محمد الدسوقى رشدى

تفجيرات المشاركة الانتخابية

الأحد، 25 مارس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 لماذا فشل الإخوان فى تعلم الدرس، إن هددوا تضاعف عنادنا، وإن فجروا شاركنا، وإن حرضوا على المقاطعة حشدنا؟!

لم يتعلم الإخوان الدرس، والحديث عن الإخوان هنا يشمل قيادات الجماعة المحرضة على العنف والشامتة فى دماء المصريين التى يحصدها الإرهاب، كما يشمل ذيول الجماعة الأم من تنظيمات وخلايا مسجلة يعتمد عليها الإخوان فى إيذاء المصريين، وتهديد أمنهم واستقرارهم.
 
لم يكن غريبًا أن تطل علينا الجزيرة منصة الإرهاب والإخوان فى العالم العربى بتقرير مفصل، ليلة 22 مارس، يحرض على العنف بأسئلة عن جدوى السلمية، وضرورة لجوء الإخوان للعنف وكأنهم لم يمارسوه طوال سنوات وجودهم فى الحياة، ولكنه تقرير فى ثوب تهديد يأتى ضمن خطة إخوانية واضحة هدفها إخافة الناس من المشاركة فى الانتخابات الرئاسية.
 
يعول الإخوان كثيرًا على تصدير صورة تخبر العالم بوجود مقاطعة من جموع المواطنين للانتخابات الرئاسية، حتى يمنحهم ذلك قبلة حياة جديدة بعد فشل كل تحركات الجماعة، خلال الفترة الماضية، لتشويه صورة مصر خارجيًا أو إحداث شرخ فى جدار الثقة بين السلطة والشعب المصرى، ويمكنك أن تلحظ تضافر جهود الإخوان والإرهاب ودول التمويل لتحقيق هذا الهدف، سواء عبر حالة الذعر والصمت التى أصابت منابر الإخوان الإعلامية بعد المشاركة المبهرة للمصريين فى الخارج، أو من خلال محاولات النظام القطرى فى تعطيل عملية تصويت المصريين فى الدوحة، أو بالنظر إلى فيديوهات داعش التى هددت وحذرت وخوفت المصريين من النزول إلى اللجان الانتخابية وصناديق الاقتراع، ثم محاولة التفجير الإرهابية البائسة التى شهدتها الإسكندرية، أمس، كلها خيوط متداخلة ذات هدف واحد هو تقليل نسب مشاركة المصريين الانتخابية، وربما أكثر ما يقلق الإخوان فى تلك اللحظات هو رد الفعل المصرى على المستويين الشعبى والرسمى.
 
رسميًا الدولة المستمرة فى تحضيراتها للانتخابات، ويمارس الرئيس مهام عمله بانتظام ونشاط مكثف وظهورات متعددة فى كل المناسبات، ونجاحات فى ملفات مهمة، مثل استعادة البشير والعلاقة مع السودان، ثم الترتيبات الإقليمية مع السعودية واليونان والإمارات، وأخيرًا الزيارة الشجاعة والمهمة التى قام بها الرئيس، فجر الجمعة، إلى قوات الجيش والشرطة فى سيناء.
 
وعلى المستوى الشعبى تبدو رسالة المصريين واضحة، كلما زادت تهديدات الإخوان تضاعف عناد المصريين وإصرارهم ورغبتهم فى المشاركة، يكاد المصريون يخبرون العالم أجمع أن الحشد الانتخابى فى هذه المرة واجب شرعى ووطنى أكثر منه واجب انتخابى، واجب تفرضه لحظة وطنية فارقة يريد الإخوان فيها إثبات قدرتهم على إخافة المصريين، واجب تفرضه دماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم لتطهير هذا الوطن من العنف والإرهاب.
 
بعد كل هذه السنوات يفضح الإخوان أنفسهم مرة أخرى، بأنهم أجهل الناس بالشعب المصرى، لم يفهموا كتالوج المصريين حتى الآن، لم يفهموا رسائل المصريين وعقلهم من لحظة 30 يونيو، وحتى الآن يمارس الإخوان نفس اللعبة بغباء، فى البداية هددوا المصريين على لسان البلتاجى بسيارات مفخخة وإرهاب فلم يجدوا من الشعب المصرى سوى تضافر واصطفاف لمحاربتهم، ثم عادوا وهددوا بالجوع والحصار الاقتصادى فلم يجدوا من المصريين سوى صبر وأمل فى الإجراءات الاقتصادية الصعبة، ثم كرروا نفس الغباء ومارسوا أحقر لعبة فى التاريخ، مستخدمين أخبارًا مغلوطة وشائعات لتشويه صورة الجيش المصرى فلم يجدوا من المصريين إلا التفافا حول قواتهم المسلحة.
 
لم يدرك الإخوان حتى هذه اللحظة أنهم خارج الزمن وخارج المعادلة المصرية، ولم يدركوا أن كتالوج الشعب المصرى به مادة واضحة وضوح الشمس، تخبر العالم كله أن الإخوان إن أشاروا إلى اليسار ذهب المصريون إلى اليمين لا نقطة التقاء بيننا وبين من حرضوا على الفتنة وقتلوا وشمتوا فى دماء جنودنا، لذا إن أراد الإخوان لجان الانتخابات خاوية سنجعلها أكثر ازدحامًا، طمعًا فى صورة جديدة تخبرهم بالحقيقة التى لا يريدون قراءتها والتى تقول بأن مصر لا تهدد وشعبها لا يخاف.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة