تواجه شركة "فيس بوك" طوال الأشهر الماضية انتقادات واسعة بشأن العديد من القضايا، غير أن المناقشات حول الخصوصية وحماية بيانات المستحدمين، لكن يبدو أنها الأزمة الأكبر التى تعصف بمنصة التواصل الاجتماعى العملاقة، حيث يتجه العديد من مستخدمى منصة "فيس بوك" قاموا بإلغاء حسابتهم تعبيرا عن غضبهم بشأن فضيحة اختراق شركة "كامبريدج أناليتيكا"، لخمسين مليون حساب على المنصة والحصول على بياناتهم.
كامبريدج أناليتيكا، هى شركة أبحاث سياسية عملت فى حملة الرئيس ترامب عام 2016، وقد تمكنت من الوصول إلى البيانات الخاصة بمستخدمى فيس بوك، حيث تعمل الشركة البريطانية على جمع البيانات الخاصة بالأشخاص وتحليلها لمعرفة الميول والاهتمامات الخاصة بهم، وتستعين بعدد من علماء النفس والاستراتيجيين وخبراء التسويق الرقمى من أجل أداء تلك المهمة.
وبعد خمسة أيام من الصمت، خرج مارك زوكيربيرج، الرئيس التنفيذى لفيس بوك، يعتذر معترفا بالأخطاء والتعهد بإجراء تحقيق، ومع ذلك فإنه فشل فى إحتواء الغضب العالمى عن الأمر، والذى تسبب فى خسائر كبيرة للشركة وتراجع أسعار أسمهما لتخسر الشركة من قيمتها نحو 50 مليار دولار، فضلا عن دعوات من الحكومات لاسيما فى أوروبا لتحسين تنظيم أعمال شركات التكنولوجيا التى تحتفظ بكميات هائلة من المعلومات عن مستخدميها.
من بين الإجراءات التى تعهد مؤسس فيس بوك بإتخاذها، التحقيق والبحث عن أى تجاوزات محتملة للبيانات الشخصية من قبل مطورى التطبيقات على منصتها التى تمكّنها من الوصول إلى كميات كبيرة من بيانات المستخدم. مضيفًا أن فيس بوك سيدقق أيضًا أى تطبيقات تعرض نشاطًا مريبًا ويخطر أى مستخدم يتأثر بذلك.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، يتطلب التحقيق من موقع فيس بوك أن يحدد حجم وكمية البيانات التى حصل عليها مطورو التطبيقات فى الفترة بين عامى 2007 و 2015 ، وهو مسعى باهظ الثمن وبعيد المدى. سيبدأ Facebook بفحص التطبيقات التى تحتوى على قاعدة كبيرة من المستخدمين وتبلغ حوالى 100000 شخص أو أكثر، وتلك التطبيقات التى تجذب بيانات شاملة عن مجموعة أصغر من الأشخاص، وفقًا لأشخاص على دراية بـFacebook. مما يجعل العملية تنطوى على تحليل عشرات الآلاف من التطبيقات، وفق بعض الأشخاص.
الجدل حول تسريب بيانات المستخدمين يمثل أحدث ضربة لـFacebook ، التى واجهت صعوبات للرد على وابل من الانتقادات خلال الأشهر الـ18 الماضية حول مجموعة من القضايا، بما فى ذلك التلاعب بمنبرها من قبل الممثلون الأجانب، وانتشار القصص الإخبارية الملفقة وخصوصية المستخدمين.
واعتبرت شبكة بلومبرج، الإخبارية الأمريكية، أن شركة "فيس بوك" تحاول لعب دور الضحية فى الوقت الذى تواجه فيه الإنتقادات وتخسر ثقة مستخدميها، مشيرة إلى أن جميع مشكلات الخصوصية ليست جديدة فالشركة لديها الكثير منها. ولفتت إلى أن فيس بوك إستطاع أن ينجو قبلا من الشكاوى المتعلقة بإنتهاك خصوصية المستخدم منذ أيامه الأولى دون تغيير جذرى فى ممارساته.
وجاءت الثورة الأولى فى عام 2006، عندما احتج المستخدمون على خدمة الأخبار التى تقدم معلومات عامة يريد المستخدمين الاحتفاظ بها بشكل خاص. وفى عام 2009، بدأ فيس بوك جعل مشاركات المستخدمين (التى كانت خاصة فى السابق) عامة، وقد أثار هذا الأمر غضب وارتباك وتحقيق من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية وفى 2014، كشفت الشركة عن محاولتها التلاعب بمشاعر المستخدمين كجزء من تجربة علم نفس داخلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة