يوسف أيوب

موت الإخوان فى الخليج

الخميس، 29 مارس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على ما أتذكر فإن الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، هو المسؤول الأول فى المملكة العربية السعودية الذى يخرج ويتحدث بهذه الصراحة عن خطورة جماعة الإخوان الإرهابية، بقوله الأسبوع الماضى لقناة CBS الأمريكية «مدارسنا تم غزوها من جماعات متشددة، كالإخوان المسلمين، وقريبا سيتم القضاء عليها، ولن تقبل أى دولة فى العالم بأن يكون هناك جماعة متطرفة مسيطرة على النظام التعليمى».
 
وسبق هذا اللقاء تصريح آخر لولى العهد خلال تواجده فى القاهرة قبل أسبوعين، تحديداً فى اللقاء الذى عقده السفير أحمد القطان، سفير السعودية بالقاهرة، الذى عين وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية، بحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين، حيث قال إن «السعودية لديها انفتاح فكرى وسياسى، ودائمًا ما نواجه بأننا مملكة وهابية، وإن الفكر الوهابى يسيطر علينا، ودعوة عبدالوهاب بدأت منذ 300 عام والإرهاب لم يحدث إلا فى الأيام الأخيرة، وإن الشعب السعودى لديه أغلبية سنية، والشيعة يعيشون بيننا، ولدينا تنوع فى الأفكار، وإن كل ما حدث أنه تم اختزال الدين الإسلامى من بعد 1979 فى الأفكار المتطرفة، وما حدث فى السعودية حدث فى مصر بعدما قويت شوكة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية».
 
وأضاف الأمير محمد بن سلمان «نعترف بأن مصر والسعودية استخدما الإخوان، فعبدالناصر استخدم الإخوان، لكن الجماعة تغلغلت داخل الجيش والشرطة والقضاء، واستغلوا ثورة الخمينى، وقاموا بحصار المسجد الحرام، وتمددوا خلال فترة السبعينيات والحرب الباردة.. فى هذه الفترة ظهرت جماعة الإخوان الإرهابية وانتشروا فى المساجد، وبدأوا المزايدات حول الشريعة الإسلامية، والسعودية فى الستينيات والسبعينيات كانت لديها حضارة أكثر مما نراه بكثير».
 
بعد تصريحات الأمير محمد، خرج وزير التعليم السعودى أحمد بن محمد العيسى، وقال إن المملكة تعيد صياغة مناهجها التعليمية لمحو أى تأثير لجماعة الإخوان وإبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة من أى منصب فى القطاع التعليمى، مؤكداً فى الوقت نفسه أن الوزارة تعمل على «محاربة الفكر المتطرف من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية وضمان خلوها من منهج جماعة الإخوان المحظورة.. الوزارة ستقوم بمنع الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين من جميع المدارس والجامعات، كذلك إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها من أى منصب إشرافى أو من التدريس».
 
ولا ننسى هنا أن جامعة سعودية حكومية كبيرة أعلنت فى سبتمبر الماضى أنها ستفصل موظفين يشتبه أنهم على صلة بالإخوان.
 
نحن إذن أمام تغيير جذرى فى السعودية تجاه جماعة الإخوان، نعم المملكة شريكة لمصر والإمارات والبحرين فى خطوات مكافحة الإرهاب المدعوم والممول من قطر، وعلى رأسهم جماعة الإخوان، وأدرجت الرياض الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية، لكن هذه هى المرة الأولى التى تعلن السعودية عن إجراءات لمنع الانتشار الإخوانى داخل المملكة، وتحديداً فى التعليم الذى كان لفترة طويلة المنفذ الذى دخلت من خلاله الجماعة إلى عقول أبناء الخليج، لذلك فإن التحرك السعودى لتنقية المناهج التعليمية وأيضاً إبعاد الشخصيات التى لها علاقة بالجماعة، هى خطوة تزيد من خنق الجماعة الإرهابية التى بدأت تلفظ أنفساها الأخيرة، وهو ما نستطيع اكتشافه من عدة ملاحظات، أهمها أن قيادات الإخوان المتواجدين فى الولايات المتحدة حاولوا تنظيم وقفات أحتجاجية فى واشنطن ونيويورك خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، لكنهم فشلوا فى مسعاهم، ولم ينضم لهذه الدعوة المشبوهة الا ما يقرب من 20 شخص فقط.
 
الأمر الآخر كان فى ظهور زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى «أيمن الظواهرى» فى تسجيل مرئى جديد، بثته مؤسسة «السحاب» الذراع الإعلامية للقاعدة الأسبوع الماضى، للدفاع عن الإخوان بعد تصريحات الأمير محمد، وهو الأمر الذى يعد إشارة هامة إلى عمق الارتباط والاتصال القائم، ما بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، ومدى تأثير ما قاله ولى العهد السعودى وما تبعه من إجراءات على مستقبل الجماعة الإرهابية، وإلا لماذا خرج الظواهرى فى هذا التوقيت منتقداً الإجراءات السعودية ومدافعا عن الإخوان، ولا ننسى هنا أن الظواهرى سبق أن وصف نفسه بأحد التلاميذ النجباء لـسيد قطب، المنظر الأدبى لجماعة الإخوان، وكما أكد فى كتابه «فرسان تحت راية النبى» أن أفكار سيد قطب ودعوته، تمثل بداية تشكل نواة الحركة «الجهادية» المعاصرة، التى انبثقت عنها جماعة الجهاد المصرية التى انتسب إليها الظواهرى.
الشاهد الآن أنه كلما زادت الإجراءات التى يقوم بها الرباعى العربى لمحاصرة الإرهاب ومموليه، فإن جماعة الإخوان الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتقترب نهايتها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة