بعد شهور من التوقف عاد شبح الإرهاب إلى فرنسا بعد تعرض منطقة كركاسون جنوب فرنسا، لهجومين حيث تم إطلاق رصاص على دورية للشرطة واحتجز داعشى رهائن داخل متجر ببلدة تريب.
فقد اقتحم إرهابى سوبرماركت كبيرا «سوبر يو» بمدينة تريب جنوب فرنسا، واحتجز رهائن، وأطلق النار فقتل ثلاثة وأصاب آخرين، وزير الداخلية جيرار كولومب توجه لموقع الحادث وقوات النخبة الفرنسية سارعت فى محاولة للقبض على الإرهابى قبل أن تعلن الشرطة مقتله.
واعتبر رئيس الوزراء الفرنسى إدوار فيليب احتجاز الرهائن أمرا خطيرا، خاصة وفرنسا على أبواب الربيع والصيف وما تزال ذكرى حوادث الهجمات بالقرب من استاد باريس، والدهس فى نيس تخيم على الذاكرة.
الإرهابى مختطف الرهائن، كان يطالب بالإفراج عن صلاح عبدالسلام، المشتبه به الرئيسى فى هجمات باريس 2015. ورجحت التقارير الفرنسية أن الإرهابى مغربى 30 عاما وأنه كان مرصودا على قوائم مكافحة الإرهاب، فى فرنسا التى تعانى من الإرهاب منذ «هجمات باريس». 2015، وما تبعها من عمليات تفجير ودهس كانت أكبرها فى نيس.
ولم تظهر حتى الآن علاقة مختطف الرهائن بجنوب فرنسا، مع العائدين من داعش فى الشام، خاصة أنه كانت هناك توقعات منذ منتصف العام الماضى بتصاعد عمليات الإرهاب بعد الهزائم التى تلقاها تنظيم داعش فى سوريا والعراق، وما رافقه من ظاهرة عودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم. وأعلن وزير الداخلية الفرنسى، جيرار كولومب، فى اغسطس الماضى عودة 271 متطرفاً من مناطق النزاع فى العراق وسوريا إلى فرنسا، من بينهم 217 بالغاً و54 قاصراً، وأن بعضهم تم احتجازه.
هناك تقديرات بأن حوالى 1900 فرنسى قاتلوا فى صفوف «داعش» بالرقة والموصل وحلب، وتسعى باريس، مثل دول أوروبية أخرى، لمواجهة الظاهرة،و قال منسق مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبى فى العام الماضى، جيل دو كيرتشوف، إن هناك حوالى بـ5 آلاف مقاتل أوروبى، أغلبهم من فرنسا وبلجيكا، تم تدريبهم فى سوريا والعراق، عاد ثلثهم إلى بلادهم.
وحذرت تقارير استخباراتية بريطانية سابقة من تكثيف «داعش» لتدريب المقاتلين الأجانب، خصوصاً حاملى الجنسيات البريطانية والفرنسية والبلجيكية والألمانية، وتجهيزهم لتنفيذ عمليات إرهابية فور عودتهم إلى أوروبا.
وبالرغم من وجود هذه التقارير والتحذيرات، فقد جاءت عملية احتجاز الرهائن فى تريب الفرنسية لتشير إلى احتمالات وجود خلايا تم تشكيلها من مقاتلين عائدين، وأن هذه الخلايا ربما تعمل على تجنيد شباب إلى صفوفها، لاستخدامهم فى تنفيذ هجمات إرهابية، الأمر الذى يشكك فى مدى قدرة أجهزة الأمن فى أوروبا على مواجهة الإرهاب، خاصة أن أجهزة الأمن والاستخبارات، ربما لا تمتلك قوائم بكل الإرهابيين المحتملين.
وكانت هناك انتقادات لأجهزة الاستخبارات البريطانية والأوروبية التى تعاونت فى السابق مع بعض المتطرفين، وسهلت لبعضهم السفر للمشاركة فى القتال بسوريا والعراق، وأن بعضهم ربما يكون خدع هذه الأجهزة أو اخترقها لصالح داعش والتنظيمات الإرهابية، فضلا عن خطورة التعامل مع دواعش أوروبا بمعزل عن الإرهاب فى الشرق الأوسط، مع وجود تقارير عن عمليات منظمة لنقل الإرهابيين وأسرهم وإعادة توطينهم أو تسهيل هروبهم من الملاحقة، وربما تشير عملية احتجاز الرهائن فى تريب إلى ثغرات ينفذ منها الدواعش إلى أوروبا بعيدا عن أعين الأمن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة