حينما قرر الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، فى الخامس من يونيو 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع إمارة قطر، كانوا يدركون حجم الخطورة التى تمثلها قطر بأموالها التى أخذت تتدفق على التنظيمات والميليشيات الإرهابية فى الدول الأربعة وغيرها من دول المنطقة، من أجل أن تحل الفوضى والتخريب والتدمير فى هذه الدول.
الرباعى العربى كان متيقنًا من الدعم القطرى المستمر والدائم للإرهاب، سواء لجماعة الإخوان الإرهابية التى تتخذ من الدوحة ومعها أنقرة نقطة اتصال مع عناصرها الإرهابية، وتوزيع المهام والخطط عليهم، أو التنظيمات الإرهابية الأخرى سواء كانت داعش أو جبهة النصر أو غيرها من التنظيمات التى تمولها المخابرات القطرية، والتى دأبت منذ سنوات على هذا السلوك، وتحديدًا حينما كشفت الوثائق الأمريكية عن تورط شخصيات قطرية نافذة، بعضها من داخل الأسرة الحاكمة فى تمويل تنظيم القاعدة، وللتدليل على التورط القطرى أصدر الرباعى العربى العديد من القوائم المشتملة على شخصيات وكيانات إرهابية، كانت أغلبها إما ممولة من قطر، أو مقيمين فى قطر، أو يحملون الجنسية القطرية، ووقتها خرج المسؤولون القطريون لينفوا أى علاقة لهم بهذه القوائم، والادعاء كذبًا أنهم لا يمولون ولا يدعمون إرهابيين أو كيانات إرهابية، رغم يقينهم أنهم كاذبون، لأن قوائم الرباعى العربى لم يتم وضعها وفقًا لأهواء شخصية، وإنما بناء على معلومات مؤكدة، ويكفى هنا القول إن عواصم غربية اعتمدت على هذه القوائم فى تصنيف العديد من هذه الكيانات والشخصيات ضمن الداعمين والممولين للإرهاب، بل أن واشنطن وضعت الكثير منهم ضمن قوائمها الإرهابية.
الغريب أن تنظيم الحمدين الذى خرج أكثر من مرة نافيًا وجود إرهابيين داخل قطر، هو نفسه الذى خرج الخميس الماضى، بقائمة قال إنها لأشخاص المتورطين فى دعم وتمويل الإرهاب فى دول المنطقة، وضمت هذه القائمة قيادات مقربة من الديوان الأميرى القطرى، على رأسهم بطبيعة الحال عبدالرحمن النعيمى الممول الأول للإرهاب فى دول العالم والمنطقة، عبر تقديمه الدعم والتمويل لمنظمات إرهابية ومتطرفة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، إضافة لدعم المتطرفين فى دول الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية، كما ضمت قائمة «تنظيم الحمدين» القطرى سعد الكعبى الذى فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليه لدوره فى توفير الدعم المادى لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة فى سوريا، وجمدت الولايات المتحدة أصوله وتم إدراجه على قوائم الإرهاب العالمى، حيث شارك الكعبى فى جمع تبرعات فى قطر استجابة لجبهة النصرة الإرهابية التى أطلقت دعوة لجمع التبرعات لصالحها لشراء الأسلحة لمحاربة الجيش السورى فى البلاد، وعمل الكعبى أيضًا كوسيط لجمع الأموال التى استخدمت لتحرير أحد رهائن جبهة النصرة الإرهابية.
وضمت القائمة القطرية أيضًا «عبداللطيف الكوارى» الذى وضعته واشنطن على لائحة عقوباتها فى أغسطس 2015، وبعدها بشهر فعلت الأمم المتحدة الأمر ذاته، وذلك لمساهماته فى جمع الأموال للقاعدة وعمله كضابط أمن للتنظيم، ويعود تاريخ تعامل «الكوارى» مع تنظيم القاعدة إلى بدايات الألفية عندما قام بتسهيل سفر قياديين فى تنظيم القاعدة إلى قطر، ومن ثم ذاع صيت تعاونه مع سعد الكعبى فى الإشراف على حملات جمع تبرعات للقاعدة فى سوريا، عبر حساب لدى بنك قطر الإسلامى فى الدوحة، وتزامنًا مع أنشطته الإرهابية وفرت الدوحة غطاءً للإرهابى بتعيينه فى وزارة البلدية والتخطيط العمرانى كمأمور ضبط قضائى منذ عام 2011، كما وضعت الدوحة المواطن القطرى «إبراهيم عيسى حجى الباكر» الذى أضيف إلى قائمة الإرهاب الأمريكية منذ أشهر، والذى يصنف كلاعب رئيسى فى خلية إرهابية كانت تخطط لتنفيذ هجمات على قواعد أمريكية فى قطر عام 2006، وسجن فى الدوحة عام 2000 بتهمة تمويل الإرهاب لكن أُفرج عنه لاحقًا بعدما وعد بعدم تنفيذ أى نشاط إرهابى فى قطر.
القائمة ضمت شخصيات قطرية كثيرة، تقول الدوحة إنها متورطة فى دعم الإرهاب، وهى فى نفس الوقت تؤكد للجميع أن قرار الرباعى العربى كان صحيحًا، وأن الدوحة مليئة بالإرهابيين ممن يستخدمهم تنظيم الحمدين لتنفيذ أغراضه الخبيثة فى المنطقة.