، ثم بدأ يلوم هؤلاء ويتهمهم بأنهم مش عارفين ولا فاهمين وإنه يعرف مصلحتهم أكثر منهم.
حالة ثالثة سأل المذيع المحلل: هل ترى أن هناك زحاما أمام اللجان بالخارج، فرد الرجل بتلقائية: نعم للأسف مؤيدين كتير وهذه طامة كبرى.
الأمر تحول إلى حالة مرضية تتجاوز المعارضة إلى الندب واللطم، واختراع تفسيرات تفوق أى خيال، وبعضهم يلعب دور «المحلل»، ويقول كلاما عميقا، كمقدمة لتحاليل عبيطة.
عدد الردود 0
بواسطة:
حفاة الوطن
فى السنة السوداء للإخوان اسندوا التشريع لمجلس الشورى المنتخب بنسبة 7% فقط !!
ربما لا يعلم الكثيرون ان مجلس الشورى الذى خصل فيه الخرفان على الاغلبية تم انتخابه بنسبة 7% فقط واسندوا له سلطة التشريع ونسوا ان يسندوا له سلطة الرقابة لان كل المسئولين الخرفان بايعوا المرشد البيطرى وبالتالى فهو الرقيب عليهم الا ان قام الشعب المصرى بدوره الرقابى واسقط حكم المرشد واسند السلطة الى اعلى سلطة ثضائية فى مصر لتعود دولة القانون من جديد لتضرب بيد من حديد على طيور الظلام