العيون تترقب .. والجدل يُسيطر .. والتوقعات والأسئلة الحائرة هى "سيدة الموقف" صوب أزمة عبد الله السعيد مع النادى الأهلى، فمع انتهاء مشاركته مع المنتخب الوطنى خلال معسكر سويسرا استعدادًا لمونديال روسيا ، سينتظر الجميع ماذا سيحدث معه داخل جدران القلعة الحمراء بعد قرار عرضه للبيع على خلفية توقيعه للزمالك ؟!
المشهد الذى ينتظره الجميع حاليًا هو موقف حسام البدرى المدير الفنى للأهلى النهائى ضد عبد الله السعيد ، ومن هنا تظهر العديد من الأسئلة حول تلك الأزمة :
- هل سيظهر اللاعب فى مباريات الفريق المقبلة سواء المحلية أو الأفريقية؟
- هل هناك قرار تم اتخاذه رسميا من جانب الجهاز الفنى بتجميده لحين إتمام صفقة بيعه أو إعارته فى الانتقالات الصيفية المقبلة ؟
- هل يوافق الأهلى على بيع السعيد للزمالك إذا تقدم الأخير بعرض رسمى لضمه؟
- هل سيشارك فى المران الجماعى للأهلى عقب العودة من سويسرا أم لا؟
- هل يتراجع الأهلى عن قرار بيع أو تجميد السعيد حال تدخل هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة بشكل رسمى فى الأزمة بداعى عدم تأثر اللاعب نفسيًا قبل مشاركته مع المنتخب فى المونديال؟
بكل تأكيد الإجابة على هذه الأسئلة سيعرفها الجميع فى غضون الأيام القليلة المقبلة ، لكن كل المؤشرات تؤكد أنه من الصعب عودة السعيد للمشاركة مع الأهلى مجددا ، ولعل ما حدث مع عصام الحضرى والتوأم حسام وإبراهيم حسن تحديداً له دلالة كبيرة حول مصير السعيد خلال المرحلة المقبلة .
بنظرة واقعية للأمور فى أزمة عبد الله السعيد،يجب التأكيد على أن لغة المال أصبحت عاملا سائدا فى كرة القدم .. وغاب الانتماء ،فهل تعترف الأندية الكبيرة مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى بهذا أم سيظلون يلعبون على مشاعر الجماهير؟
هنا نطبق نظرية سيطرة المال على صناعة كرة القدم عبر ناديى الأهلى والزمالك تحديداً، فنجد أن القطبين الكبار دائماً وأبداً يتصارعون على الصفقات حتى وصلت أسعار عندنا لأرقام خيالية وآخرها صفقة صلاح محسن على سبيل المثال، أعتقد أن ما يحدث منهما يعد اعتراف ضمنى بانتهاء أكذوبة الانتماء فى الزمن الحالى.
ما يزيد خوفى أن نصل إلى اليوم الذى نجد فيه كرة القدم تفقد براءتها وعذريتها بسبب مطاردة " بورصات " العولمة المالية والاقتصادية لها،بسبب سوء استخدام لغة المال فى صناعة كرة القدم ، فبدلاً من التناحر على الصفقات واستعراض العضلات، يجب أن يعى المسئولين عن الرياضة فى مصر كيفية الاستثمار الحقيقى من كرة القدم ووضع خطط وتصورات طويلة وقصيرة المدى لتحقيق هذه الأهداف التى سيكون لها مردود إيجابى فى تحقيق الاكتفاء الذاتى بدلاً من انتظار دعم حكومى يؤثر على الميزانية العامة للدولة التى في أشد الحاجة لاستغلالها في أمور حياتية أخرى خاصة بالمواطنين.
بعيداً عن إمكانية تراجع الأهلى عن قراره السابق بعرض عبد الله السعيد للبيع ، فى سابقة لو حدثت ستكون لأول مرة فى تاريخ القلعة الحمراء ، فيجب التأكيد مرة أخرى على أن ما يحدث حالياً فى الوسط الكروى يؤكد وجود " نقص " فى المفهوم الحقيقى جراء المنافسات فى كرة القدم والهدف الأسمى من ممارستها ، إلا أنه من رحم التساؤلات السابقة تأتى أسئلة أخرى .. لماذا وصل بنا الحال إلى هذا التدنى الأخلاقى؟ .. لماذا نقطف من الاحتراف أسوأ ما فيه ؟ .. وغيرها من الأسئلة الكثيرة تحتاج إلى إجابات .. لكن ليس الأهم أن نجيب عليها فقط أو نبحث عن أسئلة للإجابة عنها فكل هذه الأمور تحتاج إلى حلول حقيقية بدلاً من المسكنات ، ويجب أولاً أن نكون صادقين مع أنفسنا ونعترف بوجود الخطأ حتى نستطيع الوصول إلى الحلول سريعاً .
المشهد الحالى يشير إلى حقيقة واحدة أن الغموض يحيط بمستقبل الكرة داخل مصر .. ويؤكد أن الصراعات بين القيادات في الأندية مع أنفسهم ومع مسؤولى اتحاد الكرة بسبب وبدون سبب من أجل كسب بنط أمام الجماهير للبقاء في المنصب الذى يشغله.. فهل نستطيع أن نفهم الدروس من الاحتراف الإدارى فى أوروبا ؟ .. أم يبقى الوضع كما هو عليه ويظل المتضرر الوحيد هو المنتخب الوطنى ؟!